روسيا اليوم | الثلاثاء ٤ اكتوبر ٢٠١٦ -
١٨:
٠٥ م +02:00 EET
جوليان أسانج
في مثل هذا اليوم تأسس موقع ويكيليكس وفتح تدريجيا كوة في خزائن الأسرار تسربت من خلالها وثائق كشفت المستور، فما الذي حصل بالضبط؟
يمكن القول إن الأحداث حول ويكيليكس تحولت بسرعة إلى مغامرة بوليسية بنكهة سياسية مريرة، إذ لا يزال جوليان أسانج، المواطن الأسترالي" قلب وروح المنظمة ومؤسسها وفيلسوفها وممولها"، بحسب تعبير منسوب إليه، حبيس سفارة الأكوادور التي لجأ إليها منذ عام 2012 هاربا من ملاحقات قضائية بشبهة اعتداء جنسي وتحرش واستعمال غير مشروع للقوة في السويد.
وكانت ستوكهولم أصدرت قرار اعتقال بحقه، دعم بملاحقة قانونية أوروبية، وأدرجته منظمة الشرطة الدولية الانتربول في قائمة الأكثر مطلوبين لديها، وهددت الولايات المتحدة بملاحقته على جرائم ارتكبها في حق "أمنها القومي"، فماذا فعل الرجل؟
من بين أهم الأسرار التي أشاعها موقع ويكيليكس وخاصة عام2010 ، ما يقارب من نصف مليون وثيقة عن خفايا حربي الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وبنهاية العام بدأ الموقع في نشر وثائق للدبلوماسية الأمريكية الخارجية ما وضع واشنطن في مواقف محرجة للغاية.
فيما يمكن وصف نشر ويكيليكس في ذات العام لمقطع شريط فيديو لهجوم قامت به طائرة أباتشي أمريكية عام 2007 على مجموعة من المدنيين العراقيين بأحد أحياء بغداد بأنها فضيحة مدوية بكل المقاييس.
وأسفر هذا الهجوم الموثق بالصورة والصوت عن مقتل 12 شخصا من بينهم صحفيان يعملان لصالح وكالة رويترز، وقد أظهر شريط الفيديو بجلاء الجانب المظلم والمأساوي للاحتلال الأمريكي للعراق.
وفي نفس العام اعتقلت الولايات المتحدة الجندي برادلي مانينغ الذي سرب مشاهد هجوم مروحية الأباتشي الدموي ووثائق سرية أخرى، توصف بأنها الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، وقضت المحكمة بعد إدانته وفق قانون التجسس، بسجنه 35 عاما.
وعدت الاستخبارات الأمريكية حينها موقع ويكيليكس بأنه يمثل تهديدا للجيش لأمريكي، وقال متحدث باسم البيت الأبيض "إن نشر ويكيليكس لوثائق حساسة وغير مصرح بها أو مسموح بكشفها متعلقة بالجيش ووزارة الدفاع يتيح لأجهزة الاستخبارات الأجنبية الحصول على معلومات قد تستخدمها لإلحاق أضرار بمصالح الجيش ووزارة الدفاع"، وأضافت وثيقة لسلاح الجو الأمريكي أن العسكريين الذين يجرون اتصالات مع ويكيليكس أو مؤيدي الموقع يعرضون أنفسهم لخطر الاتهام بـ"التخابر مع العدو".
ولم تنحصر تسريبات ويكيليكس على الولايات المتحدة بل شملت عددا كبيرا من البلدان بما فيها الصومال. وقد طالت التسريبات عام 2015 السعودية، حيث نشر الموقع أكثر من نصف مليون وثيقة بعضها يحمل صفة "سري للغاية"، شملت مراسلات سفارات المملكة في أرجاء العالم ووزارة الخارجية والداخلية والاستخبارات العامة.
وفي العام الجاري وبعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا وما رافقها من إجراءات قاسية وعنيفة، نشر موقع ويكيليكس أكثر من 290 رسالة بريد إلكتروني لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقد برزت خلال تاريخ ويكيليكس المتواصل منذ عشر سنوات الكثير من الفرضيات بشأن الموقع، وفيما رأى فيه الكثيرون نقطة ضوء في جدار أصم يخفي ويحمي ممارسات غير قانونية وأخرى أشد وبالا، يرتاب البعض، كما هي العادة، في أهداف القائمين على الموقع ويتشككون في دوافعهم، إلا أن ويكيليكس يجد بشكل عام ترحيبا واسعا، بخاصة أن أشخاصا من المتعاونين معه دفعوا ثمن انحيازهم للعدالة وللقيم السامية، وهم الآن في غياهب السجون.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.