الأقباط متحدون - وسألنى ابنى.. مين أبو مصر يا أمى؟؟؟
أخر تحديث ٠٠:١٠ | الاثنين ١٧ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ٧ | العدد ٤٠٨٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

وسألنى ابنى.. مين أبو مصر يا أمى؟؟؟

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين
لم أتوقع سؤاله وهو ابن السنوات الست يقول لى "ماما أنا عارف إن مصر أم الدنيا مين بأه جوزها ومين باباها ويا ترى ليها ولاد ؟ فضحكت وحاولت أن أبسط له الأمر بقدر بساطة سنين عمره إلا أن نظرته أثبتت لى أنه غير مقتنع بكلامى. 
 
ومضت بي وبه السنون وأنا أحرص كل الحرص أن أجمع معلومات وـنسق أفكار تشرح له وترد على تساؤلاته حينما يكبر ويعى ويفهم ولما بلغ ستة عشر عاما وشهور ونضج وأصبح قارئا مستوعبا وأنا كنت قد أعددت عدتى للرد عليه لم يترك لى الله جل شأنه الفرصة واسترد وديعته ومات ابنى بدون اية مقدمات ولم أجبه عن سؤاله الذى سأله لى فى صغره.
 
والآن وبعد مرور مايقرب من ثمانى سنوات على رحيل ابن عمرى وفى يوم حاولت فيه أن استجمع شجاعتى واحتوى حنينى له ولو بالبحث بين مقتنياته واستنشاق عبيره من بين ممتلكاته التى تركها غير آسفا فإذ بى أبحث بين أوراقه فوجدته قد كتب بخط جميل مثله ..."سألت الغالية نور العين ماما ..مين ابو مصر؟ ومين همه ولادها ؟فوجدتها تحب مصر بالفطرة ولا تعرف ـكثر من فيض حب يجعلها لا تعرف سوى أن مصر أمها، أما ما تبقى من أسئلة غضة كسنى حين سالت أمى من هو أبوها ومن هم أولادها ؟بل ومن هو زوج أم الدنيا؟ولكى أقول ياغالية.. مصر مخلوق من صنع الله خلق أم مستثناة ، خلقت كما خلق عيسى عليه السلام،هى مصر الوطن والمهد واللحد هى بلد لا يوجد مثلها. 
 
هى فى غنى عن أن يكون لها زوج أو أب أو أيا كان، هى كائن شفاف، من يحدق النظر فيه رأى نفسه.. هى عابر سبيل لا يريد سوى اأاثر الحسن والفعل الطيب.. هى عالم ليس له مجموعة عوالم.. هى بداية بلا نهاية، هى مريم المجدلية ،هى البدء والنهاية.. هى كل المفردات.
 
هى من تمنح وتمنع، هى من تعطى ولا تأخذ، هى نهر متدفق، هى أمل وغاية.. هى حب وحنان، هى شئ يعجز عن الوصف، بل هى كل الوصف.. مصر يا أمى لها ابناء كثر خلقوا من رحم المحبة والحنان، فيهم عاقون إلا أن كثير منهم بارون، فيها كارهون إلا أنهم وقت الشدة محبون.. فيها فقراء إلا إنهم بعفتهم أغنياء. وفيها أغنياء، منهم المعطاءون ومنهم الأشحة إلا أنهم فى حب مصر متساوون.
 
ياغالية مصر ابناءها كثر وأنا واحد منهم، ولاادرىي ياامى لماذا لم أستطع أن أفسر كيف عجزتى أن تردى على سؤالى وانتى أمى الصغرى التى رأيت فيها أم الدنيا مصر كيف كانت وتكون.
 
وبختام كلماته وجدتنى أبكى وأتمنى من الله أن اراه ولو فى حلمى وأقول له إنك جدير بحب أمك الصغرى وأم الدنيا.
 
 ولله اتضرع وأقول ربى أرحم ابنى وأحفظ أمه من غدر المنون ولتحيا رافعة رأسها عبر العصور.
نقلا عن صدي البلد

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع