لم يختر كبار السن في نيوزيلندا صناعة الألحفة أو كرات البولينغ العشبي هوايةً لهم، بل اتجهوا الى هواية غريبة وهي صناعة التوابيت.
شكّلت مجموعة من المتقاعدين في جميع أنحاء البلاد أندية ليتمكنوا من التجمع سوية وبناء توابيتهم الخاصة، ويقولون إن هذا النشاط يوفر التكاليف ويساعد على محاربة الشعور بالوحدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 22 سبتمبر/أيلول 2016.
مؤسِّسة النادي الأول هي كاتي وليامز، الممرضة السابقة بقسم الرعاية التلطيفية البالغة من العمر 77 عاماً عام 2010.
ومنذ ذلك الحين انتشر هذا النموذج في جميع أنحاء البلاد، إذ يوجد الآن عشرات من نوادي التوابيت في كلٍّ من الجزيرتين الشمالية والجنوبية لنيوزلندا.
تقول كاتي: "بسبب عملي وسني أصبحت أواجه الموت باستمرار، ورأيت أناساً كثيرين يموتون ولم تكن لجنازاتهم علاقة بحيويتهم التي كانوا عليها أو بالحياة التي عاشوها ليس بوسعك أن تعرف حقيقتهم منها، أو أنهم عاشوا وضحكوا وأحبوا، كان لديّ شعور عميق بأن رحلات الناس في حياتهم تستحق وداعاً شخصياً أكثر".
افتتحت الممرضة النيوزلندية، نادي Kiwi لصناعة التوابيت في مرآب منزلها، دون وجود أدوات، ولا متطوعين ولا أدنى فكرة عن كيفية بناء تابوت، ولكن بعد انضمام مجموعة من الرجال المحليين، انطلق النادي وسرعان ما انتقل إلى مقر أكبر ليسع الأعداد المتزايدة.
وأضافت: "هناك شعور كبير بالوحدة لدى كبار السن، ولكنهم في نادي التوابيت يشعرون بأن لهم فائدة، والأمر اجتماعي للغاية، لدينا شاي الصباح وغداء، وموسيقى حماسية، وأحضان".
فضلاً عن صناعتهم توابيتهم الخاصة يصنع النادي أيضاً توابيت صغيرة يتبرع بها للمستشفى المحلي.
جانيت هيغنز، البالغة من العمر 77 عاماً أيضاً، هي إحدى المتطوعات بالنادي، وقد فقدت ابنتها وزوجها في العامين الماضيين، ورغم إصابتها بالفزع خلال أول تجربة لها لصناعة تابوت فإنها استمرت، وقررت صناعة تابوت باللونين الفضي والأسود وغطاء أزرق، وتقول: "أنا مع الرأي القائل بصحة مواجهة الأمور التي لا مفر منها. إنها تجربة عاطفية".