كتب – محرر الأقباط متحدون
قال المهندس والكاتب أشرف يسى، في منتصف الثمانينيات من القرن الفائت كتب د. وسيم السيسي رسالة إلي بريد الأهرام (وقتما كان بريد الأهرام هو أقوي عامود صحفي يومي) في الصحافة المصرية، يطالب فيها بحذف كل آيات العهد القديم التي بها لفظ يهوه إله اليهود حسب تعبيره، وكنت أنا أول من رد عليه في بريد الأهرام وكان سجالاً أستمر نحو شهرين حتى تدخل البابا شنودة وأرسل رسالة لبريد الأهرام رد فيها علي وسيم السيسي، وكان ردًا في غاية القوة ومنتهي اللطف والأدب الشديد.
واحتفل بريد الأهرام برسالة قداسة البابا وأقام حفلا قدم فيها هدية فضية لقداسته عبارة عن شعار جريدة الأهرام علي طبق فضة، وتوقف السجال والجدل حول هذه القضية، بعدها بكم سنة كنت في زيارة لقداسته لشأن ما يرتبط بكوني مهندس كهرباء وجلست بجوار قداسته وتبسمت وقلت له مشيرًا على هدية بريد الأهرام وكانت موضوعة داخل دولاب: يا قداسة البابا.. أنا الذي أثرت القضية وفجرتها وقداستكم الذي حصل علي الهدية، فضحك ضحكة جميلا وأشار عليها مداعبًا: أهي قدامك أهي لو عينك فيها قوم خدها!!
وأستطرد يسى عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك قائلا، تذكرت هذه القصة عندما شاهدت ففوجئت بهجوم شرس من الأقباط على دكتور سيد القمني لأنه أنتقد إشعياء النبي و قال أن نبوءاته ضد مصر، هذا رأيه وكثيرًا منّا له أراء في العهد القديم.
مشددًا بقوله، مصر صارت فعلاً دولة دينية بامتياز، قارنوا بين ما قاله وسيم السيسي وما قاله سيد القمني، فبالرغم من أن القول الأول أفدح نجد أن رد الفعل علي القول الثاني أفضح،.. إيه ده؟؟
وتساءل يسى، أين أنتم أيها الأقباط من موقف الكنيسة التي لم تحتفل بذكري شهداء ماسبيرو؟ وأين كنتم وقت مناقشة قانون بناء الكنائس؟ ولماذا لم تتظاهروا حول البرلمان عندما تعرت امرأة مسنة في قرية الكرم ولم تفعل الدولة شيئًا؟
مختتمًا رسالته مطالبًا الأقباط بالاعتذار لسيد القمني، قائلاً: اعتذروا لسيد القمني وقبّلوا رأسه، لقد دافع عنكم الرجل في أوقات لم يكن يتحدث فيها إلا "الرجال".. عذرًا أستاذنا وعمنا سيد القمني.