كتب: هشام عواض
عبر تاريخ العراق القديم والحديث كثيرًا ما مثلت مدينة الموصل أهمية كبيرة، لموقعها الفريد في شمال العراق ولقربها الجغرافي من سوريا وإيران وأيضًا تركيا، فكانت تمثل مركزًا تجاريًا مهمًا، حيث تبعد عن العاصمة العراقية بغداد بنحو 350 كم، واقتصاديًا كانت المدينة مزدهرة ومعروفة بإنتاج القطن وبمواقعها الأثرية التي تعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد، قبل أن يقع تدمير أغلبها منذ الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، وساعدت كل تلك العوامل على مطامع عناصر داعش للسيطرة على المدينة واتخاذها عاصمة لهم، بعد اقتحامها لهم في 10 يونيو 2014، وأعلن أبو بكر البغدادي من على منبر الجامع الكبير بالمدينة تنصيب نفسه خليفة للمسلمين وزعيم الدولة المزعومة، وظلت المدينة تحت وطأة الاحتلال من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" طيلة أكثر من سنتين حتى أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي تحريره للمدينة، وتتواصل حتى كتابة تلك الأسطر المعارك الضارية في سبيل تحرير المدينة من الإرهابيون. ونستعرض أبرز 10 معلومات حول مدينة الموصل واحتلال داعش لها.
- تتميز الموصل بتنوع عرقي وديني كبير، حيث تتضمن التركيبة السكانية من أغلبية سنية، بالإضافة إلى أقليات كردية ومسيحية وتركمانية وشيعية، ومن أديان الصابئة المندائيون واليزيديون والشبك الذين يشكلون بمجموعهم نسبة قليلة لا تتجاوز 5% من مجموع سكان الموصل.
- عقب غزو العراق تمكنت طلائع البشمركة الكردية بالتعاون مع الفرقة المظلية 101 من الجيش الأمريكي من احتلال المدينة في 21 أبريل 2003 ذلك بعد استسلام القوات العراقية في المدينة. وشهدت الأيام الأولى من الاحتلال نهب العديد من المصارف والمنشآت الرسمية بها.
- سقطت المدينة بالكامل بيد تنظيم داعش وقوات محلية متحالفة معها يوم 10 يونيو 2014 خلال حملها شنها بشمال العراق، وشهدت المدينة موجة نزوح نتيجة المعارك التي حدثت حيث اقتحم الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش مطار الموصل وقواعد ومعسكرات عسكرية ومقر محافظة نينوى مما أدى إلى انهيار جنود الجيش العراقي وانسحاب القوات إلى كردستان.
- بعد السيطرة على المدينة وأغلب مدن محافظة نينوى بعدما انسحبت البشمركة من بلدات سنجار وزمار ووانة وربيعة بعد القتال وسيطر عليها تنظيم داعش، ومن ضمنها المنشئات الحيوية في المدينة من أهمها مبنى محافظة نينوى والمطار، والقنوات التليفزيونية، وأعقب ذلك إطلاق 3 آلاف سجين من السجون والمعتقلات في الموصل، وسيطر التنظيم على كامل محافظة نينوى وأطلق على المعارك التي خاضها اسم غزوة أسد الله البيلاوي وأطلق على محافظة نينوى أسم ولاية نينوى.
- الموصل عاشت فترة تطهير مذهبي، خاصة بعد اقتحامها من قبل تنظيم الدولة، مما تسبب في تهجير قرابة 500 ألف شخص خاصة من مسيحيين وجدوا أنفسهم مخيّرين إما بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الهجرة أو الإعدام، بحسب الصحيفة.
- أرتكب تنظيم داعش عدة مجازر في الموصل كان أبرزها قيامه في أكتوبر 2014 بإعدام 600 سجين شيعي، بعدما أكدت مصادر عراقية ودولية أنه أعدم أكثر من 50 شابًا من أبناء عشيرة البونمر السنّية،وكانت قد اكتشفت مقبرة جماعية فيها أكثر من 150 جثة لأبناء العشيرة.نقلت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، روايات لناجين من مجزرة في الموصل، أفادوا بأن مسلحي "داعش" أجبروا 600 سجين شيعي في سجن بادوش، خارج المدينة، على الركوع عند حافة أحد الأودية وأطلقوا عليهم النار من بنادق آلية. وأوضحت أن السجناء الشيعة فُصلوا عن زملائهم السنّة وعن بعض المسيحيين الذين أُفرِج عنهم لاحقاً، كما قتل بعض السجناء الإيزيديين والأكراد.
- الموصل تعتبر مركزًا ثقافيًا كبيرًا، لكن تنظيم الدولة أحرق مكتبتها المركزية بحجة أنها "تحتوي على كتب تدعو إلى معصية الله". وقد قام التنظيم بتدمير أضرحة؛ من أهمها مسجد يحتوي على قبر النبي يونس عليه السلام. كذلك فجر التنظيم موقعا يحتوي على حرم النبي "شيث" أول أبناء سيدنا آدم وحواء.
- قبيل الإعلان عن قرب انطلاق معركة استعادة المدينة أعلنت الأمم المتحدة أن قرابة 200 ألف شخص نزحوا من المدينة، في حين أن قرابة مليون شخص سيكونون داخل النزاع وسط مخاوف من استعمالهم كدروع بشرية.
- يوم 17 أكتوبر الجاري أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، انطلاق معركة تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش، بقيادة قوات الجيش العراقي وبمشاركة قوات البشمركة الكردية وبإسناد من قوات الحشد الشعبي وكذلك بإسناد جوي من طائرات قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة .
- وتدور معركة تحرير الموصل بين تنظيم الدولة الذي يواجه تحالفًا متعدد الجنسيات والأعراق، يتراوح عدد عناصره بين 3500 و6 آلاف مقاتل، والجيش العراقي الذي يتكون من فرق مكافحة الإرهاب والشرطة الفيدرالية والمليشيات الشيعية التي تتلقى أوامرها من طهران، فضلًا عن قوات البشمركة الكردية والجيش التركي والولايات المتحدة وحلفائها الدوليين.