وصلتنا هذه الرسالة من ح.ع.، وهذه المشكلة تواجه الكثيرات والتي تجد نفسها متزوجة من رجل لا يتحمل المسؤولية، هل لهذه المشكلة حل، تقول المستشارة الأسرية دكتور رانيا صابر "الرجل الذي لا يتحمل المسؤولية ويلقي بكل شيء على كاهل زوجته غالباً تكون هي من عودته على ذلك من بداية الزواج، المرأة بطبيعتها تستطيع أن تتولى مسؤولية أكثر من شيء في نفس الوقت، لكن في بداية الزواج تكون المسؤوليات خفيفة بدون أولاد ومدارس، وقد لا تشعر المرأة وقتها بحجم الأزمة، لكن مع مرور السنوات ووجود أولاد يكبرون ومع زيادة الأعباء تدرك الزوجة أنها وحدها تقوم بكل شيء، وعندما تواجهه وتطلب منه المساعدة وأن يقوم بدوره يتهرب أو يتحجج بأي شيء.

 

تقول صابر ضرورة فهم طبيعة الرجل قبل الزواج ومع بداية العلاقة يمكنك اكتشاف هل هو شخص قادر على تحمل المسئولية أم لا، وهذا يظهر من خلال المواقف المختلفة والتي تكون متكررة بمعني مثلا اختيار أماكن الخروجات هل دائماً ما يذهب لنفس الأماكن التي جربها أحد أصدقائه مثلا، وبدون بذل أي مجهود في اختيار أمكنة مختلفة أو طرق مختلفة لتقضيا وقت ممتع.

 

أثناء تجهيزات المنزل، هل يهتم برأيك، ومناقشتك ويأخذ قرارات بنفسه أم يترك كل شيء على "ماما" تحسب الميزانية وتحدد ماذا نشتري؟، أثناء الخطوبة ينبغي أن تجديه يفكر ويأخذ قرارات بنفسه بدون ترك الاعباء والتفكير على والديه ليفكرا بدلاً منه، في هذه الحالة ومع تكرر المواقف قد نقول أن هذا الشخص غير متحمل المسئولية.

 

السنوات الأولي للزواج هي التي ترسم ملامح كل الحياة بعد ذلك، وفيها نضع أساسيات لحياتنا، بعد أن يفهم كل طرف طبيعة الطرف الأخر، وفي النهاية يجب أن ندرك أن الزواج مشروع وهدفنا هو نجاحه، ولن ينجح مع تحمل طرف واحد كل الأعباء.

 

مع بداية الزواج ينبغي على الزوجة تعويد الراجل على تحمل المسئولية كلها بداية من الأعباء المادية حتى إذا كانت تعمل ولها دخل مادي، ينبغي أن يعرف حجم متطلبات البيت، دائما شاركيه بكل ما يحدث وبكل تفصيله في الميزانية "دفعنا كام، باقي كام، هيكفي قد ايه".

 

 

ينبغي أيضاً أن تجعله يشارك في المهام المختلفة، وموضوع المشاركة في الاعمال المنزلية نسبي وليس هو الأساس، ولكن على الأقل يجب أن يشتري الطلبات، يدفع الفواتير ..أو تولي أي مهام أخرى.

 

لكن أن تتحمل الزوجة كل شيء، مع الوقت قد لا يعرف حجم المسئوليات الملقاة على عاتقها، ولا يقدر حجم المجهود الذي تقوم بها، ولا يشعر بالتقصير، ويتجد نفسها أمام حالة دائمة من "اللامبالاه".

 

وللتعامل مع مشكلة هذه الزوجة، ينبغي أن تبدأ بالتدريج، لأن تعديل السلوك يحتاج وقت، وفي البداية يجب أن تعرف أن الصدام، واتهامه الدائم بأنه غير متحمل المسئولية، والشكوى الدائمة بأنها من تقوم بكل شيء سيزيد الأزمة تعقيداً.

 

 تعاملي معه بإيجابية، ويجب أن يشعر أنك لا تقللين من شأنه في كل مناسبة. وستكون هناك نتائج إذا بدأت بهدوء وبالتدريج، فغير منطقي أن تغير وضع استمر سنوات فجأة وفي الحال، وتضيف" مينفعش فجأة وكل ما تشوفه تفضل تقوله روح وهات واتحرك" هو لن يتحمل ذلك، لكن مثلا تطلب منه في مرة أن يفكر في حل لمشكلة تعرض لها ابنه في المدرسة. وبعد فترة تطلب منه توصيل الاولاد للمدرسة أو شراء طلبات للمنزل، ومع الوقت سيعتاد على ذلك وستشعر بتغيير إيجابي.