زهير دعيم - الجليل
قريبًا من عين العذراء ، من هناك من الناصرة ؛ المدينة التي تجرّ الذَّيْلَ فوق السَّحاب في المجد والتّاريخ والقداسة ..من مدينة يسوع.
هناك ترعرع ، وهناكَ كوْكبَ وبهر ولفتَ الأعناق.
لم ألتقه مرّةً وكنتُ أريد - لذا لن تكون شهادتي مجروحة-
لم ألتقه مرّةً ، ولكنّ فوْحَ نجاحاته وشذا مقالاته وابحاثه ، ووقع اختراعاته ملأت الآفاق ؛ آفاق الكون ، فغدا يُشار اليه بالبَنان، وهو بعد في ميعة الصّبا ، وفي عقده الرابع من عمره الاجمل.
حقيقة ، يغمرني الشموخ والفرح حين أقرأ عنه ، وحين تختاره صحيفة يديعوت احرونوت قبل ايام قليلة رجل عام 2016 ، وحين اختارته تومنيت تراست البريطانيّة ضمن قائمة مائة عالم الأكثر تأثيرًا في العالم لعام 2015 ، وحين يفوز بلقب الكاتدرائيّة للروّاد في العلوم التكنولوجيّة البريطانية ، ورتبة فارس الفرنسيّة و.... ...كلّ هذا والتواضع الجميل يلفّه ويكتنفه.
من منّا لم يسمع بِ " الأنف الإلكترونيّ " الذي اخترعه لتشخيص الأمراض السّرطانيّة من خلال النَّفَس ؟
من منّا لم يسمع بِ " الجلد الإلكترونيّ" ؟
مَن منّا لم يقرأ او يسمع صدى مقالاته الكثيرة في اعظم مجلّات العلم والطبّ في العالم ؟
سجلٌحافل فعلًا مُسطَّرٌ بماء الذّهَب. واسطورة جميلة شابّة تمشي على قدميْن بيننا.
أتراني أكتب لكم لغزًا أو احجية، أم أنّ الأمر واضح وضوح الشمس في كبد السّماء في يوم صيفيّ؟
فهذا هو الناصريّ الجديد ، ابن جلدتنا ، ابن الناصرة البارّ البروفيسور حسام حايك ، ابن هذا الشَّعب الجميل ، الذي غرّد العلمَ قصيدةً جميلة ، وزركش الطبّ والتكنولوجيا بأجمل المقالات واروع الأبحاث ، ورصّع دُنيا الاختراعات بأكثر من اختراع طبّيّ والحبْلُ على الجرّار.
انّه يُحلّق كما النَّسر فوق القمم ، يُحلّق عاليًا ، عاليًا، وسيصل حتمًا الى هناك محطّ آمال العِظام، الى السويد والى استكهولم .
كلّنا صلاة ، وكلّنا أمل أن يحظى هذا العالِم الشّاب الطموح ، ابننا جميعًا وابن هذا الشعب الأصيل ، أن يحظى بالجائزة التي يستحقّ ؛ جائزة نوبل ، فهي هي – مع رِفعة قَدرها- ستتباهى به وتفرح وتطير خُيلاءً.
دعونا نعطه حقَّ قَدره ..
دعونا ندعمه ، نُرفّعه ، نُقدّره ، نأخذ بيده ، نتباهى به فهو يستأهل وأكثر ليكون الأول من فلسطينيّ الدّاخل الفائز بجائزة نوبل .
أترانا نحلم ؟!!
لا أظنّ فالحلم الجميل إن اعتمد بجُرن الجُهد والمثابرة والعَرَق والطموح المشروع ، أضحى حقيقة تدبّ على أرض الواقع.
بروفيسور حايك انّنا معك ، نشدّ على يديك ، نتباهى بك ، واثقين أنّك تستحقّ الجائزة الرائعة إيّاها وأكثر..
بوركتَ ألف مرّة. وبوركت جهودك المُقدّسة في سبيل تخفيف الألم عن انساننا كان مَن كان..
بروفيسور حايك حلّق فالنسور لا تعرف الّا القمم والسماء هي الحدود..