أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، حوارا مع شبكة "بي بي إس" الأمريكية، خلال تواجده بنيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 71.
وتطرق السيسي خلال الحوار إلى عدد من القضايا الهامة المطروحة، مثل حقوق الإنسان والحريات والتمييز الديني، وكذلك مكافحة الإرهاب والعلاقات المصرية الإسرائيلية.
وقال السيسي، إنه طالب باستراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب، موضحا أن الوضع في سيناء تحسن بصورة كبيرة مقارنة بما كان عليه في السابق، مشيرا إلى أن الهجمات الإرهابية في سيناء لا تتعدى حاليا نسبة واحد أو اثنين في المائة مما كانت عليه.
وشدد السيسي على أن مصر تعتبر عنصرا حاسما في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط، وأنها تعرف جيدا معنى الإسلام الحقيقي الداعي إلى السلام والتسامح.
وأوضح السيسي أن الإرهاب حرم مصر من إيرادات كبيرة كانت تساهم في دعم الاقتصاد المصري، مشيرا إلى أن "مصر دخلت في حرب شرسة ضد الإرهاب لثلاث سنوات، والآن نحن نقدم الأمن لحدودنا مع ليبيا، التي تمتد لأكثر من 3 آلاف كيلو متر، وهذا كله يتطلب موارد جمة"، لافتا إلى أن مصر تبذل كل ما في وسعها لتحقيق الاستقرار في الداخل وتحقيق التنمية الاقتصادية.
وعن العلاقات المصرية الأمريكية، أكد السيسي أن علاقة مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية علاقة استراتيجية، وأن الخمس سنوات الماضية كانت اختبارا لمدى قوة ومتانة العلاقة.
وأردف: "العلاقة لا تعرف فقط بالمساعدات لأنها لو كانت تتمحور فقط حول حجم المساعدات العسكرية، فإن هذا لن يكون أمرا جيدا لتوصيف العلاقة"، مشددا على أن علاقة مصر وأمريكا استراتيجية لأكثر من 3 عقود.
وأضاف أن البرلمان يناقش قانونا ينظم عمل منظمات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن تلك المنظمات تساهم في تنمية المجتمع وحل الكثير من المشكلات، متابعا: "نحن ملتزمون بحقوق الإنسان، ولكننا يجب أن نحافظ على الدولة مستقرة، لأنه في عدم وجود الاستقرار سيكون هناك انتهاكا لحقوق الإنسان".
وقال إنه في الخمس سنوات الأخيرة وقعت الكثير من الأحداث، مشيرا إلى أنه حين تولى المنصب منذ عامين فقط كانت مصر في وضعية غير مستقرة، مضيفا: "حينما أحيلت لي أشياءً حدثت قبل أن أتولى المنصب، تعاملت معها كحالة الصحفي الأسترالي".
وواصل حديثه قائلا: "يجب أن يتأكد الجميع من أننا ملتزمون بحقوق الإنسان، لأن في النهاية أنا إنسان وشخص يحب مواطنيه ولست مستعدا لانتهاك حقوقهم وحريتهم، ولا أريد أن أكون ظالما عليهم".
وشدد على أنه في مصر لا يتم وصف الناس على أساس إيمانهم الديني، فلا يوجد أي تمييز، مضيفا: "لدى كل المصريين جميع الحقوق ونفس المسؤوليات ومن حقوقهم ألا يتم تصنيفهم على أساس الاعتقاد الديني"، مشيرا إلى القانون الذي أصدره البرلمان لتنظيم بناء دور العبادة لكل الأديان في مصر.
وتابع: "نحتاج إلى الوصول لوعي معين داخل المجتمع لغرس مفهوم عدم التمييز بين الناس بسبب هوياتهم الدينية".
وعن الصراع العربي الإسرائيلي، قال السيسي إن "العلاقة مع إسرائيل جيدة جدا، وإن هناك تنسيقا مستقرا، وأننا نشرنا قوات مصرية لمكافحة الإرهاب في مناطق لم تكن متاحة بموجب معاهدة السلام، ولكن الإسرائيليين فهموا ضرورة هذا".
وأوضح السيسي، أنه يجب إقناع الإسرائيليين بحل الدولتين وليس فرضه، مضيفا أنه لابد من وجود قناعة لدى الطرفين بهذا الحل.
وأكد أنه لم يحدث تحسنا في العلاقات المصرية التركية، متابعا: "مصر رغبت في إنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء، وكانت هناك مناقصة دولية، وقدمت عدد من الدول العروض، فيما كان العرض الروسي هو الأفضل".