أُطلقت أمس الأول مبادرة رائعة من د. مدحت عامر، رئيس الجمعية المصرية للصحة الإنجابية ورئيس مجلس إدارة مستشفى آدم، ود. أحمد حسن، رئيس قسم الأورام بجمعية ومستشفى بهية لرعاية مريضات سرطان الثدى بالعلاج والكشف المبكر، المبادرة أُعلنت فى إطار مؤتمر ناقش كل ما هو جديد فى مجال علاج تأخر الحمل تحت رعاية د. مدحت، أهم نقطتين فى هذا المؤتمر وتلك المبادرة هما حق مرضى السرطان فى الإنجاب وأهمية الفحص قبل الزواج، لا بد من تغيير ثقافة أن السرطان هو نهاية محتومة ووفاة مبكرة تنتظر مجرد الإعلان وإصدار الشهادة، وأن مريض ومريضة السرطان جثة تمشى على قدمين!! هذا فى عرف الطب الآن هراء وكلام فارغ، يكفى أن نعرف أن سرطان الثدى عندما يكتشف مبكراً فإن نسبة نجاحه تتعدى الـ97%،
لذلك تغيير هذه الثقافة شىء مهم، وعلى مريض السرطان ألا يوقف ماكينة أحلامه، وعلى مريضة السرطان ألا تفقد أملها فى الغد والمستقبل، علاجات السرطان كما تؤثر على خلايا السرطان تؤثر على الخلايا النشطة فى الانقسام والتعدد مثل الحيوانات المنوية، وتؤثر فى المرأة أيضاً على البويضات، ولذلك فإنها جريمة كبرى عندما تتوجه امرأة شابة أو رجل شاب لم ينجب بعد إلى الطبيب للعلاج من السرطان ولا ينصحه أو ينصحها بتجميد عينات من الحيوانات المنوية أو البويضات للمساعدة على الإنجاب فى المستقبل، فهو بذلك يغلق باب الأمل فى الإنجاب بعد الشفاء من السرطان، وهذه مشكلة ثقافية قبل أن تكون طبية، فالمريضة تريد أن تعيش وتحيا حياة طبيعية وكذلك المريض، ليس هدفهما هو تناول العلاج الكيماوى للسرطان ولكن هدفهما هو فى ما بعد ذلك هو الحياة الكريمة الجميلة الممتعة الإنسانية، المشكلة الثانية التى اهتم بها المؤتمر وهى أيضاً مشكلة ذات جذور ثقافية هى مشكلة عدم قبول المجتمع المصرى لفكرة فحوص ما قبل الزواج وكأنها عار أو سبة! النتيجة نسبة أطفال معاقين ومشوهين كبيرة جداً،
أطفال مرضى بأمراض وراثية إما قاتلة وإما مؤثرة على نمط الحياة فيما بعد تشل الطفل وعائلته على السواء، يحدث هذا لمجرد أن الزوج والزوجة يرفضان فحص ما قبل الزواج ويعتبرانه شتيمة وإهانة، هل الزوج مريض جنسياً وهل هو قادر على إقامة علاقة جنسية سليمة، وهل هو أو هى قادران على الإنجاب ومنح هذه الأسرة وهذا المجتمع طفلاً صحيح البدن والعقل قادراً على العطاء والاستمرار، ومنح هذه الحياة معنى وروحاً وأملاً، كل هذه أسئلة يجيب عنها هذا الفحص المهم والضرورى، كم نحتاج إلى مثل هذه المبادرات من مؤسسات المجتمع المدنى والصروح العلمية والجامعات والفنانين ووسائل الإعلام.. إلخ، ولنتذكر على سبيل المثال لا الحصر أن اثنين من الفنانين وهما محمد رضا وعبدالسلام محمد استطاعا نشر الثقافة الصحية التى ساهمت فى القضاء على أكبر هم صحى مصرى وهو البلهارسيا.
نقلا عن الوطن