الأقباط متحدون | خفافيش الظلام وحملان الشرق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٢٤ | الثلاثاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١٠ | ١٩ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٥٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

خفافيش الظلام وحملان الشرق

الثلاثاء ٢٨ ديسمبر ٢٠١٠ - ٣٤: ٠٨ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:  نوري اٍيشوع
لا أدري كيف أبدء مقالتي هذه, و شعبنا و أخواتنا يتعرضون لكل أنواع البطش و الخوف و القتل و التهديد و الوعيد و الابتزاز, شعب عريق عراقة التاريخ يتعرض للقهر و الأبادة, شعب لا نخجل أن نعلن و بكل فخر بأنه التاريخ نفسه ومن المستحيل فصل التاريخ عنه, و يمارس هذا كله ضده, ضد املاكه, عرضه و مقدساته دون أدنى رحمة أو شفقة و ذلك على أيادي اعوان ابليس (خفافيش الظلام), و قد تناسى هؤلاء بأن أرض الشرق قد سُقيت بدمائه الزكية, و أبت هذه الأرض الانفصال عنه وأبى هو أيضا الأنفصال عنها و لو كلفه ذلك حياته, و ما يتعرض له أهلنا في الشرق, ليس لسبب ألا لأنهم تبعوا اله الحق و الحياة, اله السلام و المحبة و التسامح, و قد غاب عن ذهن هؤلاء القتلة أننا لا نخاف من الذي يقتل الجسد, بل من الذي يقتل النفس و الجسد و هذا ما قاله ألهنا و  ربنا يسوع المسيح في انجيل البشير مت 28:10 .28 ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها.بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.

و الويلات التي يتعرض لها اهلنا و الأبادات الجماعية التي تمارس بحقه تذكرني بواقعة او قصة رواها على مسامعي رجل فاضل, طاعن في السن (أمي,  لم يكن يجيد القراءة و لا الكتابة), من سكان قريتي التي تطل على جبل الطور و القريبة من الحدود التركية (رحمة الله عليك يا عم يوسف),  و كان ذلك في عام 1980  خلال لقاء جمعني به قائلا لي : يا بني توقعاتي لمستقبل مسيحي الشرق,  سيكون كواقع قصة الحمامات الثلاثة,  فقلت له و ما هي قصة الحمامات الثلاث يا عم؟رفقال :  فالحمامة الأولى تتمتع بكامل قواها, و لها جناحان قويان, فستطير بعيداً و تخلص ( المهاجرين الأوائل), والحمامة الثانية تشعر بوهن, و نتف ريشٌ كثير من جناحيها سوف تحاول الطيران و بالويل تخلص (المهاجرين الجدد), والحمامة الثالثة أنهكتها مشاغل الحياة و جناحاها مقصوصان  فلا تستطيع الطيران  فتقع فريسة سهلة في قبضة و حوش البراري و خفافيش الظلام , وسوف تتعرض للتعذيب و القتل.

فيا أيها ألأخوة و الأخوات, أنظروا لما يتعرض له أخوتنا و أهلنا في الشرق,  و أنظروا الى المذابح التي  تلاحق هذا الشعب,  (أباء أفاضل و مؤمنين) و هو لا ينشد الا العيش بأمان في أرضه, و الذي شعاره دائماً المحبة و التسامح, ويمارس ذلك كله بحقه, على آيادي مصاصي الدماء, هؤلاء الذين أبووا إلا أن أن يكونوا من أعوان الشيطان,  و تناسوا بأن كل شيء ينطق بأسم هذا الشعب, الأرض, البشر, الشجر و الحجر, لا بل أسمه نُحت على كل ذرة تراب من  بلاد الشرق.
فيا خفافيش الليل, أبناء الظلمة و الظلام, أفعلوا ما طاب لكم, أستعملوا كافة أسلحتكم الشيطانية, ولكن عليكم أن  تعلموا, بان أبليس قد قُهر و كُسرت ساقاه, و الويل لكم و له من  يوم الحساب, عند مثولكم يوم الدينونة امام عرش اله السلام, اله الحق و الحياة.
فيا أصحاب السلطة و القرار و يا قادة بلاد الشرق, بادروا الى حماية هذا الشعب,  حافظوا على تاريخ هذه البلاد, أستعملوا سلطتكم بقوة لكي يعيش كانسان و ينعم بالأمان و السلام.

 فيا قادة هذه البلاد أحموا هذه الواحة الخضراء, الوحيدة في صحرائكم المترامية الأطراف,  فأن جفت فسوف تتطالكم و تزحف عليكم الصحراء القاحلة بجبال رمالها و بلهيب نارها الحامية و تجرفكم الى الهاوية, أحموا هذا الشعب المسالم من الأبادة الجماعية, لأن المسيحين هم الشرق و الشرق هو المسيحيون, فأذا تعرض أحدهما الى الزوال فسوف يزول الأخر لا محا لة.
فيا وطاويط الظلمة,  في الغد القريب, سوف تسطع نور النهار و تشع شمس الشرق على أبناء الشرق و و تقبعون في اوكاركم الى ما لا نهاية.
فيا أخوتي و أخواتي أبناء التاريخ, لا تهابوا أبناء الظلمة و الطغيان و تذكروا بأن الراعي الصالح لن يتخلى عن خرافه,  واله السلام سيسحق الشيطان تحت ارجلكم سريعا.نعمة ربنا يسوع المسيح معكم.آمين




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :