الأقباط متحدون - الخلاص بالوزن
أخر تحديث ٠٧:٥١ | السبت ١ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢١ | العدد ٤٠٦٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الخلاص بالوزن

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ماجد سوس
أكتب هذه الكلمات في الساعات الأولى من عقدي الخمسين يوم عيد ميلادي . أمسكت بقلمي لأكتب في صخب الأحداث المتلاحقة التي تمر من حولنا و حين بدأت الكتابة وجدتنيي شارد الفكر أنظر الى الزمن الفائت في عُجبٍ ، أسبح بأفكاري لخمسون عاما مضت من عمري و كأنني ولدت أمساً لم أبدأ بعد.

ارى الزمن يتحرك في قطار الحياة فائق السرعة دون توقف متجهاً نحو نهاية الخط و دون ان نعطى وقت لإلتقاط أنفاسنا التي بدأت تتقطع و تخفت في لهث الحياة ، ننشغل بديننا و دنيانا بأمورنا و أمور من حولنا ، نصف قرن من الزمان أزعج الدنيا و تزعجني لولا إلهي و احبابي ما احتملتها و لا احتملتني.

قالها الجامعة ابن داود الملك في أورشليم قبلنا بأجيال و أجيال باطل الأباطيل، الكل باطل.ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس.العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع. أنا ناجيت قلبي قائلا:ها أنا قد عظمت وازددت حكمة أكثر من كل من كان قبلي على أورشليم، وقد رأى قلبي كثيرا من الحكمة والمعرفة ووجهت قلبي لمعرفة الحكمة ولمعرفة الحماقة والجهل، فعرفت أن هذا أيضا قبض الريح

هذه خبرة الرجل الذي إمتلك الدنيا بين يديه و حينما طلب الحكمة ، اعطاه الله كل شيء و حينما امتلك كل شيء ، عرف ان كل شيء باطل و فاني في هذه الحياة القصيرة . الذي يبقى و يخلد هو سيرة الإنسان و ما قدمه من خير و حب سواء لله او لإخوته لا المناصب و لا المال و لا السلطة او النفوذ او الرتب او الكراسي .

 اين هي قلوبكم أو ارفعوا قلوبكم ، ذاك السؤل الجوهري الذي يسأله الله لنا في كل مرة ندخل الكنيسة لنتقدم للإسرار الإلهية المهيئة للحياة الأبدية هو سر الحياة و مفتاحها فمن يضع قلبه في السماء يضع كنزه هناك و هي ليس شعارا ت رنانة او كلمات نخدر بها انفسنا لكنه السر الذي عاشوه أناس مثلنا و نجحوا في الوصول بقطار الحياة الى محطة الفردوس .

مجموعة من البشر اجتمعوا معا في برية اطلقوا عليها برية شيهيت او شيهات معناها ميزان القلوب . بقدر ما تدخله في قلبك من حب عملي للأخرين بقدر ما يزداد وزنة فيثقل كنزك المذخر لك في السماء .

الله لن يحاسبك على افعال مادية بعيدة عن القلب مهما علت شأنها او بدى شكلها روحاني ، حتى ان الرسول بولس قال إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة أي لدي مواهب روحية منظورة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسا يطن أو صنجا يرن أي مظهر خارجي و صورة تقوى خارجية ، ثم يقول وإن كانت لي نبوة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، و لكن ليس لي محبة ، أو إن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، ولكن ليس لي محبة، فلست شيئا وإن أطعمت كل أموالي ، وإن سلمت جسدي حتى أحترق، ولكن ليس لي محبة، فلا أنتفع شيئا .

هنا نتساءل جميعنا عن كيفية السيرفي طريق الحياة الأبدية إن لم يكن لا بالإيمان و لا بالأعمال فكيف نحياه إذاً ، إنه الإيمان العامل بالمحبة فقط هو المركبة الوحيدة التي تقودنا في طريقنا لضمان حياتنا الأبدية فإن لم تخدم في بيتك و في كنيستك و في عملك و بين اصدقاءك بحب دون تذمر فلن تنتفع شيئا من خدمتك مهما عظم شانها و على .

صديقي دعته نعمة الله للكهنوت فسألني بإتضاعٍ بماذا تنصحني يا صديقي و الخدمة عظيمة و سيسألني الله عن كل نفس ، قلت له ، حب قدر استطاعتك و إتضع قدر قدرتك و لا تفكر في الخدمة بعقلك فحبك و اتضاعك سيقودانك و الرعية لنجاحها و لخلاصكما .

لتزد من وزن قلبك إبحث عن المحتاج و قدم له احتياج ، قدمه بحب و اتضاع قدمه دون ان تشعره انك افضل . في العالم يقولون العفو عند المقدرة و لكني اقول لك اعفوا و اغفر لمن يسيء إليك و اعلم انك لن تحصل على مغفرة الله ان لم تغفر لشخص لا يستحق الغفران و لكنك تقدمه له حبا لا قدرةً.

في عامي الخمسين انظر لأيامي التي مضت و اطلب ان يمتعني كل من أخطأت في حقه بغفرانه و لأمتع من اخطأ في حقي بالغفران أيضاً حتى يغفر الله لنا جميعا ما أخطأنا به ليؤهلنا للدخول في حضرته على حساب دمه الطاهر لنكون بلا عيب قدامه لا من اجل بر فينا بل من اجل  ان الله الآب حينما ينظر إلينا فيجد المسيح ظاهر فينا فيرانا مقدسين في المحبوب يسوع .

دعونا نملأ القلب ليزداد وزنه أليست فكرة رائعة فلنبدأ بدءاً حسناً.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع