الأقباط متحدون - حوض 9 بالاسكندرية قرية يلاحقها الموت والمرض والبطالة والسبب شركات الاسمدة
أخر تحديث ٠٠:٤٥ | الجمعة ٣٠ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٠ | العدد ٤٠٦٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

" حوض 9 " بالاسكندرية قرية يلاحقها الموت والمرض والبطالة والسبب شركات الاسمدة


" حوض 9 " بالاسكندرية قرية يلاحقها الموت والمرض والبطالة والسبب شركات الاسمدة

ايهاب رشدى
نحو 1000 أسرة تقريبا تقطن  قرية  " حوض 9 "  الواقعة  على الطريق المؤدى لأبو قير بشرق الاسكندرية ، سقطت جميعها من حسابات الحكومة .. فهى منطقة محرومة من الخدمات وتحولت أجوائها إلى بؤرة للامراض السرطانية نتيجة لوجود شركات  الاسمدة  والمبيدات  التى تحاصر القرية وتبعث أبخرتها السامة على مدار 24 ساعة .

يقول أحد سكان القرية ويدعى " ماهر عبد اللاه " ....  فى حدود الساعة العاشرة مساء يحتمى أهالى  القرية فى منازلهم ويحكمون غلق النوافذ والابواب حيث يشتد خروج الغازات المسرطنة من مداخن المصانع المحيطة ولا يمكن لأحد الخروج من بيته . 

وأضاف انه يمتلك عدة أفدنة زراعية من أراضى القرية أصيبت جميعها بالبوار نتيجة هذه البيئة السامة  وأنه يعمل حاليا فى القطاع الخاص من أجل الانفاق على أولاده الاربعة ،  وقال " عبد اللاه " فى يأس مفيش فايدة احنا محكوم علينا بالموت ، والقانون لا ينصف الضعيف فى هذا البلد . وقال مصطفى عبد الرحمن  "  كل سنة يحصد الموت ما بين 10 إلى 15 شخص وطفل من اهالى القرية بعد اصابتهم بالسرطان و أمراض الكبد والكلى  .

 قال أحد المزارعين بالقرية " رفض ذكر اسمه  .. المفروض ان الفدان يعطى 3 طن من الغلة ولكن هنا فى " حوض 9" الفدان بيجيب 600 كجم فقط وهذا بسبب التلوث وأشار إلى عود من سنابل القمح كان معظمه فارغ إلا من حبيبات قليلة مؤكدا أن الغازات السامة هى السبب فى ذلك .

هذا بخلاف مشكلة مياه الرى التى أكد المزارعين بالقرية أن الماء يفتح فقط أربعة أيام ويكون منسوبه ضعيف جدا وأشار أحدهم إلى السواقى التى تقوم بضخ الماء للحقول وكان ماؤها   يحتوى رغوة كثيفة جدا مؤكدا أن وجود هذه الرغاوى يعنى أننا نسقى بماء المجارى ونحن مضطرون لذلك .

ولم تقتصر خسارة أهالى القرية على اراضيهم فقط ، فبعضهم قاوم البطالة وحاول أقامة مزرعة دواجن أو مواشى ، ولكن مشروعاتهم كان محكوم عليها بالفشل ، فلا يمكن لكائن حى أن يعيش فى هذه الاجواء السامة .

يحرص أهالى القرية على تعليم أبنائهم رغم المعاناة التى يتكبدها الصغار الذين يمشون 5 كم على أقدامهم للوصول لأقرب مدرسة ، فلا توجد فى القرية مدرسة واحدة ، ولا وحدة صحية ولا صيدلية ، ولا نقطة شرطة ، ولا حتى مخبز لشراء الخبز . ولابد لهم من المشى عدة كيلو مترات للحصول على الخدمات الاساسية لحياتهم اليومية .

وبرغم أن نسبة التعليم مرتفعة إلى حد ما بين شباب القرية إلا أنهم  يعانون من البطالة وقال احمد محمود " ان مصنع أبو قير للاسمدة يغلق أبوابه فى وجه شباب القرية رغم أنهم الاولى بالعمل به ، ويقوم يجلب العمالة من محافظات خارج الاسكندرية .

فشباب هذه القرية يموتون بسموم  المصنع وهم فى نفس الوقت محرومون من خيره الذى يذهب إلى آخرين .

يقوم الاهالى بالبناء على الارض الزراعية بعدما أصابها البوار و ثمن قيراط الارض فى القرى المجاورة يبلغ 350 ألف جنيه  وفى "  حوض 9 "  لا يتعدى 30 ألف وليس من يشترى  ، ويضطر الشباب فى سن الزواج أن يبنى له شقة فى منزل العائلة لتوفير النفقات فهم لا يملكون خيارا للخروج من قرية الموت ويتوارث الابناء مشاكل الاباء من جيل إلى آخر

و على مدار عشرات الاعوام تغير العديد من اعضاء مجلس النواب  الممثلين عن الدائرة ولم يقدم أحدهم شيئا  من أجل هذه القرية المنكوبة .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter