الأقباط متحدون - شعب مرفه
أخر تحديث ٠٧:٢٧ | الثلاثاء ١١ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١ | العدد ٤٠٧٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شعب مرفه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
حدثتكم المقال السابق عن النائب الذي يريد أن يفطر الشعب بجنيه، وهذا حقه، لكنه أضاف أنه يطالب بأن يكف الشعب عن الرفاهية التي يعيش بها، وهذا حقه أيضاً، ودعني أؤكد لحضراتكم أمارات الرفاهية التي ينعم بها شعبنا.

هذا الشعب المرفه، يهدر وقود بكميات هائلة جراء وقفته دون داعي في شوارع القاهرة من باب المنظرة والرفاهية، إذ يقف بسيارات في شوارع القاهرة لساعات طويلة ليس من باب المرور السيئ لكن من منطلق أنه مرفه ولديه بترول كثير يهدره يحرقه في محركات سياراته.

أما هؤلاء المرفهين، الراكبين الذين يحبون أكل الأرز والسكر والفول والزيت والشاي وهي سلع كما ترون رفاهية الرفاهية، ولا داعي منها، وأكم من شعوب استغنت عنها، ولا تستخدمها، فما المانع مثلاً أن يستخدم الشعب الرمل بدلاً من الأرز، وقبلة من سيادة النائب على جبين كل مواطن تحلي له الدنيا كلها ونبطل استخدام السكر، أما الشاي فلا داعي له، فالمزاج حايتظبط وحده بعد قبلة من الحكومة للمواطنين.

الشعب يتمادى في رفاهيته، حين يطالب بمستشفيات آدمية تعالجه، فلما لانتوقف عن استخدام الدواء ونوفر الدولارات المصروفة فيه ونعود للماضي، ونستخدم الأعشاب وآهي تبقى سبوبة للنائب المدعي بأنه يعالج كل الأمراض بالعسل والأعشاب.

ومن رفاهية الشعب، أنه يطالب بتعليم جيد وأفضل مما عليه، ماله بقى التعليم يا شعب مرفه بنقعد ولادك في فصل أكثر من ثمانين ولد وبنت فيه، من باب الاستغناء عن الدفايات في الشتاء القارص، وها هم لا يأتون الدراسة في الصيف، واللمة حلوة، وآل إيه عايز يمارس رياضة في المدارس، رياضة إيه؟ يا شعب مرفه كفاية إننا سايبينك عايش.

المصيبة كمان بتزيد لما لا يكتفي الشعب بالمستوى الاقتصادي والتعليمي والصحي الذي يعيش فيه ويطالب بتحسينهم، وكمان ينسى إنه الشعب الوحيد في العالم إللي عنده الكهرباء ما بتقطعش، إنكروا بقى، صحيح هما بطلوا يسجلوا قراءة العدادات بصفة دورية وبيحطوا فواتير بس بطريقة عشوائية، ده برضه لأنه شعب مرفه، ما بيشتغلشي ويأخذ قراءات العدادات، وماله لما يدفع فاتورة كهرباء في الشهر بأكثر من ألف ونص مثلاً.

شعب مرفه، يعيش في شقق واسعة وشوارع مرصوفة، ويطالب بالمزيد، شعب مرفه يقوم برحلات عبر المتوسط بمراكب صغيرة قد تجبره في كثير من الأحيان على ممارسة رياضة السباحة ليصل للشاطئ الآخر من البحر، رفاهية الشعب تتجلى في أنه يتنفس الهواء الملوث ويشرب الماء المعكر والملوث، ويا ريته عاجب، ولا داعي أن أحدثك صديقي القارئ عن القرى التي في صعيد مصر، والتي تعرف بأنها القرى الأكثر رفاهية، فمستوى الرفاهية بها تتخطى بكثير نظيراتها في فرنسا وسويسرا، حتى أنني أتمنى أن نأخذ المسؤولين كلهم بنواب الشعب بالحكومة كله كله ونعيشهم في هذه القرى لتكون مكافأة لهم على حسن إدارة البلاد وأحوال العباد وجعلنا شعب مرفه.

المختصر المفيد حسبنا الله ونعم الوكيل في .....


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter