الأقباط متحدون - إعلام الحقيقة وحقيقة الإعلام
أخر تحديث ٠٠:٤٦ | السبت ٢٤ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٤ | العدد ٤٠٦١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

إعلام الحقيقة وحقيقة الإعلام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
ترددت طويلاً قبل الكتابة في هذه المسألة، مسألة الإعلام وتقديمه للحقيقة، بيد أن خوض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي فيه خلال حواره بوسائل إعلام أمريكية جعلني مضطر للتفكير في الكتابة، والآن وقد حسمت أمري، وقررت أن أضع بعض الحقائق أمام عيون الجميع.
 
الإعلام المصري كما يرى الرئيس السيسي لا يسلط الضوء على الحقيقة كاملة، نعم هذا يحدث، فحينما أعلن الإعلام عن مقتل قتلة ريجيني وبحوزتهم سلاح، لم يستطع أن يكشف كامل الحقيقة، وأن القتلة أبرياء وليسوا قتلة ريجيني، ولم يستطع تفنيد اتهامات الشرطة لهم مع أن ذلك لا يحتاج لمحقق بوليسي، لكن فقط محتاج لإنسان فقط بيفكر ويحلل وليس مقيد ولا موجه من أحد، وبهذه المناسبة، ترى هل سيحاسب رجال الشرطة الذين قتلوا الأبرياء المصريين المتهمين ظلماً في قتل الشاب الإيطالي؟ وهل سيسأل الشرطي الذي دس لهم حاجات الشاب الإيطالي باعتباره الأقرب لمن قتلوا الشاب، لأنه معه حاجياته، لكن الإعلام على العموم انتظر بيان النائب العام، وحتى هذا البيان أشار له إشارة عاجلة دون التساءلات السابقة مع أنها مهمة، فهو حقاً يخفي الحقيقة.
 
الإعلام يخفي الحقيقة كما اتهمه الرئيس السيسي، وذلك في مأساة الأرجوت والقمح، فكما كان الإعلام مواكباً الحكومة في منعها لاستيراد القمح المصاب بفطر الأرجوت من روسيا، وهيج الروس والعالم علينا، أيضاً ايدها حين رفعت الحظر وذلك دون أن يبحث ليستوضح الحقيقة، ولا يدرس ويكتفى بما يصدر له من بيانات حكومية، ولم يدرس المسألة من كافة وجوهها، الإعلام في هذه القضية الشائكة كان مسالماً لدرجة أنهم لم يحاولوا دراسة قرارات مجلس الوزراء التي سمحت بدخول قمح الأرجوت فلم يعرض لنا القرار ولم يفسر لنا ما معنى أننا كنا نسمح بدخوله من قبل، ولماذا أوقفنا دخوله؟ ولماذا عدنا فيه؟ وهل رضخنا للضغط  لقبول هذا ؟ هل هذا كان لأذى شخص ما بعينه يستورده؟ ولما أذيناه وانتهى الأمر عدنا عن قرارنا، الإعلام لا يوضح الحقيقة فعلاً سيادة الرئيس ولك الحق في ذلك.
 
الإعلام لم يقل لنا عن الحقيقة كاملة حول توقف المفاوضات مع الشركة  الإماراتية لانشاء العاصمة الإدارية وسر توقفها، ولماذا حدث هذا لكنه فقط يسلط الضوء على إنجاز توصيل المرافق لها والأحياء المتوقع بناءها، لم يناقش الإعلام جدواها ومن  يناقش فهو متهم بالخيانة والفشل والحقد على الرئيس وحكومته، لذا الإعلام لم يتساءل عن الموظفين والمواطنين الذين سيكونون بحاجة للانتقال من بيوتهم لأماكن عملهم الجديدة والعودة، وما هي الخطط الموضوعة لشغل أماكن العمل القديمة.
 
صديقي القارئ، اعذرني فسأرجئ للمقال القادم وما يليه النقاش، فالمساحة أوشكت على النفاذ، هذه هي الحقيقة يجب أن أكون صريح معك، بعد غد ألقاك.
المختصر المفيد إعلامنا بعين واحدة، لا يرى إلا ما يريد من ورائه أن يراه.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter