المرء مخبوء تحت لسانه، وغرد الدكتور «محمد البرادعى» على «تويتر» ما نصه: «رحم الله كل نفس ذهبت لخالقها. هل من عاقل يخرجنا من ظلام الكراهية والعنف المتبادل إلى نور التسامح والعيش المشترك، درءاً لحريق لا يبقى ولا يذر؟».
ونجيب منين ناس لمعناة الكلام يتلوه، ويقولوا الحقيقة.. ليه الشهيد قتلوه؟.
الإرهاب فى ترجمة البرادعى الغربية صار عنفاً متبادلاً، الهجوم على كمين «زقدان» ببئر العبد قبيل صلاة الجمعة نوع من العنف المتبادل، استشهاد 12 شاباً مصرياً فى عملية إرهابية قذرة غادرة صار عنفاً متبادلاً، فى أى مرجع إنسانى يقرأ هذا الرجل، وإلى أى ضمير عادل يرجع ويحتكم، مَن الذى يكتب له تغريداته هذه الأيام؟!
نصيحة لوجه الله، لتقل خيراً يا دكتور أو لتصمت تماما، كده كتير علينا، عندك كلمة طيبة قلها، أقله احترم دماء الشهداء، احترم فكرة الشهادة، بالمناسبة الشهادة فكرة نبيلة، والنبل من شيم النبلاء.
كمصرى اعتبر الشهداء بنى وطنك، أولادك، أخواتك الصغار، تلاميذك، لكن تفرط فى دمائهم هكذا، وتستبيح تضحياتهم هكذا، وتساوى بينهم (وهم الشهداء الأحياء) والقتلة الإرهابيين، وتصف ما يجرى فى سيناء من آيات الشهادة والفداء بالعنف المتبادل، هذا ما لا يمكن تخيل صدوره من مصرى يطالع صور الشهداء مخضبة بالدماء ولا ينفطر قلبه، ولكن للأسف هناك قلوب قدت من حجارة أو أشد قسوة.
كنت أتصورك تخرج إلى المصريين باعتبارك شيخاً مصرياً معتبراً مترحماً على خيرة الشباب، معزياً الثكلى فى زهرة الشباب، مترجياً لهم نعيماً وجنات تجرى من تحتها الأنهار، أو تقف مع نفسك دقيقة حداداً، تحزن من الحزن، تغضب لسفك دماء الشهداء، تلعن الإرهاب وسنينه السودة وعملياته القذرة، وتدين جماعات الإرهاب بألوانها، ومن يقف وراء الإرهاب، لكن تساوى بين القاتل والشهيد!! للأسف مثلك مثل مرسى العياط، فعلاً اللى اختشوا ماتوا.
إذا كنت تترحم على كل نفس ذهبت لخالقها، فالرحمة لا تجوز على القاتل الإرهابى، كيف سولت لك نفسك الأمارة بالسوء أن تترحم على من يسفك الدماء، كل نفس ذهبت لخالقها، ألا تفرق بين نفس تاقت إلى الشهادة ونالتها، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر الشهادة، ونفس شريرة تاقت إلى القتل وإزهاق الأرواح وشرب الدماء!!.
هل أنت راضٍ عما يجرى من إرهاب فى سيناء، هل تشك للحظة أنه إرهاب، هل لديك معلومات استخباراتية أخرى؟.. حدد موقعك من الإعراب الوطنى بلاها مخاتلة وكلام موالس مع الإرهاب، أين تقف تحديداً، أين تضع قدمك اليمنى؟ هل هناك منطق يحكم هذا الذى تترى فيه من مساواة بين الإرهابى والشهيد؟ أتترحم على الإرهابى؟ ناقص تترضى على أبو بكر البغدادى، زعيم عصابة داعش؟!
هل هناك عاقل، حتى من دراويشك، يعقل هذه المساواة المنكرة بين الإرهابى والشهيد، لقد أنكروها منك، أتطرح سؤالاً ملغوماً مثل هذا وقت الحرب، هل من عاقل يخرجنا من ظلام الكراهية والعنف المتبادل؟.. طيب باعتبارك أعقل أهل الأرض، تفضل خرجنا من ظلام الكراهية يا نبى السلام.
والله الذى لا إله إلا هو لو ظفروا بك لمزقوك إرباً، ولو تعلم ما يكنون لك من كراهية لكرهت نفسك، ولو طالوا لشبحوك وذبحوك، عن أى كراهية تتحدث.. هذا إرهاب، هذا قتل، هذا مخطط لفصل شمال سيناء، وتأسيس الإمارة الداعشية التى بها يحلمون، ارجع لأدبياتهم، وسل عن عملياتهم، واقرأ فتاواهم، هم لا يعرفون نوراً ولكنهم كلاب النار!.
عندما تتحدث عن جماعات إرهابية فى مواجهة شعب أبداً لا يستساغ حديثكم عن نور التسامح والعيش المشترك، أتقبل أن تعيش مع هؤلاء الوحوش فى بيت واحد، ويجمعكم طعام واحد، وتنظرون لمستقبل واحد؟ متى كان العيش المشترك مستساغاً مع الإرهاب. الوحوش الكاسرة لا يعاشرها العقلاء، وماهية الحريق المنتظر الذى لا يبقى ولا يذر، إذا كنت تروم حريقاً فى مصر، مصر آمنة بإذن الله.
نقلا عن المصري اليوم