دولتنا بتشتغل كويس قوى لكنها بتفسد كل اللى بتعمله، وعلى رأى المثل «الطبخة باظت على شوية ملح» هذا ما حدث فعلاً فى بورسعيد قبل يومين.
توقعت أن الحكومة ستنظم احتفالاً شعبياً كبيراً احتفاء بتوزيع 6000 وحدة سكنية -دفعة أولى- فى بورسعيد هذا الشهر على محدودى الدخل وغير القادرين لكن خاب ظنى وتحولت حالة الفرح إلى غضب لا مبرر له.
القصة وما فيها باختصار أننا فى لحظة صعبة للغاية، والدولة متهمة بأنها ضد الغلابة، رغم أنها فى الحقيقة عاملة مشروع لصالح الغلابة، إنما تقول لمين؟ لازم «تبوظ» الدنيا.
فى بورسعيد مشروع ضخم للإسكان الاجتماعى يضم حوالى 22 ألف وحدة سكنية، أبراج ضخمة من 12 طابقاً، مصاعد داخل كل برج، شقق تسليم لوكس مساحة 90 متراً، مشروع مبهر غير مسبوق فى المحافظة الباسلة ينتظره الناس منذ 3 سنوات.
لكن.. قررت الحكومة إغضاب الناس بدلاً من الفرح معهم، وقامت بتغيير شروط التعاقد ورفعت المقدمات بأرقام فلكية، وفرضت ذلك فى الوقت الضائع، وكأن لسان حالها بيقول «مش حنفرحكم»، لا يمكن أن تجد منطقاً محدداً خلف ما جرى، من يملك الحق فى تغيير شروط التعاقد من تلقاء نفسه؟ وهل يحق لك أن تغير أصلاً شروط التعاقد؟ ولماذا تفعل ذلك فى مشروعات محدودى الدخل؟
شعب بورسعيد كان فرحان بالمشروع وما زال، والغربان فى كل مكان يروجون الشائعات ويحرضون ضدك ويتهمونك بمعاداة الفقراء بينما أنت تنجز لصالحهم واحداً من أكبر المشروعات بالمحافظة.
فى هذا مناخ أى حكومة تخرج على الناس وتسلم المستحقين وحداتهم فى احتفال كبير، يعنى بالبلدى تقوم بتسويق شغلها إعلامياً، وتثبت بالأمر الواقع أنها تعمل لصالح الغلابة مش ضدهم، مين اللى تسبب فى ما جرى؟ ولماذا؟ هل الأمر مجرد البيروقراطية الفاشلة؟ أم إدارة لا تفهم الفارق بين الأنشطة التجارية ومشروعات الفقراء الخدمية؟ ولا بالبلدى شغل موظفين مش فاهمين سياسة؟
فى بورسعيد جمع الناس فلوس الشقة بصعوبة بالغة، وانتظروا الفرج سنوات، ويتحملون ظروفاً انتقالية صعبة للغاية، فمن الذى حرضهم على التظاهر والهتاف للمطالبة بحقوقهم؟ انتِ يا حكومة.
اعتقادى أن الفرصة ما زالت سانحة يا حكومة، ويمكن مصالحة البورسعيدية وكل المصريين، والرجوع للحق فضيلة وليس عيباً الاعتراف بالخطأ.
انزلى يا حكومة للناس، رتبوا لتسليم الوحدات للمستحقين الغلابة فى احتفال شعبى كبير، أكدوا بالبيان العملى كذب الغربان والمحرضين الذين روجوا أن بورسعيد بدأت ثورة الغلابة وبذلوا كل جهد لتحويل الاحتجاجات إلى مصادمات لكن البورسعيدية أضاعوا عليهم الفرصة.
انزلوا للغلابة ولا تحدثوهم من المكاتب.
نقلا عن الوطن