الأسد: السعودية عرضت علينا الدعم مقابل التخلي عن علاقتنا بإيران.. والغرب يحارب روسيا
كتب - نعيم يوسف
التعامل مع المعارضة
"حتى لو تفاوضنا مع المعارضة السياسية فإننا لا نستطيع تغيير الوضع".. هكذا لخص بشار الأسد، الرئيس السوري، أزمة الوصول إلى حل سياسي في بلاده، مشددًا على أن أغلب من يُطلق عليهم اسم "المعارضة المعتدلة" هم المسلحون، وينتمون إلى الأيدولوجيا الوهابية.
أوضح "الأسد" خلال لقاء له مع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" -الروسية- أن الجميع يعرف أن "أغلبية أولئك الإرهابيين ينتمون إلى مجموعات مرتبطة بالقاعدة، "داعش والنصرة وأحرار الشام” ومنظمات أخرى، إنها لا تنتمي لأي حركة سياسية، إنهم لا يكترثون لأي أيديولوجيا سوى أيديولوجيتهم الأيديولوجيا الوهابية"، مضيفًا: إننا لا نستطيع تغيير الوضع، إذاً، هذا هو الجزء الأهم من المشكلة".
سوريا مسرح لحرب فعلية بين الولايات المتحدة وروسيا
ولفت الرئيس السوري، إلى أن بلاده تحولت إلى مسرحًا لحرب فعلية، هي استمرار للحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، والسبب في ذلك علاقتها الجيدة مع إيران، والتي تسعى السعودية إلى تدميرها وتظن أن سقوط سوريا سيؤثر سلبًا على إيران، أما بالنسبة للغرب "فإن سورية وروسيا حليفتان منذ عقود، فإذا قوضوا موقع سورية فإن بوسعهم التأثير سلبياً على روسيا".
العرض السعودي
وكشف الأسد، أنه تلقى عرضًا مباشرًا من السعودية، وقت الحديث عن الملف النووي الإيراني، قالوا له فيه تخلى عن إيران، واقطع علاقتك بها وسوف نساعدك.
التدخل الروسي
وعن التدخل الروسي في سوريًا، قال الأسد، إن وجود التحالف الأمريكي لم يفعل شيئًا، وكانت "داعش" والنصرة" تتمددان، وكانت الحرب على الأرض تذهب لصالح الإرهابيين، ولكن "بعد التدخل الروسي تقلصت مساحة المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين، وبالتالي فإن الواقع يتحدث عن نفسه، هذا هو الأثر الرئيسي وأي أثر آخر يعد هامشياً إزاءه، لقد غيروا ميزان القوى على الأرض لغير مصلحة الإرهابيين".
التدخل التركي
واتهم الرئيس السوري، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بصناعة "داعش" ودعمها، مشددًا على أنه "تشكل أيديولوجيته مزيجاً بين أيديولوجية الإخوان بعنفها وتطرفها والإمبراطورية العثمانية أو السلطنة".
داعش وتركيا
وقال الأسد، عن محاولات تركيا بقيادة "أردوغان" التدخل في سوريا، "هم صنعوا "داعش" ويدعمونها ويقدمون لهم كل الدعم اللوجستي ويسمحون لهم ببيع نفطنا من خلال حدودهم وعبر أراضيهم بمشاركة ابن أردوغان وحاشيته، جميعهم كانوا ضالعين في العلاقة مع "داعش"، العالم كله يعرف هذا، لكن، بهذا الغزو أرادوا أن يغلفوا "داعش" بغلاف جديد كي يتمكنوا من التحدث عن قوات معتدلة جديدة والتي هي في الحقيقة لها نفس أسس "داعش"، ينقلون السيطرة على منطقة ما من "داعش" إلى هذه القوات ويقولون إن "داعش" هزم في تلك المنطقة بفضل القصف التركي وبفضل القوات التركية وعملائها، إنها مجرد مسرحية يجري تمثيلها ليراها العالم بأسره، والسبب الثاني هو أنهم أرادوا تقديم الدعم للنصرة في سورية.
الأيدولوجيا المتطرفة والإرهابيين
وأشار الأسد، إلى أن "الطريقة الوحيدة للتخلص من الإرهابيين الذين يقاتلون هي قتالهم والتخلص منهم"، لافتًا أنه "لا يمكن محاربة التطرف في الإسلام بأي أيديولوجيا أخرى سوى الإسلام المعتدل، إذاً هذه هي الطريقة الوحيدة لكنها تستغرق وقتاً وتتطلب أجيالاً شابة، والعمل على هذه الأجيال الشابة والعمل على وسائل تجفيف الأموال التي تدفع من قبل الحكومة السعودية والمنظمات السعودية غير الحكومية والمؤسسات السعودية التي تروج للأيديولوجيا الوهابية حول العالم".
أسرته والحرب
ولفت الأسد، إلى أنه لم يرسل أسرته إلى مكان آمن في عام 2013، عندما كانت الولايات المتحدة على وشك قصف سوريا، لإقناع السوريين بالبقاء في بلادهم، موضحًا: "كيف يمكن أن تقنعي السوريين بالبقاء في بلادهم بينما تطلبين من أسرتك مغادرة البلد، لا تستطيعين ذلك، ينبغي أن تكوني الأولى، بكل المعاني، فيما يتعلق بالعنوان الوطني، ينبغي أن يكون المرء هو الأول كرئيس، وفيما يتعلق بأسرته وبكل من يحيط به في الحكومة وبموظفيه، لا يمكن أن تقنعي الناس في بلدك بأنك تستطيعين الدفاع عن بلدك بينما لا تثقين بجيشك في الدفاع عن أسرتك".