الأقباط متحدون - شحاتة المقدس
أخر تحديث ٠٤:١٢ | الثلاثاء ٤ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٤ | العدد ٤٠٧٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شحاتة المقدس

حمدي رزق
حمدي رزق

لا مانع أبداً أن يجلس المهندس «عاطف عبدالحميد»، محافظ القاهرة، مع نقيب الزبالين «شحاتة المقدس»، لتدارس خطة تنظيف القاهرة، اسألوا نقيب الزبالين، لعل وعسى، المقدس يعد المحافظ بتسليمه القاهرة نظيفة تماماً مثل باريس، خلال 30 يوماً!!

النقيب يتحدث من أرض الواقع، من مقلب الزبالة، إيده فى الشغلانة، لا يتحدث وعلى فمه كمامة، ولا يطلب الكثير، جلسة واحدة وبعدها «هتشوف القاهرة بتبرق».. أفلح إن صدق!

لماذا نطلب جلوس المحافظ مع نقيب الزبالين؟ لأن كل تجارب الشركات الأجنبية والمحلية فى تنظيف القاهرة باءت بالفشل أو حظيت بنجاح محدود لم يواجه كم النفايات القاهرية. القاهرة مصنع زبالة ثقيل حتى اسألوا «المقدس». النقيب يعد المحافظ بثروة ضخمة. فقط يسمعه!

نقيب الزبالين يقترح «وزارة للنظافة» منعاً للتضارب الحادث بين المحافظين والإدارة المحلية، المقدس يبدو واثقاً من كلامه، تسنده سنوات طوال فى جمع القمامة، خبرة فى حمل القفة، وركوب العربية «أم حمار» قبل أن يرتدى الجلباب النظيف ويجلس فضائيا ينظر من علٍ لأزمة النظافة بأسى.

الحل بين يديه، لماذا إهمال هذه الخبرة الشارعية النادرة، اسمعوه أولاً، سمعنا كثيراً للخبراء الأجانب والمحليين، والقاهرة «بحطة إيديك»، سيبك من الميادين الرئيسية. الرك على الشوارع الجانبية والأحياء الشعبية، «المقدس» تحديداً متخصص فى الشعبيات ووراءه جيش جرار من الزبالين ينتظرون إشارة من كبيرهم ليكنسوا القاهرة كنساً.

لن يخسر المحافظ شيئاً من هذا اللقاء، وسيخسر كثيراً إذا ظلت القاهرة على حالها، المحافظ الذى يكنس القاهرة، ويغسل وجهها، ويعيد إليها بريقها، هو المحافظ الذى سيكتب له البقاء فى منصب العمدة، القاهرة تعانى من القمامة والمرور، وحتى تتحسن أحوال المرور تطبق على أنفاس القاهرة القمامة، نقيب الزبالين يعد بالكثير.

شحاتة المقدس يقدم خطة مكتملة يتحدث بها فضائياً وتبدو بسيطة ومقنعة وغير مكلفة، وتعتمد على جيش بشرى جرار، النقيب يضرب عدة عصافير بحجر واحد، غسل القاهرة بأقل التكاليف وربما بفوائض مالية، إذا أحسن تدوير القمامة بعد فرزها جيداً، وامتصاص فائض البطالة فى الطبقات الدنيا، جيوش من العاطلين تهبط من الجبل، ولخلصنا من عصابات الخطف والسلب والنهب التى تهدد الناس فى الشوارع وتفرض إتاوات على البشر تحت رحمتهم فى المناطق العشوائية والفقيرة.

نقيب الزبالين الذى لا أعرفه، سمعته فضائياً، يملك فكرة مبنية على خبرة ودراسة واقعية، المقدس محترف زبالة، وموقعه كنقيب يؤهله لقيادة هذا الجيش الجرار إلى عمل جد مفيد ومربح، فقط يطلب لقاء مع المسؤولين، فليستدعه وزير الإدارة المحلية إذا تحفظ المحافظ على اللقاء.

أعتقد أن لقاء مع الوزير أحمد زكى بدر سيكون مفيداً، على الأقل الوزير يحتاج مثل هذه الخبرات الشارعية بعيداً عن الكتبة والموظفين فى الديوان، وبعيداً جداً عن المستثمرين الذين فشلوا حتى فى استثمار القمامة، كانوا يظنون قمامة القاهرة ثرية، فلما اكتشفوا فقرها العضوى رفعوا أيديهم وتركوها تضرب تقلب، وعادت ريما لعادتها القديمة ولاتزال العربة «أم حمار» تجوب الأحياء حتى الراقية، ولايزال الزبال «أبوقفة» يصعد السلالم الخلفية ليجمع القمامة التى خلفتها الشركات الاستثمارية على بسطة السلم!

زبالو القاهرة أدرى بأحيائها، ولن تنجح محاولة فوقية إذا ما تجاهلت هذا الجيش الجرار، هؤلاء خبروا العاصمة وحفيت أقدامهم فى حواريها، ويعرفونها «شق شق» حتى شق التعبان، وكل محاولة تخاصم هؤلاء محكوم عليها بالفشل، اسمعوا شحاتة المقدس لن تخسروا شيئاً، ربما كسبتم الكثير!.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع