الأقباط متحدون - خانة الديانة والمسيحيون المتشددون
أخر تحديث ٢٣:٥٦ | الاثنين ١٧ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ٧ | العدد ٤٠٨٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

خانة الديانة والمسيحيون المتشددون

علاء عريبى
علاء عريبى

لا أعرف على وجه التحديد العلاقة بين الحديث عن خانة الديانة وبين اضطهاد الإخوة المسيحيين، بعد أن أعلنت رفضي إصدار بعض المسئولين من تلقاء أنفسهم قرارا بإلغاء خانة الديانة من أوراق المؤسسات التي يتولونها، وتأكيدي أن هذا القرار لا يحق لأفراد إصداره وأنه من قرارات الدولة، تصدره الحكومة بموافقة البرلمان بسبب ما يترتب عليه من آثار قد تمس الأمن القومي للبلاد، ورسائل السب والشتيمة من بعض الإخوة المسيحيين المتشددين لم تتوقف، لماذا؟، وما الذي قلته ضد المصريين المسيحيين أو اليهود أو غيرهم؟.

جميع الرسائل بدون استثناء تتعامل مع قرار د. جابر نصار بإلغاء خانة الديانة، بأنه من القرارات التي ترفع نير العبودية والاضطهاد عن المسيحيين بشكل عام، والأقباط على وجه التخصيص، والمضحك أن أصحاب هذه الرسائل يربطون بسذاجة بين خانة الديانة فى بطاقة الرقم القومي، وتدريس الديانة فى المدارس، وبين اضطهاد المسيحيين، ما دخل تدريس الديانة(اليهودية، المسيحية، الإسلام) في اضطهاد المصري المسيحي؟، وما هو الضرر الذي سيقع على المصري المسيحي إذا قامت المدارس بتدريس مادة الديانة للمسلمين؟، وما الذي يضير المسلم إذا تم تدريس الديانة للمسيحيين؟، وما هو الاضطهاد الذي يقع على المصري المسيحي عندما تحدد الديانة فى بطاقة الرقم القومي؟.

يجب أن نعترف أن خانة الديانة فى بطاقة الرقم القومي أو المستندات الحكومية لا علاقة لها بالتشدد والتطرف فى المسيحية والإسلام واليهودية والديانات بشكل عام، لأن التطرف فكر منحرف يتربى عليه الإنسان(بشكل عام) أو يعتنقه لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية، وأغلب الشخصيات التى تتبنى الفكر المتطرف لديها قصور فى التفكير، شخصيات استهوائية يمكن التأثير عليها وقيادتها، وهذه الشخصيات قد تكون فى المسجد أو الكنيسة أو المعبد أو المدرسة أو الجامعة أو ديوان الوزارة أو المؤسسة أو المصنع أو الحزب السياسى أو الصحيفة أو القناة الفضائية أو النقابة أو في أي حرفة ومهنة، وقد تمارس هذه الشخصيات تطرفها وتشددها على الاخر عندما تتاح لها الفرصة، وعندما تضعف الدولة، وعندما تغيب الرقابة.

والمتطرف أو المتشدد لا ينتظر خانة الديانة لكي يمارس تطرفه لأننا مثل سائر البشر نطلق على أولادنا أسماء من تراثنا الديني تيمنا بالقديسين والصالحين: بطرس، وأحمد، ومرقص، ومحمد، ويهوذا، وداوود، وعبدالمسيح، وعبد الباسط، أسمائنا تكشف عن ديانتنا، فما الذي يجعل المتطرف أو المتشدد، المسيحي أو المسلم أو اليهودي، أن ينتظر ليكشف عن ديانة الآخر من خانة الديانة؟. عندما يقع نظره على اسم المتقدم للوظيفة أو الدراسة أو غيرها سوف يستبعده دون أن يرهق نفسه فى قراءة باقي البيانات.

القضية ليست فى خانة الديانة بل في الفكر الذي نربى عليه أولادنا منذ سنوات، يجب أولا ان نحارب هذا الفكر فى نفوسنا وبيوتنا وكنائسنا ومساجدنا ومعابدنا، وفى تغليظ العقوبات بالقانون، تعالوا نزرع فكر المواطنة والتسامح فى قلوب الأجيال القادمة، نعلم أولادنا الصغار في المنزل والمدرسة والكنيسة والمسجد والمعبد، أن الإخوة فى الوطن قبل الإخوة فى الديانة.
نقلا عن الوفد


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع