طالب خبراء اقتصاديون الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل الفوري لحل أزمة ارتفاع سعر السكر خلال الأيام الماضية بعد ارتفاع سعره إلى قرابة 8 جنيهات في القاهرة والمحافظات، في ظل استمرار الممارسات الاحتكارية من كبار التجار سواء بحجب الكميات وتعطيش السوق لرفع أسعار السلعة، أو الحصول على الكميات التي يتم ضخها عبر القوات المسلحة في منافذها بالطرق الملتوية.
وشهدت الأسواق المصرية ارتفاعاً كبيراً في أسعار السكر، إلا أن القوات المسلحة استطاعت توفير كميات كبيرة بمنافذها وفي المجمعات الاستهلاكية الكبيرة بسعر 5 جنيهات للكيلو، واستخدام بعض التجار الطرق الملتوية لشرائها عبر مواطنين لاستمرار تعطيش السوق المصري.
وقال محمد البيلي، الخبير الاقتصادي، إن السبب وراء الأزمة يرجع لجشع التجار وكبار المسيطرين على سوق السكر في مصر، مشيراً إلى أن السلطات المختصة تعرفهم جيداً ولابد من اتخاذ موقف حاسم، لكونهم يسعون للإضرار باستقرار البلاد وتجويع الشعب- بحسب قوله.
وذكر «البيلي» في تصريحاته لـ«الوفد» أن الجهات الرقابية لابد أن تضاعف جهودها على سوق السكر بشكل خاص والسلع الغذائية عامة، بعد أن تحولت إلى مأساة لدى المواطن البسيط الذي يكافح من أجل توفيرها ثم لا يجدها، قائلاً «القضية ليست فقط القبض على تاجر أو اتنين من كبار التجار كما حدث، ولابد من السير في هذا الاتجاه، وتوصيل رسالة للمحتكرين بأن مؤسسات وسلطات الدولة أقوى منهم، حتى لو وصل الأمر لقرار سيادي من الرئيس تجاه هؤلاء».
وطالب محمود العسقلاني، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء» الرئيس السيسي بالتدخل الفوري للقضاء على «مافيا السكر» قائلاً: «نحتاج قرارًا سياديا من الرئيس تجاه هؤلاء واتخاذ موقف حاسم ضدهم كونهم يسعون لتجويع الشعب وهي تهمة ليست بسيطة بعد أن ضربوا بمؤسسات الدولة عرض الحائط».
وأضاف «العسقلاني» في تصريحاته لـ«الوفد»: إنه من غير المعقول أن يظل المواطن المصري أسير ارتفاع السلع الضرورية واليومية له سواء السكر حالياً، أو مثلما حدث مؤخراً في سلعة الأرز، مشيراً إلى أن صغار التجار الذين استولوا على كميات السكر التي تم ضخها بالمجمعات ومنافذ القوات المسلحة، لا يمثلون الجزء الأكبر من المشكلة.
واستكمل «العسقلاني» حديثه لـ«الوفد»: بأن «حيتان السكر» في مصر معروفون لدى الجميع، وهؤلاء أكثر خطراً على البلاد، ومن الصعب أن يبقى الشعب المصري أسير رجال الأعمال الذين يتحكمون في قوت يومه بشكل يثير الغضب ويؤلب المصريين تجاه الوضع الحالي قائلاً: «لا بديل عن تدخل الرئيس بقرار سيادي لمواجهة تلك المافيا التي تعتقد بأنها أكبر من الدولة وتتحكم في قوت الغلابة» بحسب تعبيره.