كتب: هشام عواض
مرت ليلة أمس العصيبة ببطئ على حراس سجن المستقبل بالإسماعيلية، بعد قيام عدد من سجناءه بالهروب منه، بعد اشتباك دامي مع قوات الأمن مما تسبب في الأخير إلى وفاة مواطن وإصابة شرطي وضابط بين الحياة والموت، ونجاح 8 من المساجين الخطيرين من الهروب، وتعيد تلك المشاهد لنا الذاكرة لما حدث خلال السنوات القليلة الماضية من محاولات هروب كثيرة من السجون المصرية، كان خلال ثورة 25 يناير، وأبرز الهاربين الرئيس السابق محمد مرسي من سجن وادي النطرون إبان الثورة، والذي يحاكم فيها، بجانب هروب أعداد كبيرة وصلت لمئات من الجهاديين وأعضاء جماعة حزب الله وحماس وحالات هروب أخرى من مساجين جنائيين، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز حوادث هروب المساجين من السجون المصرية خلال السنوات الأخيرة.
الهروب الكبير للسجناء خلال الثورة.. و"مرسي" أشهرهم
خلال ثورة 25 يناير، تمكن عدد كبير من السجناء الهروب من عدد من السجون منها سجن أبو زعبل والمرج ووادي النطرون، بالإضابة إلى هروب متهمين من أماكن الحجز في أقسام الشرطة، قُدر عدد الهاربين بـ 1500 سجين، وفيما بعد تم القبض على 96% منهم خلال العمليات الأمنية التي كانت تشنها وزارة الداخلية على البؤر الإجرامية في مختلف محافظات مصر، كما قام عدد من السجناء الهاربين من سجن أبو زعبل بتسليم أنفسهم حفاظا على أنفسهم من الملاحقات الأمنية.
وكان من أشهر الهاربين من السجون هو الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي هرب من السجن، مع عناصر حزب الله وجماعة الإخوان من سجن وادي النطرون، وخلال عملية الهروب قتل وأصيب العديد من السجناء، ولهذا تم تقديم مرسى للمحكمة بتهمة الهروب والتخابر مع جهات أجنبية في هذه القضية.
سجن المرج هُرّب سجناءه بشكل مدبر بشكل محكم
يوم الأحد 30 يناير 2011 وأحداث الثورة في أشدها وبفعل الإنفلات الأمني هرب 504 من سجناء سجن المرج، وفق مدير العلاقات العامة لمصلحة السجون، والذى ظل لغزًا عصيًا على الفهم فيما كان تدبيرًا محكمًا لتهريب المساجين، لاسيما السياسيين منهم حسب النتائج التي توصل إليها هذا التحقيق الذي دام ستة أسابيع. إذ استغل أهالي المسجونين انشغال الأمن المصري بأحداث الثورة وهاجموا السجن لإطلاق سراح ذويهم، واستغل المسجونون السياسيون الفرصة ذاتها للاتصال بمنظماتهم لتدبير الهروب ليس فقط من السجن بل من مصر كلها، وهذا هو مربط الفرس الذي أثار لغطًا طويلًا وسط اتهامات للشرطة بفتح السجون لإثارة الذعر بين المواطنين لإحباط الثورة واتهامات لحركتي حماس وحزب الله بانتهاز الفرصة لإطلاق سراح أعضائهما المدانين بأحكام قضائية ويقضون عقوباتهم فى السجون المصرية. وكشف التحقيق أن تأخر وصول الإمدادات من قبل وزارة الداخلية والجيش، وانعدام الخبرة لدى جنود الحراسة، أديا إلى تسهيل المهمة.
وكان يضم السجن خلف أبوابه مجموعة من أهم المساجين السياسيين على رأسهم محمد يوسف منصور الملقب بـ "سامي شهاب" المتهم الأول في القضية التي عرفت إعلاميًا بخلية حزب الله الإرهابية، بالإضافة إلى 25 متهمًا منهم حسن المناخلي وبينهم 4 هاربين، وكانت محكمة أمن الدولة العليا قد أصدرت بشأنهم أحكامًا في أبريل 2010 بالسجن المؤبد والمشدد، إلا أن المثير هو تمكن شهاب من الوصول إلى بيروت فى غضون 4 أيام من هروبه، كما ضم أيمن نوفل القيادي بكتائب عز الدين القسام "الجناح العسكري لحركة حماس" الذي أدلى بحديث إعلامي من غزة عقب هروبه من سجن المرج بأربع ساعات تقريبًا، مما يشير إلى أن الجاهزية العالية لحماس وحزب الله مكنتهما –دون اتفاق مشترك – من الاستعانة بأفراد مسلحين تسليحًا جيدًا داخل مصر لإطلاق سراحهم ونقل كل منهم إلى بلده.
مأمور سجن وادي النطرون السابق: الهجوم على السجن كان منظمًا وحدث مناوشات قبل اقتحامه
روى مأمور سجن وادي النطرون السابق اللواء عدلى عبدالصبور، في 9 يونيو 2013 لجريدة الشروق شهادته حول اقتحام السجن، قائلًا ما أستطيع أن أقوله هو ما قلته في الشهادة، من إن السجن تم اقتحامه وفتحت العنابر وتم تهريب السجناء والمعتقلين بصفة عامة، علما بأن محاولات الاعتداء على السجن والبدء فى عملية اقتحامه سبقت وصول قيادات الإخوان للسجن بيوم واحد، حيث إن الاعتداء على السجن بدأ يوم 28 يناير ولم تكن مأمورية قيادات الإخوان قد وصلت إلى السجن بعد، لأنهم وصلوا يوم 29 يناير. وفي 28 يناير تعرضنا في ذلك اليوم لبعض المناوشات، وإطلاق نار كثيف من قبل مجموعة من الأشخاص المنتمين لبدو سيناء، الذين اعتلوا سيارات ربع نقل ماركة تويوتا «2 كابينة»، وكانت تلك المناوشات بمثابة جس نبض سبقت عملية الاقتحام، وكانت السمة السائدة فيها الكر والفر. وأوضح أن نفس المجموعة ساعدهم أهالي منطقة وادي النطرون الذين عملوا على تهريب بعض المساجين الجنائيين من أقاربهم. عقب تمكن مجموعات البدو وأهالي وادي النطرون من الدخول إلى السجن، توجهوا مباشرة إلى العنبر رقم 2 المخصص للمعتقلين من الجماعات التكفيرية والجهادية المنتمية لبدو سيناء، والعنبر رقم 7 الذى كان مخصصًا وقتها للسجناء الجنائيين، وكان أغلبهم من سكان وادي النطرون، الذين ساعدوا المقتحمين فى فتح باقى العنابر وتهريب السجناء والمعتقلين، وإجبارهم على الهرب. وأكد أن الهجوم على السجن كان منظمًا، وجاء وفقًا لخطة محكمة استهدفت في المقام الأول السجون التي تضم معتقلين سياسيين، والحديث حول تورط حماس أو حزب الله يختص بالكشف عنه جهاز الأمن الوطني وليس من اختصاصي.
هروب 4 سجناء من أبو زعبل في سبتمبر 2014
أكد قطاع مصلحة الأمن العام تمكن أربعة متهمين مودعين بسجن "أبو زعبل 2" على ذمة قضايا جنائية من الهروب من محبسهم، وذلك في الاخطار الموجه للواء سامح الكييلاني مدير أمن الشرقية، وقامت الأجهزة الأمنية بتفعيل خطط غلق حدود المديرية وتنشيط القوات والدفع بتشكيلات إضافية من قوات الأمن وإعداد العديد من الأكمنة الحدودية، حيث تمكن الخفراء المعينون بناحية الزوامل دائرة مركز شرطة بلبيس من ضبط كل من"إسلام السيد جودة متولى" سن 27، عاطل ومقيم فايد بالإسماعيلية، هارب من سجن "أبو زعبل"، والمحبوس على ذمة القضية رقم 4333 لسنة2012 جنايات الإسماعيلية، سرقة بالإكراه 5 سنوات. كما تم ضبط "إسلام محمد حسن محمد" سن 28، عاطل ومقيم الكيلو 2 عزبة إبراهيم صالح الإسماعيلية، هارب من سجن "أبو زعبل"، والمحبوس على ذمة القضية رقم 1937/2010 جنايات الإسماعيلية، سرقة بالإكراه /5 سنوات.
الهروب الأول من سجن المستقبل في 2014 لسجينين
شهد سجن المستقبل، في يوليو2014، حادث حيث تمكن عنصرين إجراميين شديدي الخطورة، من الهروب من داخل السجن، بمساعدة أحد أفراد الحراسة الذي قام بتهريبهم عبر سيارته. وبحسب ما كشفته كاميرات المراقبة، قاما المتهمين الهاربين من خلع ملابس السجن قبل ركوب السيارة، وارتديا ملابس مدنية أحضرها لهما أمين الشرطة فى السيارة، فيما اعترف أمناء شرطة ومجندين بأن السجن يدار بالأموال، وأن أى سجين يمكنه أن يفعل أى شىء من شرب مخدرات- بحسب التحقيقات. وتبين أن الهاربين هم خالد رياض منصور والمحبوس على ذمة الجناية رقم 3584 لسنة2011 جنايات ثان الإسماعيلية، وسليمان زايد حسن والمحبوس على ذمة الجناية رقم 822 لسنة2012 جنايات أبو صوير، محكوم على الأول بالإعدام والثاني بالسحن المؤبد، تمكنا من الهرب بمساعدة أمين شرطة ثبت تلقيه رشوة مالية، وأسندت النيابة إلى مأمور السجن ونائبه ومعاون مباحث السجن، تهم الإهمال الجسيم في أداء واجباتهم الوظيفية بما أضر بمصالح جهة عملهم. أسندت النيابة أيضًا إلى أحد أمناء الشرطة المتهمين، تهم تقاضي رشوة مالية نظير إعانة أحد السجناء المحكوم عليهم على الفرار من محبسه، والتربح، والإضرار العمد بمصالح جهة عمله.. في حين أسندت النيابة إلى أفراد الشرطة المتهمين تهم الإهمال في تأمين بوابات السجن، بسماحهم بدخول أمين الشرطة المتهم بسيارته إلى داخل السجن وعدم تفتيش السيارة أثناء خروجه.
وبعد إجراء التحقيقات اللأزمة أحالت النيابة العامة المتهمين لمحكمة الجنح، التي قضت بالحبس 3 سنوات وكفالة 5 آلاف جنيه على 12 ضابطا وأمين شرطة من قوة تأمين سجل المستقبل بالإسماعيلية من بينهم مساعد مدير أمن الإسماعيلية السابق للترحيلات، ومأمور السجن السابق ونائبه و2 من ضباط المباحث بالسجن و7 أمناء شرطة المكلفين بتأمين العنابر والبوابات الداخلية والخارجية للسجن.
هروب سجين من مستشفى المنيل الجامعي
شهد مستشفى المنيل الجامعي في سبتمبر من العام الجاري، هروب سجين، بعد مغافلة طاقم الأمن المكلف بحراسته. وأوضح مصدر أمني، أنه أثناء إيفاد مأمورية لتوقيع الكشف الطبي على المتهم أحمد الصعيدي - الذي سبق ضبطه على خلفيه اتهامه بالانتماء إلى جماعة الإخوان - داخل المستشفى، غافل حارسه، ولاذ بالفرار، مشيرًا إلى أنه تم نشر مواصفات المتهم الهارب على الأكمنة المختلفة؛ لتضييق الخناق عليه وضبطه.
هروب 3 مساجين من مستشفى طره
هرب ثلاثة مساجين دفعة واحدة، أثناء تواجدهم في مستشفى سجن طرة، ولم يتم ملاحظة الأمر إلا بعد مرور 24 ساعة، وتم وقف طاقم الحراسة عن العمل وتحويلهم للتحقيق الفوري معهم للوقوف على ملابسات الواقعة.
هروب 6 مساجين من سجن المستقبل
تعرض سجن المستقبل بالإسماعيلية أمس الخميس هروب جماعي من السجن عقب إطلاق أعيرة نارية كثيفة من داخل السجن ومن خارجه ما أدى إلى إصابة الشرطي محمد أبو الفتوح بطلق ناري ووفاة مواطن آخر من قرية الواصفية القريبة من السجن وإصابة الرائد محمد الحسيني رئيس مباحث أبوصوير بطلق نارى بالرأس أثناء مطاردة المساجين الهاربين، وتم نقله إلى مستشفى جامعة قناة السويس التخصصي فى حالة سيئة للغاية، واستشهد بعدها متأثرًا بإصابته وتوقف القلب والمخ، ومن المقرر تشييع جنازة الضابط الشهيد بمسقط رأسه فى محافظة بورسعيد.
وتباشر نيابة الإسماعيلية الكلية تحقيقاتها مع قيادات ومسئولي سجن المستقبل بالإسماعيلية، بعد هروب 6 السجناء، تم القبض على أحدهم بمنطقة أبو صوير ويدعى "عوض الله موسى"، وجارى البحث عن خمسة آخرين وهم أحمد شحاتة محمد مصطفى، وعودة درويش على سلام، وصلاح سعيد سعد لافى، وياسر عيد زيد حسن، وأحمد يونس محمد يونس.
وأكدت المصادر، أن التكفيري أحمد شحاتة محمد مصطفى هو من أعلنت وزارة الداخلية عن القبض عليه بعد تورطه فى محاولة تهريب 20 بندقية تليسكوب و240 بندقية خرطوش وقذائف "أر بى جى" حاول إرهابيون وتكفيريون تهريبها إلى سيناء لاستخدامها فى الأعمال الإرهابية والتخريبية.