اسامة غزالي حرب | الاثنين ٢٤ اكتوبر ٢٠١٦ -
٠١:
١١ ص +02:00 EET
اسامة غزالي حرب
لا أميل على الإطلاق إلى التقليل من خطورة ومغزى اغتيال الشهيد العميد عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة المدرعة بالجيش المصرى، صباح أمس الأول (10/22)، أمام منزله بمدينة العبور قرب القاهرة. إنها فى تقديرى ليست عملية «إرهابية» ككل العمليات، ولكنها تصعيد خطير فى المواجهة بين الدولة المصرية وبين الإخوان المسلمين والجماعات المنبثقة عنهم. ذلك أمر يبدو واضحا من تحليل العناصر الثلاثة لتلك العملية، أى: مرتكبيها، والضحية، ونوعيتها. الطرف الذى ارتكب العملية، أى ما يسمى بجماعة «لواء الثورة»، شمل سجلها- كما ظهر من تتبع بياناتها- توعدها بالرد على مقتل محمد كمال، القيادى السابق بالإخوان، والذى أعلنت وزارة الداخلية عن مصرعه فى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة فى أثناء محاولة ضبطه.
وفضلا عن ذلك فإن الحركة نفسها تبنت منذ شهرين تقريبا الهجوم على كمين فى المنوفية قتل فيه شرطيان. ولا شك عندى فى علاقة تلك الجماعة بالإخوان، الأب الروحى لكل جماعات العنف السياسى المتسربل بالدين فى مصر.
أما الهدف الذى اتجهت إليه العملية، أى أحد القادة البارزين للقوات المسلحة المصرية فى سيناء، فإنه ينطوى على تحول خطير للمواجهة، من مواجهة أمنية تختص بها الشرطة أساسا، إلى مواجهة عسكرية مع القوات المسلحة، بل تسعى لنقل ميدانها من شمال سيناء إلى الداخل المصرى، قرب القاهرة، الأمر الذى يستوجب إعداد العدة لمواجهة «حالة حرب»، بما تستلزمه من تدابير تتجاوز مجرد تدابير المواجهة الأمنية. وذلك ينطبق أيضا على مغزى التغير الثالث، أى التغير فى نمط العنف الذى انطوت عليه تلك العملية، والذى شهدنا بعض نماذجه فى الفترة القصيرة الماضية. فهو تغير إلى نمط للعنف آخر أكثر خطورة، من «الإرهاب» إلى ما يشبه حرب العصابات.. كيف؟ لأن الإرهاب- وفق تعريفه الدقيق- هو عنف عشوائى، لا تمييزى، لا يتجه لهدف فى ذاته، ولكنه يستهدف أساسا إحداث حالة من الرعب والخوف فى المجتمع، تجعل كل شخص يتخوف من أن يكون هو الضحية التالية، فتوضع قنبلة فى مقهى، أو تفخخ سيارة فى أحد الشوارع فيصاب أو يقتل من يشاء حظه العاثر الاقتراب منها. ولكن ما حدث أمس الأول أمر مختلف تماما، إنه استهداف مدروس، مع سبق الإصرار والترصد، للعميد الشهيد بذاته بسبب دوره فى مكافحة الإرهاب والإرهابيين فى شمال سيناء، هم يعرفون جيدا من يستهدفون ولماذا.
ذلك نمط من العنف وإراقة الدماء ينقل المواجهة من الإرهاب إلى مستوى آخر، أقرب لحرب شبه نظامية، أو هى حرب عصابات تستوجب استعدادا ملائما لها، أعتقد أن أهم مقوماته هو وعى المواطنين ويقظتهم وشجاعتهم من أجل حماية أنفسهم وحماية وطنهم!
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع