الأقباط متحدون - رسالة إلى الرئيس السيسى
أخر تحديث ٢٢:٠٢ | الأحد ١٦ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ٦ | العدد ٤٠٨٤ الستة التاسعة
إغلاق تصغير

رسالة إلى الرئيس السيسى

السيسي
السيسي

 انتابنى شعور بالفرحة والسعادة عندما تابعت من خلال التليفزيون احتفال الرئيس السيسى لتكريم أصحاب ميداليات دورتى ريو الأوليمبية والبارالمبية، ومساواة الأصحاء والمعاقين، وزادت فرحتى عندما أعلن البطل شعبان الدسوقى، صاحب فضية الأثقال فى البارالمبية، عن تبرعه بنسبة 10% من قيمة مكافأته لصندوق «تحيا مصر»، مناشداً الرئيس زيادة نسبة المُعَيَّنين من 5% إلى 10%، بالإضافة إلى زيادة مكافآت المعاقين أصحاب الميداليات الذهبية من 3500 جنيه لتتناسب مع متطلبات الحياة والمعيشة.

 
ومن ناحيتى، أناشد السيد الرئيس زيادة اهتمام الدولة بكل المعاقين من غير الرياضيين، الذين يعانون وبشدة من أجل الحصول على كرسى متحرك أو علاج أو دواء من خلال تبرعات أهل الخير ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى تخصيص أماكن لهم فى جميع وسائل النقل المختلفة، وتخصيص شبابيك لهم لإنهاء معاملاتهم الحكومية وأخرى لانتظار سياراتهم، مع تسوية الأرصفة، وبخاصة فى الصعود والهبوط، وتخفيضات لدخول السينما والمسارح والمتاحف.
 
ولى تجربة طويلة مع زوجتى الراحلة، التى أصابها مرض عضال يُطلق عليه طبيا «التهاب الأعصاب المتعدد»، ورمزه بالإنجليزية «M.S»، وهو مرض يدمر العضلات حتى تأتى الوفاة، ونفس المرض يعانى منه آلاف المصريين دون علاج أو رعاية، وعندما كنا فى القاهرة أصابها ضيق حاد فى التنفس، وفى الحال اتصلت بطبيبها بروما، ونصحنى بإحضار أنبوبة أكسجين فورا، وحاولت المستحيل من أجل الحصول عليها بأى ثمن، فكل مستشفى اتصلت به نصحنى بنقلها إلى غرفة الإنعاش طمعاً فى المكسب المالى، ورفضت بشدة خوفاً من إعطائها علاجاً خاطئاً، وبمعونة الله عز وجل، اتصلت بصديقى العزيز، هشام مصطفى خليل، عضو البرلمان الأسبق، وبعد خمس دقائق وصلت الأنبوبة، وبعد ثوانٍ مرت الأزمة بسلام والحمد لله، وبعد أيام قليلة قررت العودة إلى روما لإخلاء مسؤوليتى، ولخبرتى الطويلة فى التأمين الصحى الإيطالى المجانى للإيطاليين وسكان الاتحاد الأوروبى والمغتربين حال حصولهم على الإقامة، وعندما ساءت حالتها نصحنى أصدقائى بتقديم طلب إلى مكتب الصحة للحصول على جهاز تنفس وكرسى متحرك، وتمت الموافقة عليه فورا، مع تخصيص طبيبة لعلاجها، وثلاث متخصصات، واحدة للعلاج النفسى، وأخرى للتدليك، والثالثة لتعليم النطق بالحروف، مع صرف جميع الأدوية مجانا، مع تخصيص سيدة للاعتناء بها وخدمتها طوال اليوم وتحمل راتبها، وهو 1200 يورو فى الشهر، بالإضافة إلى توصيل الدواء ثلاث مرات، وبعد أيام أخرى وصل شاب محترم، مهمته قياس عرض باب الشقة والمصعد لدخول وخروج الكرسى المتحرك، حتى رحلت زوجتى الحبيبة بعد عذاب دام سبع سنوات، فقدت خلالها نحو 30 كجم من وزنها، وأشكر الله أنها إيطالية، فلو كانت مصرية لأنفقت على علاجها الخاطئ كل ما أملك، وهو درس قاسٍ وأيام عصيبة علمتنى أن الصحة والعلاج والتعليم هى أساس الانتماء والوطنية لأى دولة فى العالم، وأتمنى من السيد الرئيس أن يركز على تحقيق بعض ما ذكرته، ولو على مراحل، من أجل زرع الانتماء والوطنية فى الأجيال القادمة إن شاء الله تعالى.
نقلا عن المصرى اليوم
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع