قضية مجتمعية : من يحاسب الطرف الحائز لحضانة الاطفال عندما يحشدهم ضد الطرف الاخر
كتب – ايهاب رشدى
لا نعلم الفصول الاولى للقصة وهى الفصول الغير معلنة التى شهدها منزل الزوجية ، ربما خلافات فى الفكر وطريقة المعيشة أو خلافات مالية او غيرها ، ولكن حتما كانت هناك خلافات لا نعلم من هو الطرف المسئول عنها ، وقد حسمت الزوجة والأم لطفلتين ، أمرها وتفتق ذهنها عن طريقة للتخلص من تلك الزيجة المسيحية التى لا طلاق فيها إلا لعلة الزنا - وكله بالقانون - قامت الزوجة بالانضمام لطائفة أخرى غير طائفتها الاصلية ، وهنا أصبح الزوجين المسيحيين غير متحدى الطائفة ، ووفقا للقانون فقد أصبحا خاضعين لأحكام الشريعة الاسلامية ، بعدها قامت الزوجة برفع قضية " خلع " للتخلص من الزوج ، وتم تطليقها من الزوج بحكم المحكمة ، وآلت حضانة الطفلتين للأم .
وتتوالى فصول القصة حيث قام الزوج برفع قضية لرؤية طفلتيه ، وحصل على حكم قضائى برؤيتهما مرة أسبوعيا فى إحدى الجمعيات الأهلية بشرق الاسكندرية .
وهنا بدأت معاناة الزوج وأصبح يوم الجمعة " يوم الرؤية " أكثر أيام حياته مرارة ، يقول الزوج ( ج . ابراهيم ) لا أستطيع ان أحتمل نظرات طفلتيّ المملؤتين بالخوف منى ، فقد تسممت أفكارهما من جهتى بفعل أمهما ، و حينما أقترب منهما لأضمهما إلى صدرى ، كأى أب يشتاق إلى ذلك الحضن ، لا أجد منهما غير الصراخ والبكاء . أحمل لهما الهدايا والحلويات فلا يقبلونها منى وفقا لتعليمات الام ، بل وصل الأمر أن ابنتى الكبرى قالت لى " انت مش بابا ، وجدى هو أبويا " وذلك لأن جدها ( والد أمها ) يعيش معهما وهو الذى يرافق الاطفال وقت الرؤية بموجب توكيل من الام .
ويتابع الزوج قائلا .. عادة لا أكمل الوقت المحدد للرؤية ( 3 ساعات ) وأنصرف مبكرا وحلقى مملوء بالمرارة من سلوكيات أطفالى تجاهى ، أشعر بالخوف عليهن بعدما زرعت الأم فيهما كل مشاعر الكراهية . ماذا ننتظر من أطفال يكرهون أبيهم .. سوف يخرجون للمجتمع شخصيات غير سوية تحمل الحقد والكراهية للجميع .. وغير قادرة على الاندماج فى المجتمع وهذا ما ألاحظه فى أطفالى منذ الآن .
ما هو دورى تجاه بناتى . سؤال يطرحه الأب .. هل هى مجرد النفقة التى يحصلان عليها كل شهر لتغطية نفقات المعيشة ، أننى غير قادر حتى على متابعتهما فى مدارسهم ، بعد أن أبلغت أمهم إدارة المدرسة بوجود خلافات بيننا فمنعونى من مجرد الاطمئنان عليهما فى المدرسة .. لقد حرمتنى طليقتى من دورى كأب تجاه أطفالى . وصاروا مثل الايتام وانا على قيد الحياة ، وعندما أفكر فى المستقبل .. هل سيكون لى دور فى تربية طفلتىّ عندما يصلا لمرحلة المراهقة . هل سيكون من حقى ان أنصحهما وأرشدهما مثل أى أب .. هل سيكون من حقى أن أشارك فى اختيار الشخص الذى سيتقدم لخطبة ابنتى عندما تصل لمرحلة الزواج ، أم سنكون قد وصلنا لمرحلة الفرقة التامة نتيجة لسياسة الأم التى تتبعها من الآن .
ويتابع الاب المكلوم فى مشاعره ، لجأت إلى الكنيسة وطلبت من كهنة الكنيسة التى تقع فى نطاق سكن طليقتى أن يتدخلوا فى الأمر من جانب الرعاية الكنسية وأن يجلسوا معها ويفهمونها أن تكف عن تسميم عقول أطفال من جهتى ، وطلبت أن أرافق بناتى خلال صلاة القداس الالهى بالكنيسة ، ولكن للأسف لم أجد منهم اى استجابة .
ويتساءل الأب .. هل من حق الطرف المسئول عن حضانة الاطفال أن يبث فيهم الكراهية للطرف الاخر ويزيل احترامهم له و يقتله معنويا وهو لازال على قيد الحياة ، وذلك دون أن يحاسبه أحد أو يخضع لأى اشراف من أى جهة .
ويتابع .. أن قضيتى ليست قضية شخصية .. فهى قضية مجتمعية تخص فئة كبيرة من المجتمع المصرى ، وأنا كثيرا ما أرى بنفسى مشاجرات تحدث بين طرفى الرؤية فى نفس الجمعية ، وقد تمتد أحيانا إلى الاشتباك بالأيدى ، والأسباب واحدة ، وهى سيطرة الطرف الحاضن على الاطفال وشحنهم ضد الطرف الآخر ، بينما يقتصر دور الجمعية التى تتم فيها الرؤية على تسجيل حضور كلا من الطرفين لتنفيذ حكم المحكمة ، وليس لها أى دور تجاه ما يحدث من أيا من الطرفين .
ويقترح ( ج . ابراهيم ) من المشرع القانونى بأن يجعل الرؤية فى وجود أخصائى اجتماعى يكون قادرا على الفصل فى مسألة شحن الاطفال ضد أحد الطرفين . كما اقترح وجود فرد أمن خلال الرؤية لاثبات النزاعات التى تجرى خلال فترة الرؤية بين بعض الاطراف .
وطالب الأب صاحب تلك المأساة بتفعيل قانون الاستضافة ، الذى يمنح الاطفال فرصة للعيش فى منزل الطرف الاخر يوما او أكثر يستطيع خلاله أن يقترب أكثر من أطفاله .