د. مينا ملاك عازر
المتابع لحوار الباشمهندس شريف إسماعيل مع الإعلامية القديرة لميس الحديدي يتأكد أن رئيس وزراء مصر يقع بين مطرقة الواقع وسندان الخيال، فقرر يركب حصان خياله ويطمئننا ليهرب من ضربات مطرقة الواقع.
أعلم أن الرئيس السيسي قال أننا مقبلون على اتخاذ خطوات نحو رفع الدعم تدريجياً على مدار خمس سنوات، وكان ذلك منذ عامين، هذا ما ذكرنا به السيد رئيس الوزراء وكنا نفهم وقتها أن الدعم المزمع رفعه هو دعم الطاقة والتموين وغيره، أما وأن المتوقع أيضاً رفع الدعم عن الجنيه ليصبح في مهب الريح بيد التجار الذين قلتم أنهم متآمرون، وأن سعر الدولار الذي يضعونه في السوق السوداء ليس السعر الحقيقي، الآن تعترفون به في اعتراف واقعي بأن لا يمكن أن يكون هناك سعرين للجنيه بحسب تصريحات رئيس الوزراء هذا جديد بصراحة.
واقعية السيد إسماعيل جعلته يعترف أن الأسعار ترتفع وأنها سترتفع، وأن دعم الوقود سيقل الأيام القادمة، وأن الجنيه سيتحرك لكن لم يقل لنا أين سيتحرك؟ وإلى أين سيذهب؟ وهل سيذهب معه؟ لم يستطع خيال السيد إسماعيل أن يتخيل لنا ما سيكون حال المواطن المصري الذي سيتجرع في أيام معدودة خفض الجنيه وتقليل الدعم على الوقود وارتفاع الأسعار، الإجراء الطبيعي بهذين الإجراءين لأنه مش قلقان، وله كل الحق، فكيف يقلق وهو لا يرى إلا المستقبل المشرق!
سيادة رئيس الوزراء، تسمح لي أصارحك أننا لم نعد قلقين كما كنا على مستقبلنا ونتساءل هي مصر رايحة فين؟ إحنا بقينا نسأل إحنا دلوقتي فين؟ إحنا قلقين على حاضرنا، فكيف تتخيل في ظل حاضر مؤسف ومزعج، مستقبل جيد، كما تقول أن لك عامين نتجرع إجراءاتك الاقتصادية وإجراءات سابقيك، لماذا لم نشعر بتحسن؟ بلاش الأسعار، خلينا في تحسن سعر صرف الدولار وزيادة الاحتياطي زيادة مقبولة، إذن ومع عدم حدوث هذا كيف تضمن لي مع الاستمرار في تلك الإجراءات أن يحدث التحسن المرجو بعد ثلاث سنوات، يبدو حضرتك أنك وأنت تذاكر وتتذكر وتذكرنا بتصريحاتكم التي تخص الإجراءات الخاصة برفع الدعم خلال السنوات القادمة والتي بدأت منذ منتصف عام 2014 نسيت أن تراجع وعود مماثلة تلقيناها بأن تعالوا شوفوا مصر بعد سنتين، تذكرني بوعدك الآن عن مصر بعد ثلاث سنوات إيه يضمن لي أنك بعد ثلاث سنوات تقول لي انتظرونا مرة أخرى، وساعتها برضه تكون نسيت وعد الثلاث سنوات، ده لو وصلنا لثلاث سنوات دي مع الحالة الاقتصادية المزرية.
أخيراً، ما يضمن لي أن ما تراه في نهاية النفق هو ضوء ساطع مبشر كما تقول، ولما لا يكون قطار جاي من بعيد يدهسنا كلنا! على العموم أضم صوتي لصوت المحاورة حين قالت لك شكراً، وأنهت الحلقة بعد سؤالها لك عن متى سترحل؟ فقلت حينها لما حد يقل لي شكراً، فتطوعت باسم كل المصريين وقالتها شكراً، فهل وصلت الرسالة؟ شكراً معالي دولة رئيس الوزراء.
المختصر المفيد تحتاجون شيء من الواقعية لتروا بها مستوى رضا الشعب عن فشلكم.