كتب: هشام عواض
شيعت صباح اليوم الجمعة، في القدس الغربية مراسم تشييع ودفن جثمان الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بريز الذي توفى الأربعاء عن 93 عامًا، بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية، والذي يعد آخر الآباء المؤسسين لإسرائيل وشارك في الجنازة نحو 90 وفدًا من سبعين دولة يتقدمهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعشرات من قادة دول العالم، أبرزهم الفرنسي فرنسوا هولاند، والألماني يواكيم غازك، وملك إسبانيا فيليب السادس، وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادي العربي الوحيد بهذا المستوى الذى يشارك فى التشييع، وتحدث الشرطة الإسرائيلية عن عملية غير مسبوقة حشد لها ثمانية آلاف شرطي، حيث قال جهاز الأمن الداخلي المكلف حماية الشخصيات أنه نشر آلاف العناصر في أرجاء أماكن التعزية بشكل مكثف، ولم تشهد إسرائيل أي جنازة على مستوى دولي مماثل منذ جنازة رئيس الوزراء السابق اسحق رابين عام 1995 الذي اغتيل على يد ناشط في اليمين المتطرف معارض بقوة لاتفاق أوسلو الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
الرئيس الفلسطيني أول من عزى من العرب
عقب ورود خبر وفاة بريز بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، برقية تعزية لعائلة بريز معزيًا بوفاته، والذي عبرفي برقيته عن "حزنه وأسفه"، وأشار إلى أن "بيريز كان شريكًا في صنع سلام الشجعان مع الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، ورئيس الوزراء رابين، كما بذل جهودًا حثيثة للوصول إلى سلام دائم منذ اتفاق اوسلو وحتى آخر لحظة في حياته"، ونال عباس الإدانات الشديدة من الفصائل الفلسطينية لتعزيته بريز خاصة في ذكرى استشهاد محمد الدرة والانتفاضة الفلسطينية.
انتقاد وزير الخارجية البحريني لتعزيته بريز
نشر وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد الخليفة، اتغريدة على حسابه على موقع "تويتر" ناعيًا فيها شيمون بيريز، وقال فيها "ارقد بسلام"، ويعتبر ذلك أول موقف عربي غير فلسطيني من وفاة الرئيس الإسرائيلي السابق، وآثار التعليق سلسلة ردود غاضبة من مواطنين عرب على “تويتر”، وجاء في التغريدة بالإنجليزية، التي نشرت صباح اليوم على الحساب الرسمي الموثق للخليفة “ارقد بسلام أيها الرئيس شيمون بيريز، رجل حرب ورجل سلام لا يزال صعب المنال في الشرق الأوسط". وخرجت عدة تظاهرت في البحرين احتجاجًا على اعتزام وزير الخارجية البحريني المشاركة في الجنازة.
حضور العرب .. والمغرب أول الحاضرين
كانت المملكة المغربية، أول الدول العربية التي أعلنت مشاركتها الرسمية في مراسيم جنازة، حيث وفق قال موقع قناة "i24" الصهيونية، ذائعة السيط، حيث قال أن المغرب "سيرسل أندريه أزولاي؛ أحد مستشاري الملك محمد السادس لحضور جنازة شمعون بيريز، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن ممثلاً عن سلطة عمان وصل عن طريق الأردن، وهو قائم مقام سلطان عمان خميس بن محمد الفارسي سيشارك، استنكر الإعلامي رامي رضوان، حضور الزعماء العرب وخاصة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، جنازة رئيس إسرائيل السابق شيمون بيريز، اليوم. وكتب رامي عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "في ذكرى قتل قوات الاحتلال للطفل محمد الدرة.. يجلس أبومازن بالصفوف الأولى في جنازة الرئيس الإسرائيلى السابق شيمون بيريز متأثرا وحزينا..فعلا؟!".
إشاعة حضور "السيسي" للجنازة
ترددت أنباء عقب وفاة بريز على حضور الرئيس السيسي للجنازة لكن هذا لم يحدث وبعث بوزير الخارجية نيابة عنه، وفي هذا الشأن قال الدكتور عمار علي حسن، المحلل السياسي إن السيسي إذا شارك في تشيع جنازة شيمون بريز، وفقًا لما تداولته الأذاعة الإسرائيلية فإنه سيعيد للأذهان المرة الوحيدة التي شارك فيه حسني مبارك بتل إبيب في توديع جنازة "إسحاق رابين" مؤكدا أن إسرائيل كان تعيب على مبارك باعتباره نائبًا للسادات وشارك في مفاوضات للسلام فيما يتعلق بعدم زيارة إلى إسرائيل غير أن مبارك استغل وفاة رابين لتكون فرصة للتواجد بأسلوب يرضي إسرائيل وفي الوقت نفسه يحافظ على ردود أفعال الشعب المصري.
حسن نافعة : كان يجب تجاهل الجنازة
قال الدكتور حسن نافعة، إن وزير الخارجية المصري اجتمع مع نتنياهو في مقره، وتناول العشاء في بيته من قبل بحجة مبادرة السلام بشأن القضية الفلسطنية، وزيارته هذه المرة سوف تثير تساؤلات عدة لدى المصريين أبرزها يفيد بتوطيد العلاقة بين الجانبين (المصري، والإسرائيلي)، ما ينذز بتابعيات مصر في غنى عنها حاليًا في ظل العلاقات المتوترة عربيًا وشعبيًا.
وأضاف" نافعة"، أن التاريخ السيء لـ"بيريز" في حق العرب والمجازر التي قادها وخطط لها لا تغفر له، وكان يجب على مصر تجاهله، بل العرب أجمع، معربًا عن أسفه لما شاهده من مواقف العرب تجاه استقبلهم خبر وفاة "بريز".
جورج إسحاق: الحضور "كارثة" وتعزيز السلام مع إسرائيل
قال جورج إسحاق، عضو المجلس الرئاسي لتحالف التيار الديمقراطي، أن حضور "شكري جنازة الرئيس الإسرئيلي الأسبق تعد كارثة لاسيما وهذه الزيارة الثانية مع اختلاف نوعها إلا أنها كانت لا تليق بمصر، متساءلاً كيف على لدولة عربية أن تشارك في جنازة من تلوثت يده بدماء العرب، معلقًا: "جنازة إيه.. هي ناقصة خراب"، وأضاف "إسحاق"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذه الزيارة تشير إلى تعزيز السلام مع الكيان الإسرائيلي وهذا مرفوض تمامًا بجميع الأشكال، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة ستثير الرأي العام خاصة أن شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي في الوقت الراهن شهدت انخفاضا عن السابق بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
أبو مازن يصافح نتنياهو ويحتضن أرملة بريز
تصافح الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في جنازة رئيس إسرائيل السابق شيمون بيريز التي بدأت اليوم الجمعة في القدس، ولم يلتقي عباس مع نتنياهو منذ العام 2010، ومع ذلك فقد جرت بينهما مكالمات هاتفية في مناسبات اجتماعية، وتصافحا في فرنسا نهاية العام الماضي على هامش قمة المناخ، كما احتضن عباس أرملة بريز لدى وصوله للمشاركة في جنازته بالقدس، مما نال العديد من ردود الأفعال الخاضبة منه من الفلسطنيين والعرب.
بكاء الرئيس الفلسطيني
والتقطت صور للرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو يبكى في جنازة شيمون بيريز، أثناء تشيع جثمانه لمثواه الأخير، علق، الأكاديمي السعودي "عبدالله الشهري" على بكاء الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، أثناء مشاركته في تشييع جنازة رئيس إسرائيل السابق شيمون بيريز، وكتب "الشهري" تغريدة على"تويتر": "متأثر لرحيل سيده.. شاهت الوجوه!!".
شكري في الصفوف الأولى
وبرز من بين المشاركين في تشييع الجثمان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الخارجية المصري سامح شكري الذين جلسا في الصف الأول إلى جانب بعضهما البعض، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور لشكري وهو متأثر ونال العديد من النقد.
أوباما يرتدى الطاقية اليهودية ويشيد بحضور ابو مازن
وفي مشهد أخر ظهر الرئيس الأمريكي بارك أوباما يرتدي الطاقية اليهودية في القدس متضامنًا مع إسرائيل، ولم تكون هذه المرة الأولى لارتداء أوباما "الطاقية" اليهودية، حيث ظهر بها خلال زيارته في منتصف مايو لعام 2015 عند زيارته أحد المعابد اليهودية بوشنطن، كما أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز، يذكر الحضور بضرورة استكمال الأعمال التي لم تنته بعد، قاصدًا عملية السلام، وذلك خلال إلقائه كلمه ينعى فيها بيريز في مراسم الجنازة المقامة بجبل هرتزل.