الأقباط متحدون - الإعلام والحقيقة وحقيقة الإعلام
أخر تحديث ٠٠:٥١ | الاربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٨ | العدد ٤٠٦٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الإعلام والحقيقة وحقيقة الإعلام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
رصدنا على مدار مقالتين سابقتين، موقف الإعلام من الحقيقة، وكيف أن سيادة الرئيس كان محق في اتهامه للإعلام بأنه يخفي نصف الحقيقة، ولكن اتهام الرئيس هذا يضعنا أمام حقيقة هامة، وهي أن الإعلام  المصري في معظمه إعلام مضلل كاذب يخفي الحقائق، وهذا بحسب وصف الرئيس له.
 
صديقي القارئ، الإعلام المصري منقسم قسمين، قسم يطبل للحكومة، وهو قسم الأغلبية الساحقة الماحقة الكاسحة، وهو المعني بمداراة جرائم وأخطاء وخطايا الحكومة ويظهرها فقط حين تقع ويقع الوزير حينها تكثر السكاكين، وذلك للنيل من منْ وقع، وهذا حق الإعلام في بلد تكرس لحرية الجميع وليس الإعلام فقط.
 
أما القسم الثاني، وهو قليل جداً، يحاول أن يظهر جرائم الحكومة وخطاياها وأخطائها دون النظر لإنجازاتها، ويبدو أنه في ذلك يكون مكتفي بما يقوم به القسم الساحق، وفي هذا أيضاً هو الآخر مخطئ  فالصحيح أن تقدم ما للحكومة وما عليها في حيادية، لكن المهم أن تكون قد بحثت وفندت وفكرت وحللت وتقدم الحقيقة مجردة ومن كل الزوايا ليستريح قلبك وضميرك هذا إن وُجِد.
 
ولكي أكون منصف، فما هو مطلوب من الإعلام أن يقدمه بالفعل يقوم به قلة قليلة أظن أن على رأسها الأستاذ المحترم إبراهيم عيسى الذي يهتم بتقديم الوجه الآخر من القضية ووجهات النظر، ويقيم المناظرات بين الأضاد ويعرض للسلبيات والإيجابيات، وإن كان الآن ومن كثرة السلبيات لم يعد يعرض إلا هي، وذلك يبدو لعدم وجود إيجابيات لواحدة من أفشل وأعجز حكومات مصر، ولا عزاء للمصريين في قادتهم.
 
عزيزي  القارئ، ما تقدم قد يكون مؤسف من وجهة نظرك، حين ترى موقف الإعلام من الحقيقة هكذا، لكن وإن شئت الحق هذا موقف الإعلام في معظم دول العالم موجه وله وجهات نظر وغير حيادي، فإن لم توجهه أجهزة سيادية فتوجهه أحزاب، وإن لم يوجه من هذا وذاك، فتوجهه رؤوس الأموال ومصالح رجال الأعمال، وعلى المتلقي إللي هو حضرتك، الفرز والتمييز بين الغث والثمين وبين الغالي والرخيص، وذلك بعقلك وبضميرك، وبمحاكاته بواقعك الذي تعيشه لتعرف أيً من أنواع الإعلام يقول الحقيقة وأولى بالاهتمام، لكن أبداً لا تعطي عقلك لأحد وحده مهما كان، فالكل يخضع للتحليل والتفنيد، والمعظم تحركه مصالحه ومصالح من ورائه.
 
أخيراً صديقي القارئ، ما يهمني من كل ما تقدم غير ما قلته، أن الرئيس يعرف أن نصف الحقيقة يقدم سواء هنا أو هناك، إذن فهو  يعرف الحقيقة كاملة. فالسؤال هنا، من الذي يُعلم الرئيس بالحقيقة كاملة؟ وهل هو حقاً يُعلمه بها كاملة؟ ولماذا يثق فيه الرئيس؟ ولما لا يكاشفنا الرئيس بالحقيقة كاملة ما دام هو على علم بها وعلى علم بأننا لا نكاشف إلا بنصفها.
 
المختصر المفيد هناك مراكز قوى تتحكم في حركة الإعلام واتجاهاته.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter