الأقباط متحدون - الثورة ما تزال مستمرة...
أخر تحديث ٠٩:٣٥ | الاثنين ١٧ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ٧ | العدد ٤٠٨٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الثورة ما تزال مستمرة...

بقلم منير بشاى
 
 منذ فترة، نشرت الصفحة الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسى، على موقع فيسبوك، مقتطفات من حوار له مع رؤساء تحرير الصحف القومية.  كان ضمن ما قاله الرئيس "لا اعتبر نفسى رئيسا او حاكما، انا انظر لنفسى كمواطن يحب بلده وخاض من اجلها تحديات ضخمة".
        بداية، لا غبار على تاكييد الرئيس انه مواطن مصرى، فهذا اكبر شرف يفتخر به كل مصرى مخلص.  وليس هناك أدنى شك فى ان الرئيس يحب بلده وانه خاض من اجلها تحديات ضخمة قد كللت بالنجاح عندما استطاع التخلص من حكم فئة ضالة ومضللة سرقت مصر فى غفلة من الزمن.  ولكن 30 يونية، وما تلاها من احداث كانت مجرد بداية.  الثورات ليست تغيير حاكم بآخر، ولكن، حتى يمكن اعتبارها ثورة، يجب ان تصنع تغييرا جوهريا فى حياة الشعوب.  وعلى ذلك فثورة 30 يونيو ما تزال مستمرة. 
        من اجل هذا انتخب الشعب الرئيس السيسى، بنسبة تقترب من الاجماع، ليستمر فى قيادة الثورة.  سيادة الرئيس انت مكلف من الشعب لتكون القائد والرئيس.  لا مجال للتواضع فالاحتياج اكثر من اى وقت مضى للحاكم القوى والرئيس الحازم الذى يكمل مسيرة الثورة.  فبلاضافة الى التصدى للارهاب القادم من الخارج هناك الفساد الذى ينبع من الداخل.
        هناك مجالات كثيرة قد اصابها العوار ولا يمكن ان تنصلح من ذاتها وتحتاج الى مواقف ثورية حازمة لاصلاحها.  المطلوب وضع برنامج لاصلاح الوطن من الفساد والتسيب والتواكل والتطرف.  والمطلوب وضع برنامج لاعادة تاهيل المواطن اخلاقيا واجتماعيا وعلميا ومهنيا، ليحمل لواء النهضة التى ننشدها.  وهذه امثلة لبعض المجالات التى تتطلب الاصلاح:
 
وقف العنف الطائفى
        ما يحدث من عنف للاقباط وخاصة فى قرى الصعيد يحتاج الى ثورة تصحيح.  لا يجب ترك الامور فى الحكم المحلى دون متابعة.  بعض من فى المحليات ينتمون لفلول الاخوان الذين يريدوا زعزعة حكمك باثارة القلاقل الطائفية.  وبعضهم متعصبون لا يقبلوا وجود شركاء الوطن.  اين دولة القانون من احكام جلسات المصاطب التى تتحيز ضد القبطى المجنى عليه وتترك الجانى حرا؟  والتى عادة تطبق الاحكام الجماعية وتهجّر سكان القرى باكملها من المسيحيين من مواطنهم التى عاشوا فيه منذ الاجداد.  من يحمى هؤلاء العزل من بطش الغالبية المتجبرة التى لا تجد من يردعها ويوفر الامن والعدل للجميع؟  لماذا لا يطبق القانون على المعتدين ضد الاقباط ؟  ولماذا اصبح السلفيون فوق القانون ولا تجرؤ الدولة على مجرد الاقتراب منهم؟
 
تجديد الخطاب الدينى
       الدين عنصر هام من مكونات هذا الشعب ومكانه الصحيح بين الانسان وربه.  خلط الدين بالسياسة من شأنه ان يفسد الدين والسياسة معا.  لن تقوم لمصر قائمة الا اذا فعلت ما فعلته اوروبا بفصل الدين عن الحكم.  ولن يوجد سلام فى البلاد الا بعد ان يتم تنقية التراث الدينى من افكار لا تتماشى مع الانسانية والتحضر.  طلبت سيادتكم اكثر من مرة من مشايخ الازهر تجديد الخطاب الدينى، وحتى اليوم لم يستجيبوا لك.  لقد آن الوقت ان تتوقف عن الطلب وتوجه لهم الأوامر.  ومن لا يستجيب يتم استبعاده.  ومن يحض على الكراهية الدينية يتم عقابه.  الدين الحقيقى محبة وتسامح وتعايش وليس قتل وترويع وخصام.
 
اصلاح مرافق الدولة
       معظم مرافق الدولة اصابها العطب.  السكن الصالح اصبح بعيدا عن متناول المواطن العادى.  توقفت المطابع عن طبع ما كنا نراه قبل خمسة عقود من لافتات "شقة للايجار".  ايجار الشقق الجديدة قد يزيد عن 2000 جنيه شهريا، ان وجدت.  اين هذا من دخل المواطن العادى؟  واين يستطيع الشباب المقدم على الزواج ان يجد سكنا بايجار يناسب دخله؟  التعليم اصبح مأساة اخرى لا تحتمل التأجيل.  المدارس الحكومية لا تعلم ولا تربى ولكنها تربط الطلاب مع المدرسين فى عمليات الدروس الخصوصية التى تعلم الطالب كيف يجتاز الامتحان ويحصل على ما يقرب من 100% ليدخل احدى كليات القمة حيث يعتمد ايضا على الدروس الخصوصية ليتخرج.  وبعد ان يتخرج ينضم الى صفوف العاطلين لأن ما تعلمه لا يؤهله للقيام باعباء وظيفته.  يجب عمل دورات تدريبية لاعادة تاهيل الخريجين لاحتياجات السوق.  وماذا عن الصحة والمواصلات وغيره وغيره؟
 
        سيادة الرئيس: هذا مجرد غيض من فيض لما آلت اليه احوال مصر.  ليس الهدف هنا توجيه اللوم لكم فنحن نعلم حجم الخراب الذى منيت به مصر قبل استلامكم لها.  ولكن المسئولية قد وضعت على عاتقكم الآن لاعادة بناء مصر.  وهى مهمة صعبة تحتاج اليكم كرئيس قوى يستطيع ان يحمى الضعيف ويوقف المفترى.  نحن لا نطالبك ان تكون غليظ القلب فاروع ما رايناك عليه كان عندما بكيت فى مواقف انسانية تتطلب البكاء.  ولكن نريدك ايضا ان تكون صارما مع المجرمين وكاسرى القانون، حازما مع المهملين والفاسدين.  فدع عنك دور الجنتلمان اللطيف وقم بدور الغاضب المخيف.  هناك عينات من الناس "تخاف ولا تختشى".  هؤلاء لن يستجيبوا لك عندما تقول لهم "انتم نور عينيا"، ما يحتاجونه هو ان تريهم "عينك الحمرا".
Mounir.bishay@sbcglobal.net

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع