الجمعة ١٤ اكتوبر ٢٠١٦ -
٠٤:
٠٩ ص +02:00 EET
اللواء مهندس احمد حمدى
فى مثل هذا اليوم 14 اكتوبر 1973..
سامح جميل
فى ٢٠ مايو عام ١٩٢٩ وفى المنصورة، ولد اللواء المهندس أحمد حمدى وتخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، وفى ١٩٥١ التحق بالقوات الجوية ثم نقل إلى سلاح المهندسين عام ١٩٥٤، وحصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتى بدرجة امتياز وأثناء العدوان الثلاثى فى ١٩٥٦ قام بنفسه بتفجير كوبرى الفردان حتى لا تمر عليه قوات العدو، كما أبطل آلاف الألغام، ثم تولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثانى، والتى مثلت القاعدة المتينة لحرب أكتوبر ١٩٧٣ وفى ١٩٧١كلف بتشكيل وإعداد لواء كبارى جديد كامل لتأمين عبور الجيش الثالث الميدانى تحت إشرافه،كما أسهم بنصيب كبير فى إيجاد حل للساتر الترابى فلما حانت ساعة الصفر يوم ٦ أكتوبر ١٩٧٣ طلب من قيادته التحرك شخصيا إلى الخطوط الأمامية ليشارك أفراده لحظات العمل فى إسقاط الكبارى على القناة، إلا أن القيادة رفضت طلبه لما يشكله ذلك من خطر على حياته، لأنه سيكون تحت القصف المباشر وطلبوا بقاءه فى مقر القيادة للمتابعة والسيطرة إلا أنه أصر ليكون على موعد مع الشهادة، حيث كان وسط جنوده من معبر إلى آخر، حتى اطمأن لتشغيل معظم الكبارى والمعابر و«زى النهاردة» فى١٤ أكتوبر ١٩٧٣ كان يشارك فى إعادة إنشاء كوبرى لعبور قوات لتطوير وتدعيم المعركة، وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبرى أصيب بشظية أودت بحياته وقد كرمته مصر بأن منحت اسمه وسام نجمة سيناء وأطلق اسمه على النفق، الذى يربط بين سيناء وأرض مصر...
لعب سلاح المهندسين دورا تاريخيا فى معارك أكتوبر عام 1973م ففى الوقت الذى احتدم فيه سعير القتال كان اللواء مهندس جمال محمد على مدير سلاح المهندسين يشرف بنفسه على مد جسور العبور أمام الجيش الثالث بينما كان نائبه اللواء مهندس احمد حمدى يمد الجسور مع جنوده فى منطقة أخرى وعندما أصيب أحد كبارى الجيش الثالث بإصابات جسيمة اتجه البطل احمد حمدى إلى جنوده ووزع عليهم الشاى والبسكويت برغم شدة الأهوال وظل فوق الكوبرى يباشر مهامه وقبل أن يتكرر القصف للمرة الثالثة سقطت دانة ثقيلة على الكوبرى ليصاب البطل بشظية فاستشهد فى الحال يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر 1973 م الثامن عشر من رمضان 1393 هـ ولقى ربه كأنبل مايمضى الرجل فى لحظات أداء واجبه .
البطل اللواء مهندس احمد حمدى من مواليد العشرين من شهر مايو عام 1929 م وكان والدة من رجال التعليم بمدينة المنصورة، تخرج الشهيد فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا وبعد حصوله على بكالوريوسالهندسة من جامعة القاهرة التحق بالقوات الجوية عام 1951م وبعد ثلاث سنواتانتقل إلى سلاح المهندسين وحصل على دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونزالعسكرية العليا من الاتحاد السوفيتى بدرجة امتياز .
أثناء العدوان الثلاثى الذى قامت به انجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر استطاع البطل أحمدحمدى إبطال مفعول العديد من الألغام ولذا أطلق عليه ( صاحب اليد النقية ) كماقام بتفجير كوبرى الفردان حتى لاتتمكن القوات الإسرائيلية العبور من فوقه .
أقام نقاط للمراقبة على أبراج حديدية على الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجارلمراقبة تحركات الإسرائيليين حيث لم تكن هناك سواتر ترابية أو أى وسيلةللمراقبة واختار مواقع الأبراج بنفسه.
تولى قيادة لواء المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثانيوحيث كان اللواء هو أساس حرب أكتوبر 1973م .
فى عام 1971م كلف بتشكيل وإعداد لواء كباري جديد كامل و الذى تم تخصيصهلتأمين عبور الجيش الثالث الميداني تحت إشرافه المباشر تم تصنيع وحدات لواء الكباري واستكمال معدات وبراطيم العبور، كما كان له الدور الرئيسي فى تطوير الكباري الروسية الصنع لتلائم ظروف قناة السويس.
أسهم بنصيب كبير فى ايجاد حل للساتر الترابي، وقام بوحدات لوائه بعمل قطاع من الساتر الترابي فى منطقة تدريبية واجرى عليه الكثير من التجارب التى ساعدت فى النهاية فى التوصل الى الحل الذى استخدم فعلا ،كان الشهيد اللواء أحمد حمدي ينتظر اللحظة التى يثأر فيها هو ورجاله بفارغ الصبر، وجاءت اللحظة التى ينتظرها
الجميع وعندما رأى اللواء احمد حمدي جنود مصر الأبرار يندفعون نحو القناة ويعبرونها فى سباق نحو النصر ادرك قيمة تخطيطة وجهوده السابقة فى الاعداد لوحدات المهندسين والكباري على نحو خاص.وادرك البطل ان التدريبات التى قام بها مع افراد وحدات الجيش الثالث الميداني على اعظم عمليات العبور واعقدها فى الحرب الحديثة قد اثمرت، تلك التدريبات التى افرزت تلك العبقرية فى تعامل الجنود مع اعظم مانع مائي فى التاريخ وهو ما شهد له العدو قبل الصديق..
يوم 14 أكتوبر 1973 كان يشارك وسط جنوده في اعادة انشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها اهمية خاصة وضرورية لتطوير وتدعيم المعركة، واثناء ذلك ظهرت مجموعة من البراطيم متجه بفعل تيار الماء الى الجزء الذى تم انشاءه من الكوبرى معرضه هذا الجزء الى الخطر وبسرعة بديهة وفدائية قفز البطل الى ناقلة برمائية كانت تقف على الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب بها البراطيم بعيدا عن منطقة العمل ثم عاد الى جنوده لتكملة العمل برغم القصف الجوي المستمر .. وفجأة وقبل الانتهاء من إنشاء الكوبري يصاب البطل بشظية متطايرة وهو بين جنوده .. كانت الاصابة الوحيدة… والمصاب الوحيد … لكنها كانت قاتلة. ويستشهد البطل وسط جنوده كما كان بينهم دائما...!!