الأقباط متحدون - وسائل منع الحمل تسبّب الإحباط
أخر تحديث ٠٦:٥٦ | الثلاثاء ٤ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٤ | العدد ٤٠٧٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

وسائل منع الحمل تسبّب الإحباط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
سلّطت دراسة دنماركية الضوء على الآثار الجانبية  لوسائل تحديد النسل، وأكّدت وجود رابط بين استخدام حبوب منع الحمل وازدياد الإحباط.
 
إبتسام الحلبي من بيروت: أجرت جامعة كوبنهاغن الدراسة الحديثة الأكبر من نوعها، حيث تمّت متابعة حالة مليون امرأة دنماركية تتراوح أعمارهنّ بين 15 و34 عاماً، لمدّة 13 سنة، فسلّطت الضوء على الآثار الجانبية لوسائل تحديد النسل، وأكّدت وجود رابط بين استخدام حبوب منع الحمل وازدياد الإحباط. وتجدر الإشارة إلى أنّ عدد النساء اللواتي يستخدمن هورمونات منع الحمل يبلغ 3 ملايين ونصف المليون في بريطانيا وحدها ، لذلك، فمن الضروري ألا تستخفّ الهيئات الطبية بالآثار السلبية الناجمة عن هذه الاستخدامات. 
 
إحباط متزايد
ووفقاً للدراسة الدنماركية، فالنساء اللواتي يتناولن حبوباً مركّبة من هرموني الاستروجين والبروجسترون يتعرضن للإحباط بنسبة 23% أكثر من غيرهنّ، بينما تصل هذه النسبة إلى 34% لدى اللواتي يتناولن حبوباً لا تحتوي إلا على هورمون البروجسترون (تسمّى الحبوب المصغّرة). وأكثر من يواجه خطر هذه الأضرار الجانبية هنّ المراهقات، حيث يزداد الإحباط لديهنّ بنسبة 80% عند تناول الحبوب المركّبة وتتضاعف النسبة عند أخذ حبوب البروجسترون. كما أظهرت البحوث أنّ وسائل منع الحمل الأخرى غير الحبوب مثل اللولب والرقع اللاصقة، ترفع الإحباط بنسبة أكبر بعد حبوب الهورمونات المركّبة أو المصغّرة.
 
الاستخفاف بنتائج الدراسة
وفي السنوات الأخيرة، بذلت هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومنظمات التنظيم الأسري جهوداً من أجل تشجيع المراهقات على اعتماد الوسائل الطويلة المفعول بدلاً من حبوب منع الحمل، التي ينبغي تذكّر تناولها كل يوم، لأنّها اعتبرت أنّ أضرارها الجانبية أقل. لكنّ بعض الباحثين والهيئات الطبية يعتبرون هذا التوجّه خاطئاً ويستخفّون بالآثار الجانبية المحتملة التي يمكن أن تتركها حبوب الهورمونات على الصحة العقلية. فبرأيهم، من المعروف أنّ من تعاني إحباطاً في الأصل، تتفاقم عوارضها حين تتناول حبوب منع الحمل، ومن هذا المنطلق يقوم الأطباء بكل بساطة بتجنّب وصف الحبوب للمرأة التي تشعر أصلاً بالإحباط.
إنّ دراسة بهذا الحجم وعلى هذا النطاق الواسع قد تمكّننا من طرح فكرة تغيير طريقة وصف أساليب منع الحمل، كونها تسبّب أضراراً عاطفية ونفسية. ولكن للأسف، يبدو أنّ كل الدراسات، مهما بلغ حجمها، لن تكون كافية لتدفع المجتمع الطبي إلى أخذ ما تختبره المرأة على محمل الجد. فما ان ظهرت نتائج هذه الدراسة، حتى اجتمع الخبراء ليعبّروا عن تفاهات متناقضة، فتوجّهوا إلى النساء قائلين أن لا ضرورة للهلع والقلق أو التوقف عن تناول الحبوب، علماً أن الرجال لم ولن يجرّبوها  (ربما لأنّ الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية حول تقبّل الرجال لتناول حبوب منع الحمل أظهرت أنّها قد تؤثر سلباً على وضعهم العاطفي). 
 
الرجل... ووسائل عدم الإنجاب
عادة، حين يتمّ انتقاد الحبوب الهورمونية ، تتدفّق علينا وسائل بديلة متعددة لمنع الحمل، ولكن لسوء الحظ هذه المرة، أظهرت الدراسة أنّ الوسائل البديلة أخطر . إذاً، لماذا لا نأخذ ذلك على محمل الجد؟ وبما أنّ المرأة تكون خصبة لمدّة 6 أيام فقط من دورتها الشهرية، بينما خصوبة الرجال يومية، وعلى الرغم من ذلك تتحمّل المرأة وحدها مسؤولية تجنّب الحمل غير المرغوب فيه، بغض النظر عن الأضرار السلبية على صحتها أو حالتها العاطفية، فهذا يعتبر نوعاً من التمييز الجنسي. مع العلم أنّ ثمة وسائل فعّالة بديلة مثل اللولب والواقي الأنثوي والواقي الذكري والتقنيات الجديدة التي تساعد المرأة على ممارسة أسلوب الوعي بالخصوبةـ من دون أن ننسى طبعاً قطع القناة الدافقة أو حقنة هلام valsagel التي تمنع الرجال من الإنجاب. 
 
المرأة أكثر عرضة للإحباط من الرجل
حتى أنّنا سمعنا تعليقاً حول هذه الدراسة يعتبر أنّ "حملاً غير مرغوب فيه أسوأ بكثير من الأضرار الجانبية التي تسببها وسائل منع الحمل". إذا كان ذلك صحيحًا، فلا حاجة إلى تكبّد عناء إجراء أي بحث عن هذه الآثار الجانبية.
 
من المهم التذكّر أن المرأة معرضة للإصابة بالإحباط بمعدّل الضعف مقارنة مع الرجال، وذلك بسبب تقلّب مستويات الاستروجين والبروجسترون، أي بسبب أنوثتها البيولوجية. إذاً، يبدو من السهل ربط الإحباط لدى المرأة بواقعها البيولوجي، ولكن من الصعب الاعتراف أنّ أقراصاً قوية مصنوعة من هورمونات كيميائية قد تكون سبباً للإحباط.
 
محاولات الانتحار
أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، Øjvind Lidegaard بروفسور في التوليد والأمراض النسائية، لفت في العام 2011 إلى ازدياد خطر تخثّر الدم المرافق لوسائل منع الحمل الأحدث والأفضل، كما يزعمون، مثل اللولب والرقعة اللاصقة المانعة للحمل وحبوب منع الحمل التي تحتوي على دروسبيرينون. وينوي Lidegaard إجراء بحث حول العلاقة بين حبوب منع الحمل الهورمونية من جهة ومحاولة الانتحار من جهة أخرى، علماً أن ّ العلماء طرحوا هذا الموضوع في العام 1970 في جلسات استماع نظمها السيناتور نيلسون غيلورد لمناقشة أضرار حبوب منع الحمل، ولكن لم يتطرّأ أحد إلى هذه المشكلة منذ ذلك الحين. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter