الأقباط متحدون - سليم تقلا... مؤسس جريدة الأهرام
أخر تحديث ١٤:٢٧ | الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٠ | العدد ٤٠٦٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

سليم تقلا... مؤسس جريدة الأهرام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

  د.ماجد عزت إسرائيل 

  ولد سليم تقلا فى كفر شيحا وهى قرية تقع فى سفح لبنان عام 1843م، تلقي دروسه الابتدائية في مدرستها ثم في المدرسة الوطنية في عبية التي أسسها المعلم بطرس البستاني والدكتور فان ديك الامريكي،‏ تعرضت عبية للأحداث الطائفية الدموية عام‏1860‏ فتركها وذهب الي بيروت وواصل تعليمه بها‏.‏ واشتهر منذ حداثته بالخطابة واللباقة وحب الشعر والموسيقى ، وبعد إتمام دراسته عين معلما في المدرسة البطريركية بذات المدينة ثم مديرا لها ثم وكيلا لأعمالها‏،ولكنه هاجر الي مصر في عهد الخديوى إسماعيل(1863-1879م) واستقر في مدينة الإسكندرية عام ‏1874م. 
 
  والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا هاجر سليم تقلا إلى مصر؟ لأن مصر فى عصر الخديوى إسماعيل كانت تتمتع بسمعة عالمية فى النهضة الاقتصادية وخاصة بعد افتتاح قناة السويس فى نوفمبر 1869م،وأيضًا فى النواحى والاجتماعية والثقافة خصوصا المشروعات الأدبية‏ وهذا ما كان يسعى إليه سليم تقلا،لدرجة أنه نظم  قصيدة فى مدح الخديوى إسماعيل وغادر ربوع الشام قاصدا القطر المصري حتي وصل إلي القاهرة،‏ فرفع قصيدته الي الخديوى ، وأصبح بعدها من المقربين للبـلاط الخديوى، وقضي نحو ما يقرب من عام يتردد بين القاهرة والإسكندرية من أجل الحصول علي امتياز لتأسيس جريدة الأهرام،‏ وفى النهاية منحته السلطة الحاكمة هذا الحق ومعه أخيه بشارة تقلا، وصدر عددها الأول فى 5 أغسطس 1876م،وكاتب هذه السطور اطلاع على هذا العدد المحفوظ دار الكتب المصرية ‏. 
 
 على أية حال،عندما اندلعت الثورة العرابية (1881/1882م)بقيادة "أحمد عرابى"ورفاقه منذ 15 يناير سنة1881م،عندما قدموا عريضة يطالبون بعزل ناظر الجهادية (وزارة الحربية)عثمان رفقى باشا لرئيس الوزراء رياض باشا، وتعديل القوانين العسكرية، فكان رده أن قبض عليهم، فانتفض الجيش للثورة على الخديوي توفيق(1879-1892م) وطالب بعزل وزيرالحربية الذي ظلم الضباط المصريين،وفي إبان هذه الثورة الشهيرة وقفت جريدة الأهرام برئاسة سليم تقلا ضد الثورة إلي جانب الخديوى،‏ فأحرق الثوار مطابع جريدة الأهرام والجريدة‏، و صدي الأهرام الأسبوعية التي كانت تطبع أكثر من عشرة آلاف عدد توزع علي نخبة واسعة من المثقفين ورجال الأعمال في القطر المصري‏،ولذلك عاد إلى لبنان موطنه  الأصلى ،وظل بها حتى استسلام عرابي ورفاقه، ثم جاء لمصر مع بداية الاحتلال البريطانى 1882م ، وعمل على مواصلة طباعة جريدة الأهرام بعد أن نقل مقر الجريدة لمدينة القاهرة عاصمة البلاد ،وظلت تصدر حتى وفاته عام 1892ـ دفن في مسقط رأسه كفر شيحا ـ وبعد وفاته تولت زوجته بتسي نعوم كبابة  ومعها أولادها إدارة مؤسسة الأهرامـ للحديث باقية ،ومازالت الأهرام تصدر حتى يومنا هذا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter