الأقباط متحدون - في ذكراها الـ16.. انتفاضة فلسطين الثانية لازال الوطن مُشتعلًا
أخر تحديث ٠٤:٠٦ | الاربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٨ | العدد ٤٠٦٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

في ذكراها الـ16.. انتفاضة فلسطين الثانية "لازال الوطن مُشتعلًا"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 فجّر حذاء رئيس الوزراء الإسرائيلي "آرئيل شارون" انتفاضة الفلسطيين الثانية التي وقعت عام 2000، عقب تدنيسه للمسجد الأقصى، والدخول إليه مرتديًا حذائه وسط جنود الكيان الصهيوني، منذ 16 عامًا مضوا لازال فيها الوطن فلسطين مُشتعلًا باحتلال يُدنس كل مقدسات المسلمين.

 
تعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي عُرفت باسم "انتفاضة الأقصى"، أكثر دموية من الانتفاضة الفلسطينية الأولى "انتفاضة الحجر"، بالنسبة للضحايا، وتطور أساليب المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال.
 
جاءت الانتفاضة بعد مواقف عدة من "شارون" استفزت مشاعر المسلمين أجمع، بدأت بدخوله المسجد مرتديًا
حذاؤه، وانتهت بمهاجمة الصهاينة المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى، واطلاق رصاص معدني مطاط وذخيرة حية، ردًا على الحجارة التي أُلقيت من المصلين عند حائط البراق في وقت سابق.
 
في ليل يوم 28 سبتمبر عام 2000، اندلعت تظاهرات الشعب الفلسطيني تهز أرجاء البلدة القديمة في القدس وأنحاء الأراضي المحتلة، وانتشرت المظاهرات والاشتباكات على نطاق واسع مع قوات الاحتلال.
 
وجاء مقتل الطفل الشهيد محمد الدرة عند معبر "نتزاريم" في قطاع غزة، بمثابة جذوة زادت النيران اشتعالًا، عقب استهدافه من قوات الاحتلال في الانتفاضة، أثناء احتمائه من وابل طلقات الرصاص وراء والده خلف برميل.
 
حاول الاحتلال قمع التظاهرات بالقوة، إلا أنها انتشرت كالهشيم في النار وامتدت المظاهرات إلى قطاع غزة الذي وقف مساندًا لباقي شعبه في الضفة، وظلت الأمور مشتعلة قرابة خمسة أشهر، شاركت جميع الفصائل الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها في الانتفاضة.
 
وبدأت المواجهات ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة والسلاح الأبيض، ثم تطورت لاستخدام السلاح الناري كالبنادق الرشاشة والقنابل اليدوية والعبوات الناسفة والألغام الأرضية.
 
وعقب ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين، قررت قيادة المقاومة الفلسطينية بدء عمليات هجومية استشهادية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي من قلب مدنهم.
 
وسعت الشعوب العربية إلى مساندة الشعب الفلسطيني في انتفاضته، فخرجوا في مظاهرات منددة بالاحتلال الصهيوني، وقرروا مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية كوسيلة للضغط عليهم.
 
تفاعل الشارع العربي وضع الأنظمة العربية في موقف محرج، وذلك لعقدها القمة العربية الطارئة في القاهرة بعد شهر من اندلاع الانتفاضة، وخرجت ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي.
 
كما خرجت مظاهرات إسلامية حاشدة، وسمي مؤتمر الدوحة الإسلامي بقمة الأقصى، وخرج بيان القمة ناقمًا على الاحتلال الصهيوني وناقدًا لأول مرة الموقف الأمريكي المتسامح مع القمع الصهيوني.
 
ودعت الشعوب العربية بعضها البعض إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، كمشاركة معنوية لأهل فلسطين، وتعبيرًا منهم عن تأييدهم للانتفاضة، الأمر الذي تسبب في خسارتهم أكثر من ملياري دولار.
 
وخلال الانتفاضة نجح عدد من مقاومي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في اغتيال "رحبعام زئيفي" وزير السياحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ووحدة المظليين في جيش الاحتلال، وقتل نحو 58 جنديًا إسرائيليًا وجُرح قرابة 140 آخرين.
 
كذلك خسر الفلسطيين في صفوفهم الكثير، بعد اغتيال قيادات الصف الأول في الأحزاب الفلسطينية، على رأسهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، ونائبه عبد العزيز الرنتيسي، وأبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية.
 
وبشكل عام أسفرت الانتفاضة عن وقوع 4412 شهيدًا فلسطينيًا، من بينهم أكثر من مائة طفل، و48322 جريحًا، وبلغت عدد المنازل المهدومة 5565 منزلًا، و22892 أرضًا جرفت.
 
ومثلت خسائر الجيش الإسرائيلي 334 قتيل، ومن المستوطنين 735 قتيل وليصبح مجموع القتلى والجرحى الإسرائيليين 1069 قتيل و4500 جريح وتلف 50 دبابة من نوع "ميركافا" ودمر عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات الإسرائيلية.
 
وانتهت الانتفاضة بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ وجمعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي آرئيل شارون.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.