الأقباط متحدون - عملية تضليل الرئيس!
أخر تحديث ٢٣:٤٣ | الاربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ١٨ | العدد ٤٠٦٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عملية تضليل الرئيس!

سليمان جودة
سليمان جودة

 قبل شهر من الآن كان الرئيس قد عقد اجتماعاً مع وزيرة التعاون الدولى وقال فى أثناء الاجتماع، بأوضح لغة ممكنة، إنه لا توقيع على أى قرض دون التأكد مسبقاً من قدرتنا على سداده.

 
وكانت الصحف قد صدرت فى اليوم التالى للاجتماع، وهى تحمل تأكيدات الرئيس فى صورة مانشيتات بعرض صفحاتها الأولى، بما يعطى بالطبع إشارات معينة، وإذا حاول أحد أن يعود اليوم إلى ما أكده الرئيس وقتها، فسوف يلاحظ أن كلامه كان واضحاً للغاية، ثم سوف يلاحظ شيئاً أهم، هو أن الرئيس فيما يبدو يقع تحت ضغوط شديدة من أجل دفعه نحو الاقتراض بأى طريقة.
 
وقد تصورنا يومها أن حنفية الاقتراض، التى تنهمر علينا منذ تولت وزيرة التعاون الدولى منصبها فى الحكومة، سوف تتوقف ولو قليلاً حتى نلتقط أنفاسنا، وحتى نتأكد قبل اقتراض دولار واحد، لا 12 ملياراً كما يجرى الكلام هذه الأيام، من أن هذا الدولار الواحد سوف يجرى إنفاقه فى سبيل تعظيم إنتاجيتنا فعلاً، ثم نتأكد أكثر من أنه لن يكون قيداً حول رقابنا غداً، أو بعد غد فى اتجاه خنقنا!
 
تصورنا هذا، ونمنا مطمئنين إلى أن تأكيد الرئيس، خلال اجتماعه بالوزيرة، سوف يؤخذ به، وسوف يكون موضع حساب وموضع اعتبار، فإذا بنا نفيق على قرض قيمته 12 ملياراً.. يعنى 12 ألف مليون دولار.. يعنى رقم 12 وأمامه تسعة أصفار مرة واحدة!
 
ما الذى جرى خلال شهر لا أكثر، بين لحظة بدا فيها الرئيس حريصاً على ألا يورط بلده فى أى مديونية جديدة، وبين لحظة نجد فيها أنفسنا منساقين كأننا منومون لنوقع على قرض لا نعرف ما هى بالضبط شروطه.. وما هى وجوه إنفاقه عندما يأتى إلينا؟!.. ماذا جرى خلال شهر لا أكثر كان الرئيس فى أوله متمسكاً بعدم التوقيع على استدانة دولار واحد، فإذا به فى آخره مطالب بأن يضع توقيعه على اقتراض 12 ألف مليون دولار؟!
 
الحكومة تقول، فيما تقول، إنها لن تقبل شروطاً صعبة من صندوق النقد الدولى، فى مقابل القرض.. وهذا فى حد ذاته شىء حسن.. ولكن المشكلة أنها لا تقول لنا ما هى هذه الشروط الصعبة بالضبط.. وما هى فى مقابلها الشروط السهلة على وجه التحديد؟!
 
يصعب علىّ جداً أن أرى بعينى أن الرئيس يتعرض فى ملف الاقتراض لعملية تضليل واسعة من جانب أعضاء فى المجموعة الاقتصادية فى الحكومة، ثم ألتزم الصمت.. يصعب علىّ جداً، لأن الرجل الذى أنقذ كيان الدولة فى 30 يونيو 2013، لا يمكن أن يكون هذا جزاءه، ولا يمكن أن يكون على هذا الرجل، ناصع الوطنية، أن يدفع الفاتورة سياسياً وحده هكذا.. لا يمكن!.
نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع