بقلم : مايكل مورجان | الاربعاء ٥ اكتوبر ٢٠١٦ -
٤٩:
١٠ م +02:00 EET
مايكل مورجان
لم يحظ خبر استخدام اليوان الصينى كعملة من العملات الخاصة التى يمكن التعامل بها فى قناة السويس الاهتمام الكافى من وكالات الأنباء العالمية، وهو الأمر الذى يثير العديد من الأسئلة وأولها هل أن قناة السويس وأخبارها لم تعد فى مكانتها السابقة من اهتمام الرأى العالمى بها أم هو نوع من التجاهل الكلى لمصر ونهضتها ومحاولة الوقوف أمام الحرب الاقتصادية التى تخوضها.
من الملاحظ وخاصة فى السنوات الأخيرة الماضية أن مصر لم تعد تتبع دولة بعينها وأقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة بعد تخليها عن مصر فى أصعب الأوقات وفى أهم لحظة فى تاريخ مصر فى العصر الحديث وهى لحظات ثورات الشعب المصرى.
ومن وجهة نظرى أن أمريكا لم تتخل عن مصر فقط فى ثورة ٣٠ يونيو، بل أيضا تخلت عنها فى ثورة ٢٥ يناير عندما خرج الرئيس باراك أوباما يطلب من مبارك التنحى الفورى بعدما قال جملته الشهيرة "الآن يعنى الآن" ويعد التخلى هنا هو الضغط على مبارك للتنحى فى حين علمهم التام أن المجموعة المنظمة الوحيدة والمستعدة لخطف السلطة هى جماعة الإخوان المسلمين.
فالتخلى هنا لم يكن بالشكل المعروف عنه بل التخلى هنا تم بالضغط على مصر والمصريين لاتخاذ قرار خاطئ فى وقت حساس، وهذا لا يعنى أنى كنت موافقا على استمرار الرئيس الأسبق مبارك فى الحكم أو حتى فكرة التوريث، ولكنى كنت متأكدا من خطورة تسليم السلطة السريع وأنى كنت على يقين أن مبارك كان صادقا جدا فى خطابه الأخير وكنت أثق فى كفاءته لنقل السلطة بشكل سلمى.
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا هل تتخذ أمريكا موقف عدائى من مصر إذا تم تكثيف التداول باليوان الصينى كما كان الحال مع صدام حسين عندما حاول تداول البترول بعيدا عن الدولار الأمريكى.
ومن المعروف أن المارد الصينى أصبح خطرا على الاقتصاد الامريكى وتعد الصين هى الأقوى فى العالم الآن فى مجال الصناعة والتجارة. أعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الرئاسة قد أخذ على عاتقه عدم الاعتماد بشكل كلى على دولة معينة فها نجده يبرم صفقات أسلحة مع روسيا، وأمريكا وفرنسا كما يبرم صفقات اقتصادية مع الصين وألمانيا وغيرهم.
من الملاحظ هنا أن مصر بدأت اخيراً فى التفكير والتعامل مع الدول الغربية بنفس اللغة وهى لغة المصلحة ولكن الفارق بين مصر وبين بعض تلك الدول أن مصر تتطلع إلى مصلحتها دون الضرر بمصالح الآخرين على عكس بعض الدول الآخرى التى تبحث عن مصالحها على جثث الآخرين.
حفظ الله مصر
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع