عرض/ سامية عياد
كل ما تقتنيه مجرد فلسين ومع ذلك ألقت بهم فى الصندوق النحاسى عطية للرب ورفعت قلبها الى الله ترجو منه أن يقبلها ويغفر لها خطاياها ، إنها الأرملة التى أعطت مثالا عمليا للعطاء ..
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة العذراء شيكاغو فى مقاله "أكثر من الجميع ..!" فسر لنا قول السيد المسيح أن الفلسين الذين وضعتهما هذه الأرملة فى الصندوق هما أكثر من كل عطايا الناس الآخرين إذ وقف الرب يسوع فى الهيكل وقال لتلاميذه : "الحق أقول لكم إن هذه الأرملة ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا فى الخزانة لأن الجميع من فضلتهم ألقوا ، أما هذه فمن أعوازها ألقت كل ما عندها كل معيشتها" ، فقد يكون قصد الرب يسوع أن العطاء قيمته تقاس بمقدار الحب الذى فيه وليس بقيمته المادية ، وأيضا قد يكون مقياس السيد المسيح فى العطاء هو نسبة ما نعطى بالمقارنة بما نملك فهذه السيدة أعطت كل ما تملك .
أيا كان المقصود فهذه السيدة بعطائها الجميل تشرح لنا كيف نعطى ؟! ، أولا : لابد أن تنمو محبة الرب فى قلوبنا فبمقدار محبة الله فى قلوبنا بمقدار ما ننمو فى العطاء ونقدم أفضل ما عندنا ، ثانيا نعطى فى الخفاء ، فهذا معناه أن عطاءنا هو له فقط وليس لننال مجدا من الناس ، ثالثا : نعطى بسخاء ولا نبخل على الله لأن "الذى يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضا" ، رابعا: نعطى بشجاعة وبسرور لأن "المعطى المسرور يحبه الرب" فالسعادة والبركة تكمن فى العطاء أكثر من الأخذ.
"يا رب لا أملك أكثر من هذا .. هذه كل حياتى أقدمها لك . أرجوك أن تقبلها وتغفر لى خطاياى".