الأقباط متحدون - الاتفاق الروسى الأمريكى والصفقة الأمريكية الإخوانية
أخر تحديث ٠٧:١٩ | الاثنين ١٠ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٣٠ | العدد ٤٠٧٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الاتفاق الروسى الأمريكى والصفقة الأمريكية الإخوانية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سليمان شفيق
تجرى الآن أكبر صفقة بين «الإخوان وأمريكا» لتقسيم سوريا لدويلات «سنية وعلوية وكردية»
 
تداعيات أخرى للاتفاق الروسى الأمريكى حول سوريا، يسمح بتقارب أمريكى إخوانى مع الجيش الحر، وتفكيك بقية المعارضة المسلحة حيث تجرى الآن على الأرض أكبر صفقة بين «الإخوان وأمريكا» لتقسيم سوريا إلى دويلات «سنية وعلوية وكردية...» وتقوم ميليشيات الإخوان بتخويف الأقليات السورية التى تشكل فى مجموعها %50 من السكان، مطلقة الجملة الشهيرة لبوش الأب: «من ليس معنا فهو عدونا» بقولها: «فى حال قبلتم التقسيم الأمريكى الإخوانى لسوريا ستعيشون معنا، وفى حالة رفضتم فلا حياة لكم، وصدق أو لا تصدق أن تلك الجرائم الإخوانية اعترف بها حليف الإخوان الأول، الجيش الحر، وكالعادة وكما فى مصر كذلك فى سوريا، شاركت الأقليات فى الثورة وأقصاهم الإخوان من المشهد.. ويصرح الناشط والمحامى «المسيحى» السورى أنور البنى قائلا: «كان هدفنا ولا يزال بناء دولة مدنية ديمقراطية ونتمنى ألا يحدث ما يُدبر لنا من مخططات للتقسيم»، أما الناشط «الدرزى» جاد الجباعى، فيقول: «الأقليات الدينية والعرقية تخاف من الإسلاميين، وهذا الأمر يجعلها تفكر فيما يحدث لها لو انتصر الإسلاميون، وهذا يجعلهم بين سندان السلطة ومطرقة الإسلاميين»، ويشاركه الرأى الزعيم «الكردى» حسن صالح، قائلا: «الأقليات فى سوريا هى العمود الفقرى للثورة، ولكن الإخوان يسرقونها الآن، والولايات المتحدة تؤازرهم ولا بديل عن النضال ضد أسلمة الثورة وتقسيم سوريا، الأمر الذى يحتاج إلى معجزة».
 
ومن تصريحات القيادات السورية، نعود لأحمد شوقى ودمشق والشعر، هكذا بكى أحمد بك شوقى، دمشق حينما أمطرتها الطائرات الفرنسية بالقنابل عام 1925، والآن 2016 فلا شعر ولا نثر؛ بل يسعى الإخوان المسلمون لتقسيم سوريا، ومن يعود إلى ما قاله الكاتب الإسلامى فهمى هويدى، فى برنامج على «مسؤوليتى» لقناة الجزيرة «الاثنين 6 مايو2013»: «حل أزمة سوريا، هو إقامة دولة علوية سورية، تكون مستقلة تماماً عن سوريا السنية، وأن تصبح اللاذقية عاصمة هذه الدولة»، وبرر ذلك: «لأن هذا النظام لن يستطيع العيش فى المجتمع السورى».. وانتهى: «سوريا قبل الحرب لن تكون سوريا بعد الحرب»، وتتطابق رؤية «هويدى» مع ما يجرى الآن من هيمنة وتسلط الجماعة ومحاولاتها سرقة الثورة واستعدادها لامتطاء الدولة السورية ومؤسساتها بعد محاولات إسقاط نظام الأسد.. وبث الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد فى المساجد والكنائس.. وبين السنة والعلويين والدروز وبين المسلمين والمسيحيين».
 
إننا أمام مشهد جديد، وكما سربت الصحافة الروسية مؤخرا أن هناك تقاربا إخوانيا إيرانيا، وأن تركيا تغض البصر عن أن تلك اللقاءات تتم على أراضيها، وتشير المصادر إلى أن كل من إيران وتركيا وروسيا موافقون ضمنا على إعطاء الاتراك الشريط الحدودى مع سوريا وقطع الطريق على الأكراد السوريين لعمل منطقة حكم ذاتى، نظرا لأن الدول الثلاث يقطنها أقلية كردية نشطة يمكنها أن تقلب موازيين القوى فى ديوغرافيتها، وعلى الجانب الآخر يرى المراقبون أن الاتفاق الروسى الأمريكى الأخير لم يفكك فقط المعارضة السورية المسلحة بل فكك الحلف التركى السعودى «السنى»، ووضع دول الخليج والعربية السعودية فى مرمى التنظيمات المسلحة إذا ما انتهت الحرب الأهلية السورية الأمر الذى يحتاج إلى حليف قوى مثل التنظيم الدولى للإخوان لضبط ذلك التسرب المدمر.
 
إننا أمام رؤية لمخطط جديد لاستعادة كل من النفوذ الروسى والأمريكى بالتناغم فى المنطقة، فى الوقت الذى تصد فيه مصر الإرهاب فى كل الجبهات، ترى ماذا تخبئ لنا «سايكس بيكو» الجديدة؟ ذلك ما سوف تشكف عنة الوثائق غير المنشورة للاتفاق فى الأيام المقبلة، لم يبق أمامنا سوى أن نعود للشعر وأمير الشعراء: بنى سورية.. اطرحوا الأمانى وألقوا عنكم الأحلام.. ألقوا فمن خدع السياسة أن تغروا بألقاب الإمارة وهى رق ولكن هل يواجه الشعر المَدافع؟ وما عسى أمير الشعراء أن يفعل فى مواجهة أمراء الموت؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع