الأقباط متحدون - أبطال من بلدنا
أخر تحديث ٢٢:٠٥ | السبت ١٥ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ٥ | العدد ٤٠٨٣ الستة التاسعة
إغلاق تصغير

أبطال من بلدنا

شارل فؤاد المصري
شارل فؤاد المصري

عام 1981 سمعت اسمه لأول مرة .. كان ابن أخيه يتحدث عنه بكل فخر.. إنه عمه اللواء بالقوات المسلحة شقيق والده.

في هذه السنة كان مر أيضا على نصر أكتوبر العظيم حوالي ثماني سنوات.. كانت أعمارنا لم تتجاوز 16 عاما وكان مدرس اللغة الفرنسية ضخم الجثة طيب القلب نموذج للمعلم الذي يجب أن يكون عليه كل مدرس سواء من ناحية الخلق أو الثقافة أو العلم.

المدرس الذي أتحدث عنه في مدينتي القابعة في صعيد مصر هو الأستاذ فتحي إقلاديوس متعه الله بالصحة والعافية، أما أخوه هو اللواء ثابت إقلاديوس عجايبي أحد أبطال حرب أكتوبر الكبار.

اللواء ثابت إقلاديوس كان رئيس عمليات مدفعية الفرقة الثانية بالجيش الثاني الميداني.

ولد في القرية نفسها التي ولدت فيها جدتي لأمي واسمها "الصياد " ويبدو أنه كان له من اسم القرية نصيب فهو الذي اصطاد رتل  الدبابات الاسرائيلية  التي قصفت موقعهم وأدت إلى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض.

قصة البطل ثابت إقلاديوس وجدتها بعد بحث على صفحة صديق الطفولة الأستاذ عصام فتحي إقلاديوس المقيم في فرنسا منذ سنوات طويلة ابن أخ البطل على فيس بوك منقولة عن حوار للزميل أشرف شوقي الذي أجرى هذا الحوار مع اللواء ثابت اقلاديوس عجايبي قبيل رحيله عن عالمنا ببضع شهور إذ توفي عن عمر يناهز 74 عاما وذلك في 9/8/2004 .

 وإذ أسمح لنفسي بنشر مقتطفات من الحوار لتذكرة الأجيال الحالية بأبطال من بلدنا بعد سنوات طويلة ليكونوا نبراسا ايضا  للأجيال القادمة .

اللواء ثابت اقلاديوس ولد عام 17-9 1930 وتخرج في كلية العلوم جامعة القاهرة تخصص كيمياء وعلم النبات عام 1953 ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في التربية العامة من جامعة عين شمس عام 1954 وبعدها تخرج في الكلية الحربية قسم الجامعيين عام 1955 م.

أما قصة الثأر للشهيد عبد المنعم رياض سنة 1969، فيقول عنها الراحل البطل : شن العدو هجوما بالمدفعية أدى إلى استشهاد الفريق رئيس الأركان عبد المنعم رياض فصعدت على شاطئ القتال ورصدت موقع الدبابات المعتدية .

كان موقعي خلف المكان الذي استشهد فيه فقلت لقائدي لابد أن نضرب هذه الدبابات وكان رده بأنه ليس لدينا الأوامر بضربها فقلت له بعد استشهاد رئيس الأركان هل يوجد أوامر؟..فلابد من أن أصعد لمركز الملاحظة وأعطيهم قصفة نيران فرد القائد: يمكنك تكليف أحد للقيام بهذه المهمة..فقلت له:لن يأخذ أحد بثأر الشهيد عبد المنعم رياض غيري.

كان الجميع بالملاجئ للاحتماء من شدة القصف طبقا للأوامر, وبالفعل توجهت إلى قائد الكتيبة الرائد مصطفي رؤوف وكنت وقتها برتبة مقدم فأمرته بإخراج المدافع من الدشم وإخراج كتيبة كاملة قوتها 12 مدفعا 122 مللي..وأمرت بوضع صندوقي ذخيرة أربعة طلقات أمام كل مدفع حتى لا تنفجر ويحدث تأثر عكسي إذا ما ضربتنا مدفعية العدو.

وطلبت استخراج البيانات التي يتم توجيه القصف على أساسها..ودرست النواحي الفنية وضبط الاتجاهات من خلال أجهزة الرؤية فصعدت إلى مركز الملاحظة وتم رصد الاتجاه لضرب الهدف من خلال الاتجاهات المغناطيسية والخرائط .

أبلغتنا القيادة بأننا مستعدون وصدرت الأوامر بالرد بالقصف المحدود وبعدها تختفي المدافع فورا وقمت بمراجعة الاتجاهات مرة أخري، وفي ثانية كانت 48 طلقة مدفعية فوق الهدف فأصابت جميع المدرعات والدبابات وشلت حركتها ما عدا دبابة واحدة استطاعت الفرار..وتم تقديري بجواب شكر من القيادة، وأخذ قائد اللواء نوط الواجب العسكري.

كانت مهمتي إدارة نيران المدافع في اتجاه أهداف العدو بالضفة الشرقية للقتال، فأمكننا تدمير النقاط الحصينة للعدو علي الضفة الشرقية علي طول خط المواجهة بالقطاع الأوسط من الجبهة وكذلك مراكز القيادة للعدو وإسكات مدفعيته، مما سمح لقواتنا بعبور القناة تحت ساتر من النيران كما قمنا بتأمين تقدم قواتنا المسلحة في عمق سيناء حتي وقف إطلاق النار في23 -10 -1973  .

بعد أن قمت بمهمتي كنت علي الطريق الأوسط المعدية رقم 6 وأثناء تفقد سيادة العميد أ.ح محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثاني الميداني وقتئذ لمتابعة مدى تقدم قواتنا طلب مني أن أنقل له الموقف الحالي على الخريطة الخاصة به، وكان معي المرحوم المقدم فتحي عبد الرازق، وعرض علي المساعدة فدخلنا دبابة القيادة لإمكانية عمل ذلك حيث كانت عواصف ترابية شديدة وقتها..فقلت لهم لاتغلقوا البرج علينا حتى إذا ما حدث شيء نجد من يخرجنا، ولم يمر على عبارتي خمس دقائق ونتيجة لتأثير نيراننا الشديدة على العدو، تم ضرب مركز هذه النيران وأصابوني بصاروخ مدفعية بالدبابة التي كنا بداخلها ونتج عنها استشهاد المقدم فتحي وإصابة آخرين وكان ذلك يوم 16- 10 -1973.

أما عن إصابتي فكانت كسر بالجمجمة وفقد عظام الجزء الأيمن منها، بالإضافة إلى العديد من الشظايا في أنحاء متفرقة من جسمي.

 اللواء ثابت اقلاديوس كرمته الدولة بالأنواط والأوسمة والميداليات فحصل على ميدالية جرحى الحرب عام 1974 وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من الطبقة الأولي 1976 ونوط الخدمة الممتازة عام 1985 ونوط التدريب عام 1985 ونوط الواجب العسكري ونوط الجمهورية العسكري بحرب 1973 ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية بعد الخدمة في رتبة لواء عامين متتاليين عام 1986

تحية إلى البطل رحمه الله وإلى كل أبطال بلدنا في ذكرى أكتوبر

حفظ الله مصر لكل المصريين
نقلا عن دوت مصر


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع