اذكر أن البعض سألني عن ظهور قداسة البابا تواضروس في يوم تنحية مرسى يوم 3 يوليو 2013، وهل هذا كان دورا سياسيا مارسته الكنيسة؟ 

فقلت للذي سألني، لو كان قداسة البابا قد دخل في مشاورات ماذا تفعل الدولة وقتها؟ وهل تزيل مرسى من الكرسي ام تبقيه لكي تمنحه مهلة؟ لكان هذا الدور سياسيا، ولكن بعد ان اخذت الدولة قرارها متمثلة وقتها في المشير السيسي قائد الجيش فأن خروج البابا هو تدعيم للدولة التي سبقت واتخذت قرارا سياسيا لم تشارك الكنيسة فيه.  

 

ولقد تابعت باهتمام حوار الأستاذ حمدي رزق لقداسة البابا وفيه وضح البابا بعض النقاط التي ربما تكون خافية على البعض. 

 

مثل أن البعض ممن يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي تخيلوا أنهم أكثر غيرة وحماسة على الكنيسة وشعبها من قداسة البابا! وبالطبع هذا غير صحيح، لأن ما يفعله قداسة البابا وما يقوله للمسؤولين ليس كله معلنا لنا.  

 

ولقد دافع قداسة البابا عن أخطاء بعض الآباء الأساقفة الذين توجهوا لحث الاقباط على الاحتفاء بالرئيس السيسي عند زبارته لنيويورك واعتبر قداسته ان أخطاء البعض منهم اللغوية كانت فقط مبالغة منهم، ولا يجب أن نقف لكي نحاسبهم على بعض كلمات المبالغة التي لم يعنوها.

 

ولكن ما هي بعض الأسئلة التي لم يوجهها الأستاذ حمدي رزق لقداسة البابا؟

 

ولنختار منهم اثنين فقط: 

 

أولا: موقف الكنيسة من المطالبة بالتحقيق فيمن قتل الاقباط في ماسبيرو، وهم معروفين للجميع وأولهم حمدي بدين؟ 

 

ثانيا: متى ستنشر الكنيسة مذكرات او يوميات قداسة البابا شنودة والتي لا أستطيع التخيل انها غير موجودة، فقداسة البابا شنودة كان يحث على كتابة تاريخ الكنيسة، وعندما زار كنيسة مارمرقس في تورونتو عام 1989 كان اول سؤال سأله لقدس ابونا مرقس مرقس عن كتابته لتاريخ كنيسة المهجر، ولقد اجاب قدس ابونا مرقس بخفه دمه المعهودة "تاريخ الكنيسة في القلب يا سيدنا" 

 

فأجابه قداسة البابا بقوة حجته المشهودة له "ولما حد من شبابنا يحب أن يقرأ تاريخ الكنيسة، لازم ينط جوه قلب ابونا مرقس ويقرأه" ولقد نشر ابونا مرقس كتابه بعد هذا بسنوات.

 

وعندما كتبت عن تاريخ كنيسة مار جرجس والانبا رويس بتورونتو عام 2002، اهتم قداسة البابا شنودة شخصيا بمراجعه كتابي، واحسست بعدها انه يعلق على بعض ما جاء به في بعض أحاديثه.

 

ولهذا لن اقتنع ان قداسة البابا شنودة لم يكتب بنفسه تاريخ الكنيسة او تاريخ الاحداث التي مرت به شخصيا وهو الذي كان دائما دؤوبا على الكتابة! 

فمتى ستكون مذكرات البابا شنودة بما قد تحويه من مفاجئات متاحة لنا؟ 

 

هل بعد ان يمضي مبارك؟ ام ماذا؟