الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم .. الله حى..عباس ..مش جاى
أخر تحديث ٠٥:١٩ | الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٥ | العدد ٤٠٦٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

فى مثل هذا اليوم .. الله حى..عباس ..مش جاى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
كتب : سامح جميل
فى عام 1914 وفور قيام الحرب العالميه اﻻولى ،تم عزل الخديو عباس حلمى وكان يقضى الصيف خارج مصر،فى تركيا ،ومنع من العوده اليها،وتم تنصيب عمه السلطان حسين كامل وفرضت الحمايه البريطانيه على مصر،اﻻمرالذى اقلق كثيرا من اامصريبن،وانهكت مصر من جراء تلك الحرب ، وما فرضته بريطانيا على مصر من مجهود حربى،
ولم يكن عباس حلمى الذى قضى 22عاما فى الحكم محبوبا من المصريين ،تحديدا من القوى الوطنيه ،حيث تعاون مع الزعيم مصطفى كامل وسائر المواطنين فى بداية حكمه ،ولكن فيما بعد خذلهم وسايراموره مع المندوب السامى البريطانى ،وسلم للبريطانيون بما يريدون ،لذا لم يحزن عليه المصريون ،حين طرد من العرش ، ولكنهم حزنوا للتوغل البريطانى فى مصر.. ومن جانبه راح عباس حلمى يجوب بعض العواصم اﻻوربيه ،مؤلبا اياها على عمه السلطان
حسين كامل ،وكان يرسل باﻻموال الى الداخل ليؤلب البعض ضد السلطان ،ويهتفوا ل "عباس "حتى سرى هتاف فى بعض الموالد يقول "الله حى ..عباس جى"..
وفى سنة 1917 توفى السلطان حسين كامل ، وكان من المفترض ان يتولى الحكم بعده اﻻميركمال الدين حسين ابن حسين كامل ، ولكن الرجل اعتذر ، واراد ان يتجنب المسؤليه وازعاجها ،ووجدها عباس حلمى فرصه سانحه ،فراح يضغط فى العواصم اﻻوروبيه،ويرسل اﻻموال للاعوان كى يواصلوا الهتاف فى الشوارع وفى اﻻذكار"الله حى.. عباس جى" ولم يكن المسكين يدرك او ﻻيريد ان يدرك ان من ترك الحكم ﻻيعود اليه ثانية ،لم يكن لديه مشروع 
سياسى او وطنى يريد تنفيذه ،ولكن كان يهمه ان يكون متربعا على كرسى العرش ..
وفى تلك الفتره استقر اﻻمر فى مصر للسلطان احمد فؤاد خلفا للسلطان حسين كامل وبعد ثورة 1919 وصدور دستور 1923 ،تحول فؤاد الى ملك ..بينما ظل عباس حلمى يصرخ فى جينيف حيث كان يقيم ب "انا صاحب الشرعيه فى حكم مصر ".."انا السلطان الشرعى"......ومصت اﻻيام وتوفى الملك فؤاد وخلفه نجله الملك فاروق ،بينما عباس
مازال يصرخ ب"انا صاحب الشرعيه فى الحكم ..وانا خلعت فى مؤامره وانا ..وانا "اما انصاره -هنا-فقد تراجعوا تماما ولم يبق سوى مجموعه من البهاليل يرددون "الله حى ..عباس جى"..دون ان يدركوا قصة هذا النداء ،وكانت الحرب العالميه الثانيه على اﻻبواب وتزعزع حكم فاروق ،حتى ان البعض اقترح على النحاس باشا ان يعلن الجمهوريه ابان ازمة
فبراير 1942 ،وتتخلص البلاد نهائيا من حكم اسرة محمد على ،كل هذا ومازال عباس حلمى يحلم ويصرخ ،وبعد راى اقتنع ان يبحث عن الوهم .. وان الشرعيه التى يتحدث عنها مجرد "شبح"فنسى اﻻمروتلقى بعض التعويض المالى رغم انه لم يكن بحاجة الى المال ، واخيرا انتقل للدار اﻵخره فى 1944 بعد ثلاثين عاما من محاوﻻت العوده ..
وكانت قصته مثار تندر شديد بين السياسين فى اوروبا وفى مصر..وبقى منه الهتاف الذى كنا نسمعه ونحن اطفال ، باعتباره فلكلورا شعبيا ،كان يتغنى به عبيط القريه..
كان عباس يعيش الوهم يوميا ومغيبا عن الواقع ،وكان يمنى نفسه ،مثلا حين تظاهر طلاب المدارس العليا فى بدية ثورة 1919 ،اعتبرهم يتظاهرون مطالبين بعودته ،وفيما بعد كلما قامت مظاهره فى زمن الملك فؤاد فرك يديه ، واعتبر اللحظه المناسبه جاءت ، وعندما رأى كرسى العرش يهتز مع الملك فاروق ،اخذته السكره ،لم يكن يريد ان يرى الواقع والحقائق
، كانت المظاهرات تقوم للمطالبه باﻻستقلال واﻻحتجاج على انتهاك الدستور والحريات ، لم تقم مظاهره وطنيه واحده من اجله هو ،ولم يكن يريد ان يصدق ،انتبه فقط الى الحقيقه بعد فوات اﻻوان وعمره يقترب من النهايه..
التاريخ ﻻيعيد نفسه ،ولكن بعض الظواهر السلبيه والحاﻻت المرضيه يمكن ان تظهر بين فتره واخرى فى حياتنا خاصة فى مراحل التحول الكبرى وفى فترات اﻻزمات مثل التى نمربها نحن هذه اﻻيام..
بقى ان اقول ان قصر اﻻتحاديه فى مصر الجديده هو فى اﻻصل قصر الخدبوى عباس حلمى..
واخيرا :"الله حى ..عباس مش جى.."!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter