الأقباط متحدون - تعويم الجنيه أم الضمير
أخر تحديث ٠٤:٠٧ | الخميس ١٣ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ٣ | العدد ٤٠٨١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

تعويم الجنيه أم الضمير

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
ماجد سوس
ما يحدث للجنيه المصري لهو أمرٌ غريبٌ و مَريبٌ ، غريبٌ لأنه لم يحدث ان انهارت العملة المصرية امام العملات الأخرى بهذا الشكل المتواتر في أحلك أيام كساد الاقتصاد المصري من قبل و أن تهوى العملة بهذا التسارع المخيف و الأمرمريب لأنه يبدو ان هناك مخططاَ مرسوما بدقة و يدا خفية وراء التلاعب بأمن الوطن الاقتصادي و بمقدراته و تشير أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين و أذيالها و لا سيما أن هناك الكثير من شهود العيان الذين أكدوا على ان كثيرا من أعضاء الجماعة الإرهابية يتواجدون بجانب البنوك في دول الخليج و يعرضون على المصريين تغييرعملاتهم بأسعار تفوق السعر المعلن للجنيه المصري في البنوك المعتمدة .
 
أما تجارة العملة داخل الوطن فأصبحت هي الرائجة و تلاقى المفسدون و مخربو الاقتصاد مع مخططات الإخوان في طريق واحد مظلم و للأسف تغاضى الجميع عن مصلحة الوطن و أصبح الكسب السريع و المضاربة في السوق السوداء هما الطريق الأسهل و اضطر المستوردون و التجار ان يبحثوا عن العملة لشراء بضائعهم بين أولئك الذين ملأ الطمع و الجشع قلوبهم و خبأوا الدولار أو ادخلوه البلاد خلسة من الولايات المتحدة فباعوا لهم الدولار بأزيد من سعر البنك بكثير ، الأمر الذي اضطر التجار لرفع الأسعار بجنون للتماشى مع ارتفاع سعر الدولار في سوق الشيطان السوداء و كالعادة المواطن المصري البسيط و المتوسط هو الضحية.
 
اللافت للنظر ان من المتاجرين بالدولار أناساً يزعمون انهم متدينون و يعرفون الله ، يدخلون المساجد و الكنائس و يقفون امام الله في الصلاة بل ربما يعظون الناس فهم كالأخوان يتاجرون بدينهم و بأخلاقهم متغافلين عن ان ما يصنعونه في وطنهم أشد إثماً و فتكاً من أبشع الخطايا .
 
إن في رقبتك أيها المضارب بعملة بلدك بلاء كل فقير لا يستطيع ان يشتري طعامه و كل مريض لا يستطيع ان يحصل على دوائه.
 
لا تحاول ان تخدع نفسك ياعزيزي و تبرر ما يحدث منك أنه يعود لسياسات اقتصادية خاطئة و ان الحكومة هي المتسببة في ذلك ، فسهولة شراء السلاح لا يبرر قتل الناس والمضاربة بالعملة جريمة بنص القانون عمل لا اخلاقي متدنٍ يخرب الاقتصاد و يدمر مستقبل الوطن .
 
حكي لي شخص عن انسانة ارادت ان ترسل مالاً لأقاربها في مصر من الولايات المتحدة و رغم حاجتها للمال سألها شخص ان تعطيه هو الدولارات و ان يعطي لأقاربها المال بالجنيه المصري و سألها ما هو السعر الذي تطلبينه مقابل الدولار فقالت له كسعر البنك فأنا لا أقبل ان أخذ قرشاً زيادة فإذا بأقاربهاا و زملائها يتهكمون عليها و ينعتونها بالجنون لأنها لم تستغل ظروف الوطن لتتاجر كغيرها في سوق الشيطان السوداء.
 
 البنك المركزي سيضطر الى تعويم الجنيه المصري و يعني هذا المصطلح رفع يد البنك المركزي عن العملة بشكل كلي ليتركها تتحرك بكامل حريتها حسب قانون العرض والطلب، وهو ما يحدث في حالة فقد البنك المركزي السيطرة على سعلر الدولار بشكل كلي، واستنفاد كافة ما يملكه من أدوات فماذا نفعل اذا غرق الجنيه بعد تعويمه  لأنه أصبح يسبح بلا ضوابط اقتصادية او ثوابت اخلاقية .
 
  عزيزي لقد طرحت مبادرة للصلاة من أجل مصر و اقتصادها يوم العاشر من أكتوبر الحالي و قد إستجاب الكثيرون لهذه المبادرة و انا على يقين ان الصلاة التي نقلت جبل المقطم و رفعت منسوب النيل يوما ستعمل على حل بعض من مشاكل مصر الإقتصادية و لا يعسر على الله أمر.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter