تعليقاً على كارثة المركب غير الشرعية: لماذا نحن مفزوعون، مندهشون، منقسمون حولها وكأنها الأولى من نوعها؟.
هى كارثة كشقيقاتها: قطار الصعيد وإنفلونزا الطيور والأكل المسرطن وحوادث الطرق ومعديات النيل وقتل الأبناء خشية إملاق والبيوت التى تنهار على رؤوس أصحابها!.
المصريون يحبون الموت ويذهبون إليه فى عقر داره، كأنهم يغيظونه بأنهم تسعون مليوناً!.
هل نسينا مشهد التفافهم حول القنبلة أثناء تفكيكها وكأنهم فى زفة!.
المصريون لا يحبون الموت إذا جاءهم حنوناً مهذباً وعلى موعد، ودخل من الباب.
وإذا لم يكن من الموت بُدٌّ.. يموتون «على سهوة»، و«جماعة»، ليكون موتهم «تراجيدياً»، ولكى يكون «الموت» نفسه كتاباً مقدساً يُقسمون بجلاله.
هذا أقدم وأعمق جذر فى حضارة المصريين.
نقلا عن الوطن