الأحد ٢ اكتوبر ٢٠١٦ -
٣٤:
٠٥ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
محرر الأقباط متحدون
يصادف مساء اليوم عيد رأس السنة العبرية (روش هاشانا) بنفس اليوم الذي يحل فيه رأس السنة الهجرية، وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على روح التعايش والمحبة، وإنها لرسالة من الله يدعونا بها الى تقبل الآخر والعيش بسلام وأمان وحتى الاحتفال معًا في أعيادنا.
ويحتفل الشعب اليهودي بالعيد من غروب اليوم وحتى يوم الثلاثاء ليلا حيث يجتمع أبناء العائلة حول مائدة العشاء ويقومون بتلاوة نصوص دينية والتقدم بالشكر لله عز وجل على نعمته. يعتبر هذا العيد عطلة رسمية في جميع انحاء إسرائيل وتُعطل الدوائر الحكومية والمرافق العامة.
وتصل صلوات كل يوم من يومي العيد ذروتها حين ينفخ في "الشوفار" (نوع من البوق مصنوع من قرن كبش). ويعتبر النفخ في قرن الكبش (الشوفار) رمزًا لكبش الفداء الذي منّ به المولى عز وجلّ على سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما امتثل لأمر ربّه وهمّ بذبح نجله إسحاق عليه السلام على جبل موريّا في أورشليم وهو الجبل الذي أُقيم عليه فيما بعد الهيكلان المقدسان الأول والثاني. وقد جرت أضحية اسحاق، حسب العقيدة اليهودية، في رأس السنة العبرية كما أن الملائكة بشًروا سيدتنا سارة بولادته في مثل هذا اليوم أيضًا.
ومن تقاليد العيد تناول شرائح التفاحة المغموسة بالعسل، رمزا لأمل أن تكون السنة الجديدة حلوة. أما التقليد الثاني فهو التوجه إلى مصدر مياه مثل البحر أو أحد الأنهار أو الينابيع للتنصل من الخطيئة. ويتم تلاوة بعض الآيات وإلقاء قطع من الخبز في الماء، رمزا ل"إلقاء" جميع ما ارتكبه الإنسان من خطايا خلال العام المنصرم. ويعود هذا التقليد إلى الآية 19 من الإصحاح السابع لسفر ميخا التي تقول: "...وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم". ويتم ممارسة هذه الشعائر عصر اليوم الأول من العيد.
ويحل عيد رأس السنة العبرية بعد انتهاء شهر أيلول العبري الذي يُعتبَر شهر طلب الرحمة والمغفرة من الباري عز وجل وتسمى بالعبرية "سليحوت". وتنطلق عشرة أيام التوبة من راس السنة لتختتم بصوم يوم الغفران.
الفترة ما بين رأس السنة وعيد يوم الغفران:
تعرف فترة العشرة أيام التي تمتد بين الأول والعاشر من شهر تشرين العبري والتي تتضمن عيدي روش هاشانا (رأس السنة) و"يوم كيبور" (يوم الغفران) ب"أيام التوبة العشرة". وتقول التقاليد اليهودية إنها فترة صدور الحكم الإلهي، حيث يحاسب جميع البشر والأمم على أفعالهم خلال السنة المنتهية للتو، ويتم البت في مصائرهم للعام الذي على الأبواب.
ويعتبر اليوم التالي لعيد رأس السنة يوم صيام، ويسمى "صوم غيدالياهو"، حيث يحتفل فيه بذكرى اغتيال الحاكم اليهودي لإقليم يهودا الذي كان محتلا من قبل البابليين بعد أن فتحوا أورشليم سنة 586 قبل الميلاد. وتروى قصة غيدالياهو في الإصحاح 25 من سفر الملوك. وإذا حل اليوم التالي لرأس السنة يوم السبت، كما هي الحال هذا العام، يتم تأجيل الصيام إلى اليوم التالي، إذ تنهى الديانة اليهودية عن الصيام في يوم السبت المقدس. وفي العام الحالي يبدأ الصيام عند شروق الشمس يوم الخميس الموافق 5 تشرين اول، لينتهي عند حلول الليل من اليوم نفسه. ويتم خلال تلك المناسبة تلاوة نصوص خاصة بهذا اليوم، والذي لا يعتبر عطلة رسمية.
ويسمى يوم السبت الذي يقع خلال "أيام التوبة العشرة" أي بين رأس السنة ويوم الغفران ب"سبت التوبة".
شانا توفا وكل عام والجميع بخير