قال مدير المكتب القُطرى للمنظمة الدولية للهجرة عمرو طه، إن هناك 1575 من الأطفال المصريين المهاجرين غير المصحوبين بذويهم إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالى، حيث أصبحت مصر فى المرتبة الأولى بين البلدان المرسلة للأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم إلى روما، مؤكداً فى حوار لـ«الوطن»، أن «البحث عن فرص معيشية أفضل عادة ما يكون هو الدافع الأساسى للهجرة وهى نفس الأسباب التى دعت الأوروبيين للهجرة منذ سنوات قليلة ماضية».. وإلى نص الحوار:
عمرو طه: مصر تحتل المرتبة الأولى بين البلدان المرسلة للأطفال غير المصحوبين بذويهم إلى روما
■ فى رأيك، لماذا تتزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية فى الآونة الأخيرة؟
- البحث عن فرص معيشية أفضل عادة ما تكون هى الدافع الأساسى للهجرة، وهى نفس الأسباب التى دعت الأوروبيين للهجرة منذ سنوات قليلة ماضية. وهناك العديد من الأسباب التى تدفع المصريين للهجرة، منها أسباب اقتصادية واجتماعية وديموغرافية وشخصية. وقد أشار المسح الذى أعده الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء السابق ذكره، إلى أن هناك 87% من المهاجرين الذين هاجروا منذ بداية الألفية الثانية، قد هاجروا لأسباب اقتصادية، إذ إن 34% منهم هاجر بصفة أساسية لتحسين مستوى المعيشة، بينما رأى 25% منهم أن الدخل فى مصر غير كافٍ، فيما لم تتوفر فرصة عمل لـ12% منهم. أيضاً التحول الديموغرافى يلعب دوراً أساسياً فى الهجرة، وهذا ليس رأيى أنا فقط ولكنه منشور فى العديد من الأبحاث الأكاديمية فى هذا المجال، لذلك أنا ما زلت مستمراً فى نصح الجهات الحكومية المعنية فى الدول على جانبى البحر المتوسط بضرورة تطوير نظام للهجرة ذى مصلحة مشتركة قبل فوات الأوان.
■ كيف ترى تغير أعداد الأطفال المصريين المهاجرين بشكل غير نظامى؟
- يظهر الرسم البيانى زيادة كبيرة فى أعداد المهاجرين المصريين من الأطفال غير المصحوبين بذويهم بداية من 2011، ومنذ بداية عام 2016 فقط وصل نحو 1575 من الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم، لتحتل مصر بذلك المرتبة الأولى بين البلدان المرسلة للأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم إلى إيطاليا. ويمكن إعادة ظاهرة هجرة الأطفال وحدهم إلى إيطاليا إلى «اتفاقية إعادة القبول» التى وقعتها الحكومتان المصرية والإيطالية فى 2007، والتى قامت بتسريع إجراءات إعادة المهاجرين المصريين فوق 18 عاماً من إيطاليا لمصر.
■ وكيف تتغير أرقام المهاجرين المصريين بين عام وآخر، وما هى الظروف التى تؤدى لذلك؟
- تمثل دول الاتحاد الأوروبى المقصد الرئيسى بالنسبة للمهاجرين غير النظاميين، ويكون معظمهم من محافظات الغربية والمنيا وأسيوط. ويوضح هذا الجدول البيانى أعداد المهاجرين المصريين غير النظاميين إلى إيطاليا واليونان. وكما ذكرت سابقاً، فإن البحث عن فرص معيشية أفضل هو الدافع الأساسى للهجرة. وفى عام 2011، وصل إلى إيطاليا 2189 مهاجراً ووصل إلى اليونان 995، وفى عام 2012 وصل إلى إيطاليا 1500 مهاجر و587، وفى عام 2013 زادت الأعداد مجدداً ووصل 3 آلاف مهاجر إلى إيطاليا، وفى عام 2014 وصل 4500 مهاجر إلى إيطاليا و619 إلى اليونان ثم انخفضت فى عام 2015 ووصل إلى إيطاليا 2700 مهاجر وفى يونيو 2016 وصل 2859 مهاجراً.
نعمل مع الحكومة على معالجة أسباب الهجرة غير الشرعية من جذورها وتوفير بدائل لها
■ كيف يمكن حماية الأطفال المصريين المهاجرين، وما السبل لتوعية ذويهم؟
- من أجل حماية الأطفال المصريين من أخطار الهجرة غير النظامية يجب العمل على أربعة محاور، أولاً: رفع وعى الأطفال والأهالى عن مدى خطورة الهجرة غير النظامية. وثانياً: تقديم بدائل إيجابية من أجل التخفيف من حدة الفقر بين قطاعات أو أعمار أو مهن تتسم بزيادة نسبة الهجرة غير النظامية بها. وثالثاً: العمل مع الدول المرسلة للمهاجرين والمستقبلة للربط بين احتياجات سوق العمل الخارجية والباحثين عن عمل فى الداخل من أجل تقليل الطلب على الهجرة غير النظامية. ورابعاً: العمل أيضاً على تطوير تدابير وقائية تعمل على القضاء بشكل صحيح على شبكات الاتجار بالبشر وشبكات الهجرة فى وقت واحد لقطع الطريق أمام هذا العمل غير القانونى.
■ وماذا عن التعاون مع الحكومة المصرية بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية؟
- تعمل المنظمة الدولية للهجرة مع الحكومة المصرية وشركائها المحليين لمعالجة أسباب الهجرة غير النظامية من جذورها وتوفير بدائل لها، وهذا يتضمن تعزيز فرص العمل وتطوير مهارات الشباب المصرى المعرضين لخطر الهجرة غير المنتظمة. ومن أجل ذلك، أنشئت المنظمة الدولية للهجرة خمسة مكاتب لتقديم خدمات المعلومات والمشورة والإحالة التى تعمل الآن كمكاتب الشباك الواحد بتقديم خدمات مجمعة للباحثين عن عمل وأصحاب الأعمال لتعزيز فرص العمل للشباب، وذلك من خلال تطوير مهارات الشباب وخدمات التوظيف ودعم مشروعات ريادة الأعمال.
وتلقى أكثر من 3500 مستفيد منذ عام 2015 خدمات تدريب وتأهيل لسوق العمل بدعم من المنظمة الدولية للهجرة، وتوظيف أكثر من 400 شخص فى فرص عمل لائقة وعادلة، وأكثر من 30 رائد أعمال تلقوا منحاً لا ترد لدعمهم فى مشروعاتهم الريادية. وبالإضافة إلى ذلك، طورت المنظمة الدولية للهجرة مدرسة الفيوم الفندقية كنموذج ناجح لرفع مستوى التدريب والتعليم المهنى بما يتماشى مع المعايير الدولية والهدف النهائى المتمثل فى تطوير مهارات الشباب المصرى. والآن تعمل المنظمة الدولية للهجرة على تنفيذ هذا النموذج بشكل أوسع عن طريق المساعدة فى إنشاء مراكز للتدريب المهنى فى المحافظات الأخرى التى تتسم بارتفاع معدلات الهجرة غير المنتظمة وخاصة من الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين يغامرون بحياتهم فى الرحلة المحفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا. وفى نفس الوقت، تتعاون المنظمة الدولية للهجرة مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لتعزيز الهجرة المنتظمة عن طريق عمل دراسة عن احتياجات أسواق العمل المحلية والدولية فى القطاعات ذات الاهتمام المشترك، وذلك من أجل تصميم برامج لتطوير مهارات العمالة المصرية فى هذه القطاعات من أجل تعزيز فرص توظيفهم ومدهم بفرص التوظيف المتاحة فى أسواق العمل المحلية والدولية.
■ وهل تجد المنظمة تعاوناً إيجابياً مع اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية برئاسة السفيرة نائلة جبر؟
- تعمل المنظمة الدولية للهجرة بشكل مكثف مع اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية برئاسة السفيرة نائلة جبر، وتتسم العلاقة بين المنظمة واللجنة بالتعاون الوثيق والثقة والشفافية من جانب الطرفين. ونتعاون فى العديد من الأنشطة والمشروعات من بينها دعم اللجنة فى وضع الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الهجرة غير الشرعية فضلاً عن خطة تنفيذها، وإطلاق حملة لرفع الوعى عن مخاطر الهجرة غير الشرعية.