الأقباط متحدون - من 43 سنة
أخر تحديث ٠٤:٠٣ | الاربعاء ٥ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٢٥ | العدد ٤٠٧٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

من 43 سنة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
وفى 5/10/1973، أصدر السادات التوجيه الاستراتيجي إلى الفريق أول أحمد إسماعيل والمتضمن قراره بتكليف القوات المسلحة بتنفيذ المهمات الآتية : 
إزالة الجمود العسكري الحالي بكسر وقف إطلاق النار اعتباراً من يوم 6 أكتوبر.
 
العمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب إمكانات وقدرات القوات المسلحة .
 
تكبيد العدو خسائر في الأفراد والأسلحة والمعدات. ودعا في النهاية التوجيه إلى تنفيذ هذه المهام بواسطة القوات المسلحة المصرية منفردة أو بالتعاون مع القوات السورية.
 
كما رأيت عزيزي القارئ، هذا هو التوجيه الاستراتيجي الذي أصدره الرئيس الشهيد السادات، وقد نفذت القوات المسلحة المصرية في اليوم التالي التوجيه بمنتهى الدقة والتركيز وقد أبلت بلاءً حسناً شهد به العالم بأثره، وأشادت به كبريات مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية والمراكز المعنية بالدراسات العسكرية في الغرب والشرق.
 
وبالدراسة السريعة في الثلاث نقاط الرئيسة المكونة للتوجيه الاستراتيجي، نجد أن أول نقطة نجحت فيها القوات المسلحة فقد أزالت الجمود العسكري الذي كانت تراه أمريكا بحسب ما قاله كيسنجر لوزير خارجيتنا وقتذاك مبرراً لإبقاء الجمود السياسي ما يجبر الكل على التفاوض بعد توقف القتال، وتوقف القتال أمر حتمي الحدوث فلا توجد حرب تستمر للأبد.
 
ومن خلال النظر للنقطة الثانية تجد أن المطلوب تحرير الأرض على مراحل بحسب إمكانيات القوات المسلحة المصرية، وهو ما جرى بالضبط وهذه النقطة تنفي أن المطلوب تحرير الأرض بأكملها ومن مرحلة واحدة، فبات من الضروري أنه متى توقفت القوات المسلحة عند مرحلة ما تبدأ قوات أخرى ليست مسلحة بقوة السلاح ولكن بقوة الدبلوماسية لاستكمال باقي مراحل التحرير وهو ما قد تم.
 
وأخيراً، بات من الضروري بالنسبة للسادات مسألة الثأر، بما يعني تكبيد العدو أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية واللوجستية في المعدات والسلاح وهو ما قد تم بحق، فتشهد رسائل صوتية كثيرة متبادلة بين الجيش الإسرائيلي على هلعهم وخسائرهم وقتلاهم، ومسألة الثأر الساداتي ترجع لرغبته في استرداد كرامة الجندي  ومقاتل لم يقاتل في ما عُرِف بالنكسة.
 
آخر القول في هذا الصدد، بات واضحاً للمتأمل في المكاتبات الرسمية التي تتضمن تكليفات القوات المسلحة المصرية وقت حرب التحرير أن المطلوب تحريك الوضع العسكري ما يسفر عن تحريك الوضع السياسي بوسائل دبلوماسية وإجبار العالم على وضع القضية العربية في بؤرة اهتماماتهم، وهو ما قد كان، وبالنظر الهادئ للمتطلبات الرسمية من القيادة السياسية للقيادة العسكرية تعرف أن المطلوب تحقق بمنتهى الكفاءة والاقتدار، وأن القيادة السياسية أحسنت الاختيار لطلباتها فنجح الجميع لأنهم نظروا للإمكانيات المتاحة لتنفيذ المطلوب.
 
المختصر المفيد إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter