الأقباط متحدون - الاقباط في الدراما المصرية
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | الأحد ٢٣ اكتوبر ٢٠١٦ | بابة ١٧٣٣ش ١٣ | العدد ٤٠٩١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الاقباط في الدراما المصرية

مدحت بشاي
مدحت بشاي

كتب : مدحت بشاي

Medhatbe9@gmail.com
 
سألت المذيعة  الكاتب السينمائي الكبير " وحضرتك أحد أهم الكتاب الأقباط .. " قاطعها الكاتب بحدة واستياء إيه حكاية كاتب قبطي دي ؟ .. ولو كان الضيف كاتب مسلم بذمتك كنت هتقوليله الكاتب المسلم ؟! ، وبعدين... ".. تقاطعه المذيعة بدهشة ، وتقول، متهكمة مبتسمة بلطف  " وطبعاً حضرتك هتكمل وتقول ينبغي أن تكون حوارتنا بعد ثورة يناير العظيمة دون الاقتراب من حكاية الهوية الدينية والتمييز الطائفي ده ، وكمان بعد ما قمنا بثورة تانية في  30 يونيو أسقطنا فيها نظام كان ناوي يقيم دولة دينية ..كيف يمكن الاستمرار في إعمال التمييز على أساس الدين.. يا افندم حضرتك لو صبرت عليه كنت هتعرف سبب تعريفي لكم بالكاتب القبطي ، الحكاية ببساطة إننا الليلة دي هناقش ونسأل : هل قدمت السينما وكل أشكال الدراما بكل نوعياتها الشخصية القبطية بالشكل الذي يراها كاتب مسيحي أكثر قرباً من المجتمع المسيحي و الأعرف بتفاصيل حياته اليومية وعباداته بالشكل المرضي المعقول ؟ " ..
 
وعليه ، يهدأ الضيف ، ويبتسم قائلاً " معلهش أصلي مع كل حوار وقبل ما ببتدى عادة ما أنبه  محاوري ألا يبدأ بحكاية الكاتب القبطي دي ،ولإني نسيت أنبهك افتكرت غلطتي لما قلتي حكاية القبطي دي قلت أنبهك على الهوا مش مشكلة.."..
 
في  اعتقادي أنه لا سلبيل لإعمال آليات الحرية الفكرية وضامن لبقاء وجودها و الزود عنها  مثل الذهاب إلى دعم الثقافة العامة الواسعة والمتنوعة والمتشعبة لدى المواطن في عموم البلاد ، لأن الوقوف على الآراء المختلفة والمتناقضة يشيع حالة من الثراء الوجداني والاستنارة المفرحة مما يشبع القلب بروح التسامح وكراهة التعصب المقيت ...
 
ولا شك أن هناك شر يفد إلى مجتمعاتنا على أجنحة البوم من خارج أراضينا الطيبة ، ومثل تلك النوعيات من الشرور الوافدة نراها جميعاً في الأفق واضحة ، ولكن الأخطر والأشرس هي تلك التي باتت تعشش وتتكاثر بداخلنا متراكمة عبر أزمان التخلف والتراجع الحضاري ، فتشكل تلالاً من بقايا ومخلفات عفنة فاسدة باتت تألفها العيون ـ للأسف ــ فلا نراها إلا مكوناً لمناخ بشع يمنع التفكير مكفراً ، يقبح الجمال منفراً ، يصادر الإبداع مقيداً ، مطفئاً مشاعر النور معتماً ، مستدعياً الكآبة وللبهجة مفسداً .. ولأنه نفذ إلى عروق وشرايين البسطاء منا ، ولأنه باسم العقائد والأديان همس بنعومة مغرضة في وجدانهم النقي البسيط ، استطاعت رسائل الشر الخفية أن تصلنا ليل نهار لنشتبك معها وكأنها طواحين الهواء تعاند مسيرتنا ، ولا ندرك مدى وحجم خطورتها ، لنبقى في النهاية رهائن وطن يعكر مناخه فكر عبثي ظلامي ممسك بمسئولينا ومؤثر على أصحاب القرار والإرادة السياسية بقيود خفية تجعلهم دوماً في حالة شد وجذب مع نجوم الشر دونما الوصول إلى قرار اجتثاث منبت نموهم أو القدرة الفاعلة على تجفيف منابع دعمهم الفكري والمادي الأخطبوطي للأسف !!
وأكاد أردد مع " فراس السواح " مقولته " في زمن القتلة والجنون الجماعي لأمة بأكملها تنسحب الحكمة إلى مخبئها ويغدو صوت الحق مثل نهيق حمار تائه في الصحراء لا يسمعه أحد ، لذا فإن العاقل ينكفئ على نفسه ويختار الصمت ".
 
ويبدو أن أقباط مصر قد اختارت لهم كنيسة البابا شنودة الثالث بالفعل خيار الصمت على مدى 40 سنة هي عمر حبريته في ظل شعار " أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم " ، واستمر الأمر مع البطريرك الحالي حتى ظهور الأنبا مكاريوس ووقفته الشهيرة ومقولته " الصمت موافقة وتشريع " ، وأنه لا حلول ولا مصالحات إلا بعد إعمال آليات العدل وتطبيق القانون لأننا ببساطة نعيش في دولة لا ينبغي أن تحكمها وتتحكم في إدارة شئونها مجموعة النظم القبلية المتخلفة .
ولكن ، يبقى في الأفق مرارات أزمنة عاني فيها المواطن المصري المسيحي من حالة تغييب على مسارح ومواقع الوجود الثقافي والإعلامي والتعليمي .. في الغنوة والفيلم وفي كتاب المدرسة وفي استاد الكورة ودراما الإذاعة والتليفزيون والسينما ... وعلى الجانب الأخر فشل الإعلام الديني المسيحي رغم تعدد منابره الآن في سد ثغرات تبعات التغييب العمدي عن دنيا المصريين للأسف ..
 
ولا شك أن عملية التغييب تلك باتت معها ملامح الشخصية القبطية غامضة لدي الناس في الشارع المصري ، حول أمور عباداته وتعاملاته وسلوكياته ، وما يدور داخل أديرته وكنائسه إلى حد صدور تصريح لأمين عام جامعة الدول العربية يذكر فيه أن لكل طائفة مسيحية كتاب مقدس ، ويضطر للاعتذار بعد إعلان غضب الكنيسة  ، وإلى حد ارتكاب أخطاء عجيبة يرتكبها كتاب الدراما حتى في مسلسلات قياصرة دراما نجوم أجور الملايين في بلد تعاني من أزمات اقتصادية خطيرة ... 
 
عبر دراما مسلسل " عادل إمام الأخير " تقول " لبلبة " لزوج ابنتها عندما سألها عن الخمر المتواجد فى منزلهم ، قائلة له دول مسيحيين يا ابنى فى بيتنا نعملهم ايه ؟! وكانها تؤكد ان شرب الخمر من ضرورات حياة المسيحي ، ولو أكمل الكاتب تعليمه في قواعد الكتابة الدرامية واكتسب من المعارف والثقافات العامة أن الكتاب المقدس جاء في آياته " لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة ، بل امتلئوا بالروح القدس " وآية أخرى " لاسكيرون يرثون ملكوت الله " وثالثة " لاتكن بين شريبي الخمر " ، لما وقع في مثل تلك السخافات..
 
كتب " رامي جلال " معلقاً على دراما الاستسهال الرذيل لمسلسل " عادل إمام " على صفحته الفسبوكية ..." الدراما المصرية بتقدم شخصية المواطن المصري المسيحي بشكل مش موجود في الوجود، مسيحي بيقول باسم الرب، وبيرشم الصليب برفع إيده إلى أعلى نقطة يوصلها كأنه بيسرق جوفاية من على شجرة.. وآخر العباطات كانت في هري عادل إمام، إللي هو اسمه مسلسل، وإللي اتقال فيه إن المسيحيين لا يختنون الذكور! موضوع مضحك جداً، يعني كان أثناء ما بيألف مع المؤلف كان يسأل أي حد حواليه.. كفاية عبط مسلسلات.. الرب يبارككم.."..
إنه تغييب يا سادة لحال ملايين من المصريين المسيحيين يفرضه الظلاميون فيقع الجهلة وتجار الفنون والإعلام والثقافة في أخطاء الجهالة والتخلف والتراجع الحضاري ، ولك الله يا مصرنا !! 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter