كتب: هشام عواض
من الوقت للأخر يدور الحديث عن رغبة عدد من الدول الغربية لإنشاء قواعد عسكرية لهم في مصر، لكن سريعًا ما يتم نفي ورفض تلك الطلبات تأكيدًا على سيادة مصر على كامل ترابها، ومن أبرز الدول التي كثيرًا ما أثير الحديث حول رغبتها المتواصلة لإنشاء قاعدة لها في مصر هي أمريكا، لما تقوم به من عمليات عسكرية ودور سياسي وعسكري أساسي في الشرق الأوسط، ولما تلعبه مصر من تميز في موقعها الاستراتيجي والجغرافي، كما أبدت دول غير أمريكا وجود قاعدة لهم وأخيرهم روسيا التي ترددت أنباء خلال الساعات الأخيرة حول رغبتها بإنشاء قاعدة جوية لها في مدينة سيدي براني في مرسى مطروح، لكن جاء الرد المصري بالرفض كالعادة، ليعيد ذلك فتح ملف القواعد الأجنبية في الوطن العربي وخاصة دول الخليج التي تعج بالقواعد تلك خاصة الأمريكية منها أكثر من أي منطقة أخرى من الوطن العربي، وفي هذا التقرير نبرز أهم تلك القواعد في دوا الخليج.
شائعات بإنشاء قاعدة روسية في مصر
نشرت صحيفة "ازفيستيا" الروسية أمس الاثنين، أنباء حول قيام روسيا بإجراء محادثات مع مصر حول استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني على ساحل البحر المتوسط، ومستعينة في أنباءها المزعومة تلك بمصدر في الخارجية الروسية، ومقرب من وزارة الدفاع دون أن تسميه، أنه تم التطرق أثناء المحادثات إلى أن القاعدة ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019، في حال توصل الطرفان إلى اتفاق. وأشارت الصحيفة إلى أن القاعدة التي تقع في مدينة سيدي براني سيتم استخدامها كقاعدة عسكرية جوية. وقالت الصحيفة نقلا عن ذاته أن المحادثات حول مشاركة روسيا في إعادة ترميم مواقع عسكرية مصرية في مدينة سيدي براني على ساحل البحر الأبيض المتوسط تجري بنجاح.
الرئاسة المصرية تنفي إنشاء قاعدة روسية
نشرت "الأهرام" خبر نفي السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ما تردد عن مطالبة روسيا استئجار منشآت عسكرية في مصر من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني غرب الإسكندرية. وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في تصريحات للأهرام أن مصر لها موقف ثابت في رفض إنشاء قواعد عسكرية أجنبية علي أراضيها.
وأكدت "الأهرام" أيضًا عن مصدر عسكري في تصريحات خاصة، قوله "إن دولًا كبرى سعت من قبل إلى إنشاء قاعدة عسكرية على الأراضي المصرية، وهو ما ترفضه القيادة السياسية كمبدأ"، في إشارة إلى ما أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق سعيها إلى بناء قاعدة عسكرية في السواحل المصرية.
وصرح المصدر للصحيفة أن القاهرة مستعدة للموافقة على حل المشاكل الجيوسياسية التي تتماشى مع مصالح الطرفين، موضحا أنه حسب ما تم التوصل إليه حتى هذه المرحلة، فإن روسيا ستزود القاعدة عن طريق النقل البحري، وأن عدد القوات الروسية هناك سيكون محدودًا، موضحًا أنه في هذه المرحلة روسيا في حاجة إلى قاعدة عسكرية في منطقة شمال أفريقيا، تمكنها من حل المشاكل الجيوسياسية في حال ظهور تهديد جدي لاستقرار المنطقة.
السعودية الأولى عربيًا
تعتبر المملكة العربية السعودية من أوائل الدول العربية، التي تستقبل قواعد عسكرية أجنبية، حيث كانت البداية في 1945 أبرمت السعودية اتفاقية تسمح للولايات المتحدة ببناء قاعدة جوية في "الظهران" واستهلت بذلك عصراً بارزاً من التعاون العسكري الأمريكي- السعودي ويبلغ حجم القوة العسكرية الأمريكية البشرية فيها مابين 300 و500 عسكري أمريكي، وأسس أمريكا قاعدة الملك عبد العزيز في الظهران، شرق المملكة، في حرب الخليج الثانية، سنة 1991، وكان الهدف من القاعدة التي ضمّت طائرات حربية أميركية حماية المملكة من أيّ تهديد خارجي.
وفي تسعينيات القرن الماضي، وصل عدد القواعد الأميركية في السعودية إلى 12، وفقًا للخبير العسكري إبراهيم حماد. وقال حماد لرصيف22 إن أمريكا سحبت الكثير من قواتها من السعودية، للمشاركة في حرب العراق عام 2003. ففي قاعدة سلطان الجوية بالرياض، وهي قاعدة كانت تستضيف 5000 جندي أميركي، لم يبقَ فيها سوى 500. مضيفًا أن السعودية كانت لديها رغبة في تقليل الوجود العسكري الأميركي على أراضيها، وقد أحكمت حالياً سيطرتها على قواعدها الجوية والبحرية بشكل كبير.
قطر مقر القيادة الجوية الأميركية في الخليج
في 2003 انتقل عدد كبير من القوات الأميركية من السعودية إلى دولة قطر، وكذلك 600 فرد تابعين لمركز قيادة القوات المسلحة الأميركية من تامبا بفلوريدا بدعوى الاشتراك في مناورات عسكرية كانت مقررة في نوفمبر الثاني 2003.
وتوجد في قطر قاعدة العديد الجوية التي تشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض.
وتعتبر هذه القاعدة مقرًا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.
ومع انسحاب جزء كبير من القوات الأميركية من السعودية، تحوّلت قطر إلى مقر القيادة الجوية الأميركية في الخليج، ومن القواعد الأمريكية في قطر، قاعدة السيلية، جنوب غرب الدوحة، عقب حرب الخليج الثانية، لكنها بدأت في استقبال القوات الأميركية عام 1995.
الكويت 25 عامًا على التواجد الأجنبي في قواعدها
في 25 أغسطس 1991 أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الكويتي، راشد الجوسري، في 25 أغسطس 1991، مشروعَي اتفاق بين الكويت وكلٍّ من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، مدتهما عشر سنوات، تضطلع بموجبهما قوات هاتَين الدولتَين بحماية الكويت من أي اعتداء خارجي، وتعتبر الاتفاقية العسكرية الثنائية بين الكويت والولايات المتحدة الأمريكية، المظهر الرئيسي للترتيبات الأمنية، وفي 28 أغسطس 1991، أعلن تمديد فترة بقاء القوات البرية الأمريكية في الكويت، لعدة أشهر أخرى، وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن قرار التمديد، "جاء إثر نقاش مشترك مع الكويت، وأنه يستند إلى حاجتها إلى المساعدة على الدفاع عن نفسها". وفي 4 سبتمبر من نفس العام ، أعلن توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية في شأن تمديد فترة القوات الأمريكية في الكويت، إذ أشار بيان أصدره مجلس الوزراء الكويتي إلى أهمية هذا الاتفاق، في حماية الأمن الكويتي في مواجهة التهديدات العراقية.
ويوجد على الأراضي الكويتية معسكر "الدوحة" يتمركز فيه أفراد الفرقة الثالثة الأميركية مشاة إضافة إلى عدد من الأفراد التابعين لسلاح الجو، مع كامل معداتهم وأسلحتهم التي منها دبابات طراز (M-1A12) وعربات مدرعة طراز (M-2A2) بجانب الطائرات الهليكوبتر الهجومية وأكثر من 80 مقاتلة، وأيضا بعض وحدات القوات الخاصة سريعة الانتش. هذا بجانب عدة قواعد ومعسكرات أخرى منها "معسكر عريفجان، معسكر فيرجينيا، قاعدة علي السالم .
البحرين تضم مركز قيادة الأسطول الخامس الأمريكي
وقعت البحرين اتفاقية مع الولايات المتحدة عام 1971 تقوم بموجبها بتوفير تسهيلات للبحرية الأمريكية، وفي 1991 وقع البلدان اتفاقية أشمل للتعاون الدفاعي مدته عشر سنوات نصت على تقديم تسهيلات اكبر للقوات الأمريكية ومنحها الحق في التموضع المسبق لمعداتها وعتادها ، ويتمركز نحو 3000 عسكري أمريكي في "قاعدة الجفير العسكرية" القريبة من المنامة التي تضم مركز قيادة الأسطول الخامس وميناء سلمان و"قاعدة الشيخ عيسى الجوية" ومطار المحرق
أ. قاعدة دعم الأنشطة البحرية NSA Bahrain: قاعدة تتبع القوات البحرية لجيش الاحتلال الأمريكي, وهي مركز القوات البحرية الأمريكية والقيادة المركزية للأسطول الخامس. يُثار على القاعدة بين الحين والأخر العديد من المشاكل منها سوء سلوك جنود الاحتلال والتحرش والتشويش والقمار. خِلال الخريف القادم للعام الحالي 2012 سينتهي العمل من توسعة القاعدة بنحو 62 فدان, وهناكَ خطط أيضًا لبناء مركز كبير لتناول الطعام ومركز ترفيهي جديد لجنود الاحتلال بحلول سنة 2015م.الجوية".
عمان تحتضن 3 قواعد أمريكية
وقعت سلطنة عمان والولايات المتحدة في أبريل 1980 اتفاقية الدفاع المشترك التي تسمح بالوجود العسكري الأمريكي فيها. وبموجبه أقامت واشنطن قواعد جوية لها تتبع القيادة الوسطى للجيش الأميركي، ومن قواعد السيب وتمريت وجزيرة المصير، انطلقت طائرات أميركية لتشن ضربات ضد أهداف في أفغانستان، لكن الوجود الأميركي تقلّص كثيراً في السلطنة ولم يعد يتجاوز الـ2000 عسكري، وبرغم أن عمان تسيطر حاليًا على القواعد الجوية الثلاث، فإن اتفاقها العسكري مع أميركا يتيح للأخيرة استخدامها كلما لزم الأمر.
تستمد أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة من حيث موقعها كمركز متعدد المهام لخدمات دعم الجسر الجوي، وقامت الولايات المتحدة بإنشاء قاعدة جوية فيها، تتمركز بها قاذفات طراز (B1) وطائرات التزود بالوقود.
الإمارات تمتلك عدة قواعد لدول مختلفة
بموجب اتفاق عسكري عقدته أمريكا والإمارات عام 1994، أقامت أميركا أربع قواعد بحرية في موانئ زايد وجبل علي ودبي والفجيرة لتُستخدم في أغراض الدعم اللوجيستي. وفي يوليو 2009 افتتحت فرنسا قاعدة عسكرية "بحرية جوية" لها في أبوظبي. وتضمّ هذه القاعدة 500 عسكري فرنسي، كما تستخدم في التدريب العسكري في المناطق الصحراوية. ومنها تنطلق طائرات فرنسية لشنّ ضربات ضد داعش.
وتمتلك باريس أسبابًا عدة لمراعاة دولة الإمارات، التي تمثل أول زبون لصادرات الأسلحة الفرنسية. فقد سبق لأبو ظبي أن اشترت 388 دبابة "لوكلير". وأنشأ متحف "اللوفر"، وجامعة "السوربون"، (كذلك متحف "جوجنهايم" النيويوركي) فروعاً في أبو ظبي، وتأمل فرنسا أن تكون المفاوضات الجارية حالياً لبيع مفاعلين نوويين من نوع EPR (كونسورتيوم أريفا- سويز- توتال) قد أحرزت تقدمًا كبيرًا قبل زيارة ساركوزي للإمارات في نهاية شهر مايو.
إن القاعدة العسكرية الفرنسية في أبو ظبي هي، رسميًا "قاعدة مساندة"، وستكون تحت قيادة "الأدميرال قائد القوات الفرنسية في المحيط الهندي"، ولكنها يمكن أن تتحوّل سريعاً إلى قاعدة عملياتية. ومنذ أكتوبر 2008، تتمركز في قاعدة "الظفرة" الإماراتية 3 مقاتلات "ميراج 2000" تابعة لـ"مركز الحرب الجوية" (Air Warfare Center)، وهو عبارة عن مركز تدريب يضمّ مقاتلات فرنسية وأميركية وبريطانية.
وتوجد فيها قاعدة جوية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجيستي، إضافة إلى ميناءين هامين يطلان على مياه الخليج العميقة، الأمر الذي يبرز أهميتهما بالنسبة للسفن العسكرية الكبيرة.