لا السيسى يشبه مبارك ولا مرسى.. ولا شريف إسماعيل يشبه أحمد نظيف، ولا هشام قنديل.. ولا الظروف الآن تشبه الظروف قبل 25 يناير، أو 30 يونيو.. الثورات لا تقوم لأى سبب.. الثورات تخلقها مبررات وتراكمات ومخاوف من المستقبل.. فى حالة مبارك كانت هناك تراكمات ومخاوف أن نصبح عزبة.. فى حالة مرسى كانت هناك مخاوف أن تذهب مصر فى سكة اللى يروح ما يرجعش!
السؤال مجدداً: هل تقوم ثورة فى مصر على السيسى؟.. هل يأتى يوم يتنحى فيه السيسى مثل مبارك؟.. هل يأتى يوم نعزل فيه الرئيس السيسى مثل مرسى؟.. لا أتصور هذا الآن.. فلا يوجد تراكم من السياسات مثل أيام مبارك.. ولا يوجد مخاوف على المستقبل مثل مرسى.. الأوضاع الاقتصادية لا تصنع ثورات، مثل الحريات وحقوق الإنسان واغتصاب السلطة.. إفلاس اليونان لم يصنع ثورة!
الأستاذ شريف محمود أرسل لى إيميلاً قال فيه: الثورة لم تقم فى 25 يناير، إلا عندما شعر المصريون بأن خطة التوريث فى طريقها لصالح جمال مبارك، كما أن الثورة لم تقم على الإخوان، إلا لأن المصريين شعروا بأن الإخوان مش هيمشوا، وبيأخونوا الدولة.. ويتساءل: لماذا لا تقوم ثورات فى أوروبا؟.. ولماذا لم تقم ثورة فى اليونان رغم حالة الإفلاس الاقتصادى؟.. وهو سؤال له دلالته!
ويضيف الأستاذ شريف: الرئيس والحكومة حالياً يحاولون بما أتاه الله لهم من قدرة وفهم ورؤية إنقاذ البلاد اقتصادياً وسياسياً وأمنياً، وأطن أنه حافظ على وحدة التراب المصرى.. كما أننا انتخبنا الرئيس فعلا فى انتخابات حرة.. فلنعطه فرصة ليعمل، ثم نحاسبه بعد عامين.. وهو يتفق فى هذه الدعوة مع صديقى كابتن طيار عبدالحميد الصعيدى.. قال إنه سيعمل مبادرة عنوانها «اعطوه فرصة»!
وفى نهاية رسالته يقول: «أخى المواطن: غيّر بالصندوق مش بالنبوت».. ثم يدعو الأحزاب لتعمل، لأن وجود الأحزاب فى المشهد مهم للغاية.. أولاً تعنى أن الحالة السياسية بخير، وثانياً تعنى أن التغيير له مسار واحد وهو الصندوق، وليس البقاء فى الميادين.. وأذكر أننى طالبت المهندس شريف إسماعيل بالبدء فى حوار وطنى، يدعو إليه الأحزاب السياسية، ولا أعرف لماذا لم يفعل بالضبط حتى الآن!
أجدد الدعوة مرة أخرى للمهندس شريف إسماعيل.. يا دولة رئيس الوزراء الحكم مشاركة.. الديمقراطيات تقوم على الشراكة بين الحكومة والشعب.. من فضلك ابدأ حواراً وطنياً مع الأحزاب.. الشعب من حقه أن يشارك.. هذه المشاركة تخفف الضغوط من جهة.. وتفتح باب الأمل من جهة أخرى.. ابدأ بعشرة أحزاب كدفعة أولى، كما قلت لك من قبل.. الانفراد بالحكم خطر جسيم يهدد الوطن جدا!
الشعب يريد المشاركة فى الحكم.. هناك تقصير وهناك أخطاء فعلاً.. لكنها لا تصنع ثورة.. ولا تستدعى مظاهرة.. يوم 11/11 عادى جداً.. التقديرات تقول إنه يوم للاستمتاع بهدوء مصر.. حدث ذلك يوم تحذير السفارات.. لا شىء حدث.. ولا شىء سيحدث.. السيسى لا هو «مبارك» ولا «مرسى»!
نقلا عن المصري اليوم