الأقباط متحدون - مشاكل الجنس فى «حكاية وراء كل باب»
أخر تحديث ١٧:٣٧ | الثلاثاء ٤ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٤ | العدد ٤٠٧٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مشاكل الجنس فى «حكاية وراء كل باب»

خالد منتصر
خالد منتصر

صدور كتاب علمى بقلم طبيبة متخصصة عن الثقافة أو الصحة الجنسية خبر يستدعى الاحتفاء. «حكاية وراء كل باب»، عنوان كتاب صادر عن دار العين بقلم د. منى رضا أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، الثقافة الجنسية صارت بعد أن اقتحمها السماسرة وأصحاب البوتيكات وتجار الأعشاب وغير المتخصصين من أطباء شرعيين وحانوتية، صارت موضوعاً سيئ السمعة، تلوكه الفضائيات لمزيد من الربح والاتصالات التليفونية المدفوعة، ويشوهه العطارون لمزيد من الدجل والنصب الذى صار الآن أفضل وسيلة مكسب وربح فى مصر المحروسة، من هنا تأتى أهمية كتاب د. منى رضا، الكتاب مكتوب بطريقة سلسة جذابة، على شكل قصص، مشاكل وعليها إجابات،

أهم ميزة أن مؤلفة الكتاب لم ترتدِ ثوب الواعظ قط بل احتفظت بصفتها الطبية العلمية وبالبالطو الأبيض الذى لا يحترم إلا المنهج العلمى والطب القائم على الدليل، المسكوت عنه فى المشاكل الجنسية كثير، وكم الممنوعات والمحظورات فى الكلام عن تلك المشاكل أثقل من الجبال، والبيوت المغلقة على كوارث جنسية لا حصر لها، وعلاقات الاغتصاب المقننة بورقة كتب كتاب داخل الأسر المصرية نعجز عن متابعتها، ولأن طب الجنس ليس معادلات كيمياء ولا يحل بمجرد قرص أو حقنة، ولأن أمراض الجنس لها علاقة وطيدة بثقافة المجتمع وأفكاره وقناعاته وعاداته وتقاليده، كان لزاماً على كل من يتناول هذا الموضوع أن يكون دارساً لسيكولوجية المصريين، القصص بها العجب وسيندهش كل من يقرأها وسيظن فى بعضها أنها مفبركة، لن يصدق على سبيل المثال أن هناك من لا تعاشر زوجها بسبب الجان أو لأنها لا بد أن تُضرب علقة موت قبل الممارسة!!

سيسمع لأول مرة عن البرود الجنسى للرجل الذى كان يظن أنه لفظ فى قاموس النساء فقط، الكتاب مصرى جداً، مهتم بالبصمة والنكهة المصرية للمرض، مثلاً لا يمكن لكتاب مثل هذا أن يغفل قضية الختان تلك الجريمة البربرية البشعة التى تخرب وتدمر وتقمع وتشوه البنت المصرية، يهتم الكتاب بأن الجنس ديالوج إنسانى قبل أن يكون اقتحاماً ميكانيكياً، يهتم بالمشاعر والإحساس ويؤكد أن نافذة المرأة الجنسية هى الأذن، وأن أنيميا الغزل التى تصيب الرجل المصرى الأبكم والذى يتعامل مع زوجته على أنها مكان لقضاء حاجته الجنسية فقط وقت الجماع، هذه الأنيميا تحبط المرأة ومن الممكن جداً بل فى الأغلب الأعم ألا تجعلها تصل للأورجازم أو النشوة الجنسية، الكتاب يفضح ويعرى أوهاماً تعشش كالعنكبوت فى أدمغة المصريين عن نزيف ليلة الدخلة والتشنج المهبلى الناتج عن رعب الزوجة وأسطورة حجم العضو ومدة الجماع،

تدق المؤلفة ناقوس الخطر لقياسات المجتمع الخاطئة جنسياً المبنية على إدمان مشاهدة أفلام البورنو، تهتم د. منى بضبط المصطلحات قبل أن تناقشها وكأننا عرفناها وخبراء فيها، مثل تعريف الضعف الجنسى وسرعة القذف والأورجازم... الخ، الكتاب جذاب وممتع ودسم ويستحق أن يقرأه الجميع شباباً وشيوخاً ومن الجنسين، الكتاب يثبت أنه لا يوجد موضوع غير قابل للنقاش والطرح ولكن المهم أسلوب الطرح والنقاش والعرض، ولا يوجد ما يسمى «الخجل» فى العلم، فالمخجل حقاً هو أن نعيش حياة جنسية زائفة وعلاقات عاطفية مزورة فى بيوت مشوهة ونظن أن الجنس هو تلك الدقائق التى يلتحم فيها جسدان نُزعت منهما كل أسلاك الحب السحرية وصارا جثتين يمارسان قواعد «علم الروافع»!!
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع