الأقباط متحدون - عزيزى الأهلاوى: لتشجع الزمالك أو لتصمت!
أخر تحديث ٠٦:٥٠ | السبت ٢٢ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٢ | العدد ٤٠٩٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

عزيزى الأهلاوى: لتشجع الزمالك أو لتصمت!

حمدي رزق
حمدي رزق

ليس مطلوباً من الأهلاوية، وأنا منهم، مخاصمة مشاعرهم الطبيعية تجاه الزمالك، ولكن تشجيع فريق «صن داونز» الجنوب أفريقى فى القاهرة، وتمنِّى خسارة الزمالك وإحباط آمال جماهيره، كثير جداً على المنافسة بين القطبين، وحسناً فعل مجلس إدارة الأهلى بالوقوف فى ظهر الزمالك فى موقعة برج العرب، ضرب مثلاً.

الزمالك فى أشد الحاجة إلى العون المعنوى من القبيلة الحمراء، لا أطلب من جماهير الأهلى الزحف على استاد برج العرب، الزملكاوية سيملأونه عن كامله وبفيض بشرى، يتمناها ليلة بيضاء، ولكن الرحمة حلوة، والزمالك فى الأخير فريق مصرى، عزيزى الأهلاوى: لتشجع الزمالك أو لتصمت رفقاً بإخوتك الزملكاوية.

للأسف نفر من المتهوسين كرويا، وعلى عينك يا تاجر، يفاخرون بتمنِّى هزيمة الزمالك، هذه خطيئة كروية، وهذه النوعية من المتطرفين كروياً ليتها تعرف المعنى، أخشى على مصر الكبيرة من هؤلاء، ضاع منهم العقل تماماً، لا يميزون بين ما هو وطنى وما هو عبثى.

المهووس الكروى الذى يشجع فريقاً منافساً فى قلب القاهرة حالة تسترعى الانتباه وطنيا، القضية ليست كروية، القضية وطنية، معلوم الهوس الكروى من الهوس العقلى، للأسف فيه حاجة غلط، الجو فيه فيروس خطير، الهواء ملوث.

الثوابت الوطنية كانت صرحاً فهوى، الموجبات صارت أعباء، التقاليد باتت من الماضى، الوطنية صارت سخرية، المصلحة الوطنية بدلا منها «النحتاية»، بعضهم بينتحت فى جدار الوطن ويحفر تحت أساساته، ينحلون وبر الوطن، بات الوطن عارياً، نفر من المتهوسين جُبِلَ على استملاح النكاية والمكايدة للوطن حتى كروياً.

للأسف الخيانة الوطنية لا تؤرق بعض الشباب من الجنسين، ولا يرونها عيباً أو جريمة، ولربما لا يرونها أصلاً خيانة، الألفاظ فقدت معناها، والدلالات صارت ضلالات، والقاموس الوطنى تغير، بعضهم لا يرون فى مصر وطناً يعيش فيهم، ويتمنى من كل قلبه خرابها.

المشكلة التى تؤرق أصحاب الضمائر الوطنية، حتى هؤلاء صاروا «دَقة قديمة»، يُقلقهم أن هؤلاء كانوا يتخفون من خطيئتهم سابقاً، ولكن هؤلاء العبثيين الجدد أعينهم بجحة، ويتبجحون، وأعينهم تندب فيها رصاصة، يمارسون عبثياتهم على قارعة الفيس بوك، ولا يخجلون.

القضية ليست الخيانة الكروية، إن كانت على هذه المباراة تُحتمل، والزمالك إن شاء الله سيفوز ويحصد الكأس، ولو خسر فهذه هى كرة القدم، القضية فى انعدام التربية الوطنية، اختفاء الحس الوطنى، انتفاء الانتماء، تربينا على مصر أغلى اسم فى الوجود، وبلادى وإن جارت علىَّ عزيزة، ونعتقد فى صحة العبارة.

يصدمك أشباه الرجال بالقول: «عزيزة دى تبقى طنط»، مثل هؤلاء مُنْبَتِّى الجذور، لا يعرفون الأصول، ولا يفقهون، ولم يقرأوا حرفاً فى كتاب التربية الوطنية، انظر لكَمّ القلش على الزمالك، يُلفتك كمّ السخرية القذرة على فريق من مصر، يُمعنون فى إهانة كل ما هو أبيض، حتى القلوب البيضاء اسوَدَّت.

التسفيه من كل ما هو مصرى، والحط على كل ما هو مصرى، ويسخرون من التاريخ والجغرافيا، ويُهينون الكرماء، ويُقزمون القامات، ويتطاولون على الشخصية المصرية الرائعة، سيل من السفاهات، مجرور صرف صحى وانفتح، حتى فى الكرة، توصيفات البوابين والخدامين، للأسف تشيع على وسائل التواصل الاجتماعى بضراوة الضباع.

أعشق الأهلى، وأرفض الشعار (# الاهلى _ فوق _ الجميع)، مصر فقط فوق الجميع، والمنافسة مع الزمالك مشروعة، والكيد الكروى عادى ويجوز بين المشجعين على المقاهى، ولكن الخيانة الكروية عار وخطية كالخيانة الوطنية، فرحان قوى ومزأطط وتتمنى هزيمة الزمالك، إخص عليك إخص!!
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع