الأقباط متحدون - ديانة الدكتور نصار
أخر تحديث ٢٢:٠٨ | الأحد ١٦ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ٦ | العدد ٤٠٨٤ الستة التاسعة
إغلاق تصغير

ديانة الدكتور نصار

علاء عريبى
علاء عريبى

تلقيت اتصالًا من د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، ناقشنا خلال المكالمة القرار الذى اتخذه الأسبوع الماضى، وألغى فيه خانة الديانة من الأوراق الرسمية الخاصة بالجامعة، وقد سبق وانتقدت القرار، وأشرت إلى أن نوعية هذه القرارات تخص الدولة، وتصدر عن الحكومة، ويوافق عليها البرلمان، ولا يمكن تركها لمسئول بعينه، وذلك لارتباط هذه القرارات بالأمن القومى للبلاد، حيث يترتب عليها بعض الآثار التى قد تهدد سلامة المجتمع ووحدة نسيجه.

ولفت فى المقال إلى الأصوات التى تنادى بحذف خانة الديانة من بطاقة الرقم القومى، وإلغاء تدريس مادة الديانة من المقررات الدراسية، تحت زعم إلغاء التمييز بين المواطنين، ونشر قيم التسامح وقبول الآخر.

د. نصار مشكورا أوضح خلال المكالمة كواليس القرار، وأكد أن بعض المعاهد استحدثت خلال فترة ما بعد الثورة، بعض البنود فى الأوراق الخاصة بها، أدخلت خانة الديانة والمذهب والطائفة على هذه الأوراق، وضرب مثلا بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية، حيث يتضمن طلب الالتحاق بالدراسات العليا خانة تحديد الديانة والمذهب والطائفة، ونص البند على التالي: الديانة، وإن كان مسيحيا يذكر الطائفة والمذهب، وتساءل د. نصار عن فائدة بند مثل هذا لطالب دراسات عليا، وأكد أنه لا يقصد بالقرار أكثر من تصحيح هذه السلبيات التى لا تفيد العملية التعليمية من قريب أو بعيد، خاصة وأن هذه البنود لا معنى ولا قيمة لها، كما أنها غير مطلوبة أساسا فى العملية التعليمية، حيث إن الكليات والمعاهد تقبل طلابها حسب المجموع والقدرات وليس لديانتهم.

وافقته وقلت له إن كان القرار لتصحيح هذه السلبيات فنحن جميعا نتفق معك، فلا معنى لهذه البنود، وقلت له إن ما نشر عن القرار لم يشر لهذا، وإنه جاء فى سياق التسامح وقبول الآخر وإقامة الدولة المدنية، وقلت له إن وجود الديانة فى الأوراق مثل عدم وجوده، وإنه من المفترض ألا يكون للمتشددين مكان داخل الجامعة أو فى مؤسسات الدولة.

 الطالب كما ذكرت يقبل لمجموعه وقدراته وليس لديانته، كما أن إلغاء خانة الديانة من الأوراق الخاصة بالجامعة لن يقضى على التطرف والتمييز، لأننا نميز أولادنا منذ ولادتهم، بإطلاق أسماء تحدد ديانتهم، والمتشدد داخل الجامعة والمعهد لا ينتظر معرفة ديانة الطالب من الأوراق، لأن اسم الطالب يعلن ديانته، وضربت له مثلا بصديق ولد فى فترة الستينيات، لا يمكن بحال تحديد ديانته من اسمه الثلاثى، وتمنيت أن تتخلص جامعاتنا من بعض المتشددين، خاصة وأن بعض الجامعات يقف فيها بعض أعضاء هيئة التدريس ضد تولى المصرى المسيحى مناصب قيادية، وحكيت له تآمر بعض المرضى فى كلية نظرية على صديق ومنعوه بالفعل من تولى رئاسة القسم.

وبعد ان أنهينا المكالمة أرسل د. نصار مشكورا على الواتسآب صورة من طلب التحاق الطلبة بالدراسات العليا بمعهد الدراسات الإفريقية، وجاء البند التاسع كالتالى: «الديانة، وإن كان مسيحيا يذكر الطائفة ثم المذهب».
نقلا عن الوفد


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع